نتنياهو يفشل في إقناع قادة غربيين بمعارضة تقرير غولدستون

باءت جهود رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بإقناع قادة ومسؤولين غربيين بمعارضة تقرير لجنة تقصي الحقائق الأممية حول الحرب على غزة برئاسة القاضي ريتشارد غولدستون بالفشل. وتشير التوقعات في إسرائيل إلى أن مجلس حقوق الإنسان في جنيف سيتبنى التقرير خلال تصويت عليه، اليوم الجمعة – 16.10.2009. وذكرت صحيفة هآرتس، اليوم، أن نتنياهو خصص معظم وقته في الأيام الأخيرة للموضوع لكنه فشل في إقناع نظرائه الأوروبيين خصوصا بالتصويت ضد التقرير، كما أنه كان يعقد عدة اجتماعات يوميا خلال الأيام الثلاثة الماضية للتداول في موضوع التقرير.

وقالت هآرتس إن نتنياهو هاتف الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، يوم الثلاثاء الماضي، وطالبه خلال المحادثة، التي استمرت ربع ساعة، بتأييد الموقف الإسرائيلي، ملوحا بأن تبني تقرير غولدستون سيشكل عقبة أمام عملية السلام، ووصف التقرير ب"السخيف" وأنه "جعل الفلسطينيين يصلبون مواقفهم ويرفضون إجراء مفاوضات" كما طالب كي مون بالتصريح علنا ضد التقرير وحول حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها.

وأضافت الصحيفة أن كي مون، الذي كان يستمع بالأساس معظم الوقت، لم يعبر عن تأييده لأقوال نتنياهو، وقال في نهايتها إنه لا يستطيع العمل بشكل يتعارض مع موقف مجلس حقوق الإنسان ومواقف الدول الأعضاء فيه. وخلص كي مون إلى القول إنه "سجلت أقوالك لكن لا يمكنني التدخل".

كذلك تحدث نتنياهو مع رئيس الحكومة البريطانية، غوردون براون. ونقلت هآرتس عن دبلوماسي غربي قوله إن المحادثة دامت نصف ساعة ووصفها بأنها كانت "محادثة صعبة" وأنه برزت خلالها خلافات بين الاثنين. وحاول نتنياهو إقناع براون بأن تغير بريطانيا موقفها من تقرير غولدستون ومعارضة التصويت عليه في مجلس حقوق الإنسان بدلا من الامتناع عن التصويت. كما أن نتنياهو احتج على الخط البريطاني الداعي إلى التعامل مع التقرير بجدية ولذلك فإن بريطانيا لن تعارضه وإنما ستكتفي بالامتناع عن التصويت عليه.

وكرر نتنياهو خلال المحادثات مع نظرائه الأوروبيين موقف إسرائيل من التقرير معتبرا أنه "على جميع الدول المسؤولة أن تصوت ضد القرار الذي يمس بالسلام ويشجع الإرهاب".

وأضاف نتنياهو أن "التصويت في جنيف من شأنه أن يساعد الإرهاب ويمس بالسلام، وجريمة إسرائيل الوحيدة هي أنه ليس لديها أغلبية أوتوماتيكية في الأمم المتحدة" مشيرا إلى أنه "كنت في الأمم المتحدة سنوات طويلة (سفيرا لإسرائيل) وبالإمكان تجنيد أغلبية مؤيدة لكل شيء" ملمحا بذلك إلى أن الدول العربية والإسلامية والأفريقية تؤيد الفلسطينيين.

واعتبر نتنياهو أن "الجيش الإسرائيلي هو جيش أخلاقي وهذا التقرير يتهمنا بارتكاب جرائم حرب، لكننا نفذنا خطوات وتحملنا المخاطر مثلما لم تفعل اية دولة أخرى" في إشارة إلى الادعاء الإسرائيلي بأن الجيش سعى إلى عدم المس بالمدنيين الفلسطينيين خلال الحرب على غزة.

واضاف أن "بإمكان إسرائيل دفع السلام فقط في حال تمكنها من الدفاع عن نفسها ولذلك فإن على الدول التي تتمتع بمسؤولية أن تصوت ضد التقرير".

ونقلت هآرتس عن مسؤول سياسي إسرائيلي وصفه الجهود التي بذلها نتنياهو لإقناع نظرائه الأوروبيين بمعارضة تقرير غولدستون بأنه كان يعمل مثل "مسؤول ملف لشؤون غولدستون في وزارة الخارجية" ورغم ذلك انتهت جهوده بالفشل.

وفي موازاة جهود نتنياهو تحدث وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، مع وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، عدة مرات خلال الأيام الأخيرة وطلب منها التدخل بسرعة من أجل إقناع أكبر عدد ممكن من الدول بالتصويت ضد تقرير غولدستون.

وركزت كلينتون في محادثاتها وجهودها على بريطانيا التي من شأن موقفها أن يؤثر على الموقف الأوروبي العام، وطلبت من وزير الخارجية البريطاني، ديفيد ميليبند، تغيير موقفه وبدلا من الامتناع عن التصويت أن يصوت المندوب البريطاني ضد تبني التقرير لكنها لم تنجح هي الأخرى في ذلك.

ونقلت هآرتس عن ميليبند قوله إنه إذا عارضت بريطانيا التقرير ولم يتبناه مجلس حقوق الإنسان فإن ذلك سيشكل ضربة شديدة لمكانة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وقالت الصحيفة إن التقديرات في إسرائيل تتوقع أن التصويت على تقرير غولدستون سيجري اليوم ولن يتم إرجائه إلى يوم الاثنين المقبل وأن الفلسطينيين والدول العربية سيحصلون بدون صعوبة على تأييد غالبية الدول من بين ال47 دولة الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان.

رغم ذلك تواصل إسرائيل بذل جهود لإقناع دول بمعارضة التقرير وتركز في هذه الاثناء على فرنسا وهولندا والدنمرك واسبانيا.