موفاز يقترح دولة فلسطينية مؤقتة في ستين بالمائة من الضفة

بادر وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق والرجل الثاني في حزب كديما، عضو الكنيست شاؤل موفاز، إلى طرح خطة سياسية لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني تقضي بالتفاوض مع الفلسطينيين، بما في ذلك حماس في حال فوزها في الانتخابات المقبلة، وإقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة في 60% من الضفة الغربية وقطاع غزة. واستعرض موفاز خطته السياسية في مؤتمر صحفي عقده في تل أبيب، اليوم الأحد – 8.11.2009، وقال إنه "في حال فوز حماس في الانتخابات وأرادت الجلوس إلى طاولة المفاوضات فإنها تكون في تلك اللحظة قد وافقت على شروط الرباعية الدولية (القاضية بالاعتراف بإسرائيل والاتفاقيات الموقعة ونبذ العنف) وليست منظمة إرهابية".

وأضاف موفاز أنه صاغ مبادرته السياسية خلال نصف العام الأخير وفي صلبها قيام دولة فلسطينية بحدود مؤقتة في 60% من مساحة الضفة الغربية وبدعم أميركي وأنه "في نهاية العملية السياسية سيحصل الفلسطينيون على كل مساحة الضفة الغربية، ليس حدود العام 1967 وإنما مساحة الضفة". وتابع أنه في هذه المرحلة لا حاجة إلى إخلاء مستوطنات لكن من أجل أن تثبت إسرائيل للفلسطينيين بأن إسرائيل جدية فإنه ينبغي البدء بسن قانون إخلاء وتعويض المستوطنين في المستوطنات المعزولة الواقعة شرقي الجدار العازل، والتي يقطنها نحو 70 ألف مستوطن، وأن تسمح القوانين بهذا الخصوص بإقامة مستوطنات جديدة في الكتل الاستيطانية التي يرى موفاز أنه يجب ضمها إلى إسرائيل وفي منطقة الجليل بشمال إسرائيل.

وفي موازاة ذلك يقترح موفاز الشروع في المرحلة الثانية بمفاوضات حول قضايا الحل الدائم بين إسرائيل والفلسطينيين، ولا يستبعد موافقة إسرائيل خلالها على الانسحاب من الأحياء الفلسطينية الواقعة في أطراف القدس، ما يعني رفضه انسحاب إسرائيل من كل القدس الشرقية وخصوصا البلدة القديمة ومحيطها.

وقال موفاز إن "دولة إسرائيل ملزمة بالجلوس مع جهة تغير أجندتها وأنا مقتنع بأن قيادة مسؤولة ستجلس مع جهة كهذه، رغم أني أعلم أيضا أن حماس تواصل إطلاق الصواريخ وتخزين صواريخ طويلة المدى والاستعداد لاستمرار المواجهة. وبودي القول لقيادة حماس إنه إذا استمروا بهذه الطريق فإنه قد تم حسم مصيرهم".

وهاجم موفاز رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قائلا إنه "يعيق العملية السياسية ويهدر الوقت. ونحن كدولة لا نملك امتياز إهدار الوقت... وإذ لم يطبق نتنياهو هذه الخطة فإني آمل أن أحصل على الفرصة (بتولي رئاسة الحكومة) لتطبيقها. فالهدوء الحاصل كاذب. وهذا الوضع ينطوي على انعدام مسؤولية، لأن الوقت لا يعمل في صالحنا".


ورأى محللون سياسيون إسرائيليون أن طرح موفاز لخطته يعني أنه يبلور معارضة داخل حزب كديما لعملية أنابوليس، التي ترى رئيسة الحزب ووزيرة الخارجية السابقة، تسيبي ليفني، أنها السبيل الأفضل لحل الصراع. ويعتزم موفاز طرح خطته في مجلس كديما لمناقشتها ملمحا بذلك إلى أنه لا يسعى إلى انقسام في كديما وإنما المنافسة على رئاسة الحزب.


وقال موفاز إنه بلور خطته السياسية بعد مشاورات عديدة أجراها مع جهات مهنية في جهاز الأمن الإسرائيلي ورؤساء معاهد أبحاث وشخصيات سياسية. وشدد على أن الجمود السياسي مع الفلسطينيين، الحاصل في هذه الأثناء، يشكل خطرا ويلحق ضررا بإسرائيل من الناحية الديمغرافية وفيما يتعلق بشرعية إسرائيل في العالم.


وانتقد قياديون في حزب كديما موفاز وخطته ونقلت عنهم الإذاعة الإسرائيلية العامة قولهم إن "موفاز ارتبك قليلا لأنه في الكنيست يعملون في عملية التشريع وسن القوانين وينشغلون بشكل أقل في الخطط السياسية". وشدد القياديون على أن "موفاز ليس عضوا في حزب موفاز وإنما في كديما، وإذا كانت لديه خطة سياسية فإن عليه أن يعرضها في مؤسسات الحزب".