مستشار نتنياهو يتوجه إلى واشنطن لإجراء مباحثات حول الاستيطان

يتوجه المحامي يتسحاق مولخو، مبعوث رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ومستشاره السياسي، إلى العاصمة الأميركية واشنطن اليوم الأحد – 16.8.2009، لعقد لقاءات مع مسؤولين في البيت الأبيض وأعضاء في طاقم المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل. وسيعمل مولخو على الإعداد للقاء نتنياهو – ميتشل، المتوقع عقده في 26 من شهر آب الحالي، في لندن. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم، أن مولخو سيحاول، خلال لقاءاته في واشنطن، تقليص الفجوة في مواقف الدولتين حيال تجميد الاستيطان.

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية فإن مولخو سيبحث مع ميتشل ومساعديه موضوع تجميد أعمال البناء في المستوطنات بصورة مؤقتة. وذكرت صحيفة هآرتس، اليوم، أن إسرائيل مستعدة لتجميد الاستيطان لمدة نصف عام فيما تطالب الولايات المتحدة بتجميده لمدة عام على الأقل. ويذكر أن صحيفة يديعوت أحرونوت ذكرت، يوم الجمعة الماضي، أن الولايات المتحدة تطالب بتجميد الاستيطان لمدة عامين، ليتسنى خلالها إنها المفاوضات حول حل دائم، فيما أعرب نتنياهو عن استعداده لتجميد الاستيطان لمدة ثلاثة شهور. وأضافت يديعوت أحرونوت أن وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، أعرب عن موافقته على تجميد الاستيطان لمدة نصف عام.

وتابعت هآرتس أن الولايات المتحدة معنية بأن تتحول التفاهمات مع إسرائيل في موضوع الاستيطان إلى "وديعة" يتم طرحها على الدول العربية "المعتدلة"، من أجل الحصول من هذه الدول على "وديعة" مشابهة تتعلق بتطبيع العلاقات مع إسرائيل. وبحسب الصحيفة فإنه بعد أن يتم تحقيق هاتين البادرتين المتبادلتين ستنشر الولايات المتحدة عنهما، وفي أعقاب ذلك يتم استئناف العملية السياسية في المنطقة، مع التشديد على المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

وقالت هآرتس إن المفاوضات بين إسرائيل والولايات المتحدة حول أعمال البناء في المستوطنات استمرت خلال الأسبوع الماضي، والتقى مندوب ميتشل في إسرائيل، الدبلوماسي الأميركي ديفيد هيل، مع مسؤولين كبار في وزارة الخارجية الإسرائيلية وبحث معهم الموضوع واحتمالات استئناف العملية السياسية.

وفي موازاة ذلك جرت اتصالات هاتفية وتبادل رسائل الكترونية بين مولخو ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، عوزي أراد، ومستشار نتنياهو الإعلامي، رون دريمر، وبين أفراد طاقم ميتشل ومسؤولين كبيرين في البيت الأبيض، هما دان شبيرو ودنيس روس. ونقلت هآرتس عن مصادر في مكتب نتنياهو تعبيرهم عن أملهم بأن يتم خلال لقاء نتنياهو – ميتشل التوصل على تفاهمات تؤدي إلى إزالة موضوع الاستيطان عن طاولة المباحثات بين إسرائيل والولايات المتحدة، وبذلك إنهاء التوتر في العلاقات بين الجانبين.

رغم ذلك فإن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أنه قد تكون هناك حاجة إلى عقد لقاء إضافي بين نتنياهو وميتشل، في إشارة إلى عدم وجود توقعات للتوصل إلى تفاهم حول تجميد الاستيطان. من جانبه يفضل نتنياهو أن يتم التوصل إلى تفاهم بين إسرائيل والإدارة الأميركية حول قضية تجميد الاستيطان خلال لقاء يجمعه مع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، على هامش افتتاح أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة في 22 أيلول المقبل. وكانت يديعوت أحرونوت قد ذكرت، الجمعة، أن الإدارة الأميركية ترفض عقد لقاء كهذا من دون التوصل إلى اتفاق حول تجميد المستوطنات.