إسرائيل: فياض اتفق سرا مع أميركا على اعترافها بدولة فلسطينية مستقلة

عبر مسؤولون إسرائيليون عن خشيتهم من إعلان الفلسطينيين بشكل أحادي الجانب عن قيام دولة فلسطينية مستقلة، ضمن حدود العام 1967، وقالوا إن رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض، توصل سرا إلى تفاهمات مع الإدارة الأميركية تقضي باعتراف الولايات المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالدولة المستقلة.

وذكرت صحيفة هآرتس، اليوم الأحد – 8.11.2009، أن تقارير وصلت إسرائيل مؤخرا تفيد بأن فياض توصل إلى تفاهمات سرية مع إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، حول اعتراف أميركي بدولة فلسطينية مستقلة في حدود العام 1967. وأشارت الصحيفة إلى أن من شأن اعتراف كهذا أن يجعل الوجود الإسرائيلي في المناطق الواقعة وراء الخط الأخضر بما فيها القدس الشرقية على أنه "غزو غير قانوني وسيمنح الفلسطينيين الحق بالدفاع عن النفس".

ويذكر أن فياض كان قد أعلن أمام المجتمع الدولي في نهاية شهر آب/أغسطس الماضي عن خطة مفصلة لبناء مؤسسات السلطة الفلسطينية ووضع جدولا زمنيا لإنهاء هذه العملية بعد مرور عامين. وقال مسؤولون سياسيون إسرائيليون رفيعو المستوى إن إسرائيل تقبلت خطة فياض بشكل إيجابي لأن الحديث كان عن بناء مؤسسات وأجهزة أمنية ناجعة وحتى أن سياسيين إسرائيليين وصفوا الخطة بأنها "الخطة الفلسطينية الموازية لخطة (وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي) موشيه يعلون" التي تدعو إلى "بناء السلطة الفلسطينية من الأسفل إلى الأعلى".

لكن هؤلاء المسؤولين الإسرائيليين وجهات إسرائيلية أخرى تعنى بالموضوع الفلسطيني قالوا لهآرتس إنه إلى جانب البنود التي تم نشرها من خطة فياض، "المشابهة لخطة السلام الاقتصادي" الذي يطرحه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يوجد قسم سري في الخطة لم يتم نشره ويتحدث عن خطوة أحادية الجانب بالإعلان عن الاستقلال.

وأضافت هآرتس أنه بموجب خطة فياض فإنه في نهاية الفترة الزمنية المحددة لبناء المؤسسات ستتوجه السلطة الفلسطينية سوية مع جامعة الدول العربية إلى مجلس الأمن الدولي والهيئة العامة للأمم المتحدة وتطالب بالسيادة على حدود الرابع من حزيران/يونيو 196. ووفقا لهآرتس فإن فياض يسعى إلى بلورة قرار جديد يصدر عن مجلس الأمن الدولي يحل مكان القرارين 242 و338، اللذان يطالبان بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة في حرب العام 1967، ليحظى باعتراف المجتمع الدولي بحدود الدولة الفلسطينية، وفي هذه الحالة سيمارس المجتمع الدولي ضغوطا ثقيلة على إسرائيل من أجل الانسحاب من الضفة الغربية.

ونقلت الصحيفة عن أشخاص تحدثوا مع فياض في هذه المسألة قولهم إنه حصل على ردود فعل مؤيدة لخطته من عدة دول بارزة في الاتحاد الأوروبي، مثل فرنسا وبريطانيا والسويد واسبانيا وأنه عرض الخطة على الإدارة الأميركية التي لم تعارض هذه الخطة. وقال مصدر سياسي إسرائيلي رفيع إن فياض يدعي بأنه توصل إلى تفاهمات حول ذلك مع الإدارة الأميركية.

وقالت هآرتس إن إمكانية تنفيذ خطوة فلسطينية أحادية الجانب تطالب بالسيادة على حدود العام 1967 تقلق إسرائيل كثيرا وحتى أن هيئة "السباعية" الوزارية الإسرائيلية أجرت مداولات في هذا الخصوص عدة مرات في الشهور الأخيرة. واعتبر مصدر سياسي إسرائيلي رفيعي أن "هذه خطوة خطيرة للغاية" لكنه لفت إلى أن "عدد متزايد من الوزراء الأعضاء في المجلس الوزاري (الإسرائيلي) المصغر للشؤون السياسية والأمنية باتوا يدركون أن انعدام العمل السياسي من جانب إسرائيل قد يؤدي إلى دعم دولي بخطة فياض".

ووفقا لعدة مصادر سياسية إسرائيلية فإن نتنياهو طرح الموضوع خلال لقاءاته مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والمبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل وطالب الولايات المتحدة بأن توضح لفياض أنها لن تؤيد خطوة فلسطينية كهذه وحتى أنها ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضدها. وقالت هآرتس إن نتنياهو لم يتلق حتى الآن ردا واضحا من الإدارة الأميركية فيما يتعلق بموقفها تجاه خطة فياض.

ويتوجه نتنياهو اليوم إلى واشنطن للمشاركة في مؤتمر الهيئة العامة للمنظمات اليهودية في الولايات المتحدة وسط توقعات أنه نجح في فرض لقاء مع أوباما في البيت الأبيض قالت وسائل إعلام إسرائيلية أنه سيعقد مساء غد بتوقيت إسرائيل.