"المشهد الإسرائيلي" - خاص أغلقت السلطات الروسية مكاتب تنظيم "ناتيف" الذي ينشط في دول الاتحاد السوفييتي السابق بهدف تشجيع هجرة اليهود إلى إسرائيل، بعد أن كانت روسيا قد طردت دبلوماسيا إسرائيليا يعتبر المسؤول الأكبر في "ناتيف" في روسيا متهمة إياه بالتجسس.

أغلقت السلطات الروسية مكاتب تنظيم "ناتيف" الذي ينشط في دول الاتحاد السوفييتي السابق بهدف تشجيع هجرة اليهود إلى إسرائيل، بعد أن كانت روسيا قد طردت دبلوماسيا إسرائيليا يعتبر المسؤول الأكبر في "ناتيف" في روسيا متهمة إياه بالتجسس. وكشفت صحيفة معاريف، اليوم الأربعاء – 14.10.2009، عن أن السلطات الروسية أمرت، يوم الخميس الماضي، المسؤولين في مكاتب "ناتيف" في مدينتي سانت بطرسبرغ ونوفوسيفيرسك بالتوقف عن استقبال الجمهور وإصدار تأشيرات هجرة للمواطنين الروس من أصول يهودية.

وبحسب الصحيفة فإن الإجراء الروسي يضع صعوبات أمام هجرة عشرات المواطنين الروس اليهود إلى إسرائيل. وأضافت الصحيفة أنه سيتعين الآن على الروس اليهود الذين أوشكوا على الحصول على تأشيرة هجرة أو الذين بدءوا إجراءات للحصول على تأشيرة كهذه التوجه على مكتب "ناتيف" في موسكو البعيدة والذي يعمل داخل السفارة الإسرائيلية وأصبح المكتب الوحيد ل"ناتيف" في روسيا.

وترى إسرائيل بالإجراءات الروسية تصعيدا في محاربة "ناتيفط الذي يعتبر ذراع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في مجال تشجيع هجرة اليهود من دولة أوروبا الشرقية إلى إسرائيلية.

وعبر مسؤولون في الوكالة اليهودية عن قلقهم من التوتر الشديد الحاصل بين "ناتيف" والسلطات الروسية وقال أحد المسؤولين لمعاريف إنه "كان يفترض أن يحصل 50 يهوديا على الأقل من سانت بطرسبرغ على تأشيرة هجرة أو متابعة إجراءات حصولهم على تأشيرة هجرة".

وأضاف المسؤول في الوكالة اليهودية أن "هناك عدد مماثل على الأقل في نوفوسيبيرسك والوضع آخذ بالتدهور وهم يواجهون صعوبة بالوصول إلى موسكو، فهذا أمر مكلف ولذلك يجب وقف هذا الوضع لأنه لم يعد مسألة داخلية بين ناتيف وروسيا".
ويدعي المسؤولون في "ناتيف" أن السلطات الروسية تلاحق مندوبي التنظيم في روسيا ويخضعون للمراقبة والتصنت على محادثاتهم الهاتفية.

لكن معاريف أشارت إلى أن إسرائيل تلقت عدة شكاوى من روسيا مفادها أن مندوبي "ناتيف" يخرقون الصلاحيات الممنوحة لهم ويمارسون نشاطا غير قانوني في إطار عمليات جمع المعلومات لإعداد تقارير دورية حول مجرى الأحداث في روسيا إضافة إلى إقامة علاقات مع جهات مختلفة يبدو أنها معارضة للحكومة الروسية.

وأشارت الصحيفة إلى أن السلطة الروسية لم تغلق ثلاثة مراكز ثقافية إسرائيلية تنشط إلى جانب "ناتيف" في موسكو وسانت بطرسبرغ ونوفوسيبيرسك التي لا تزال تمارس نشاطها.

ونقلت معاريف عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إنها تتخوف من استمرار التوتر في هذا السياق ومن إمكانية أن تقدم إسرائيل على القيام بإجراءات انتقامية ضد الروس قد تصل حد طرد مندوبين رسميين من إسرائيل.

طردت روسيا في مطلع الشهر الحالي الدبلوماسي الإسرائيلي شموئيل بوليشوك الذي يعمل في السفارة الإسرائيلية في موسكو بعد أن اتهمته بالتجسس وجمع معلومات ما يتنافى مع القانون والاتفاقيات الموقعة بين الدولتين. ويتولى بوليشوك منصب القنصل العام بمرتبة سكرتير أول لتنظيم "ناتيف" الذي يخضع لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي مباشرة ويعتبر واحد من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وفقا لدراسة نشرها معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب.

وعاد بوليشوك إلى إسرائيل بعد أن تلقى إنذارا من السلطات الروسية بأن عليه مغادرة البلاد خلال خمسة أيام.

وكانت جهاز المخابرات الروسية "أف سي بي" قد أوقف بوليشوك، البالغ 58 عاما ومولود في أوكرانيا وهاجر إلى إسرائيل في العام 1979، في نهاية الشهر الماضي، وذلك عندما كان في لقاء خارج مكتبه وتم إخلاء سبيله بعد ساعات من التحقيق كونه يحمل جواز سفر دبلوماسي يمنحه حصانة من الاعتقال والمحاكمة لكن المخابرات الروسية أمرته بمغادرة البلاد.

وقالت معاريف إن إسرائيل مارست ضغوطا مكثفة على موسكو لمنع طرد الدبلوماسي بصورة رسمية وحتى أنها هددت برد فعل. وتم الاتفاق بين الجانبين في النهاية على أن لا يبعث الروس رسالة دبلوماسية إلى إسرائيل مرفقة بطلب طرد بوليشوك لكن تم الإعلان عنه ك"شخصية غير مرغوب بها" وأن يعود إلى إسرائيل.

وتعتبر هذه أخطر حالة حدثت لأفراد "ناتيف" خلال نشاطهم في روسيا في السنوات الأخيرة وكانت المرة الأخيرة التي طردت فيها روسيا فردا من هذا التنظيم في العام 1996 حيث تم عندها طرد رئيس مكتب الموساد في روسيا، رؤوفين دينال.

ونقلت معاريف عن مصادر في "ناتيف" قولها إن الروس ينسبون لبوليشوك تهما تتعلق بالتجسس وجمع معلومات لغرض كتابة تقارير لتقييم الوضع حول ما يجري في روسيا ووضع اليهود وإمكانيات هجرتهم إلى إسرائيل.

وأوضحت المصادر ذاتها أن "مبعوثينا لا ينشغلون فقط بالتدقيق في طلبات الهجرة إلى إسرائيل ومنح تصاريح الهجرة ونشاطات ثقافية، وإنما هم مطالبون تنفيذ أعمال مختلفة من أجل إعداد تقارير تقييم الأوضاع التي تشمل عقد لقاءات مع موظفين حكوميين وممثلين عن اليهود وشخصيات عامة بينما يرى الروس بذلك تآمرا يتنافى مع القانون".