المستوطنون يعتزمون إقامة بؤر استيطانية

أعلنت حركتان استيطانيتان متطرفتان عزمهما إقامة 11 بؤرة استيطانية عشوائية في أنحاء الضفة الغربية، فيما تحدثت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، عن أن الولايات المتحدة وإسرائيل قريبتان من التوصل إلى اتفاق حول تجميد الاستيطان.

وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، يوم الأحد – 26.7.2009، أن حركتا "شبيبة من أجل أرض إسرائيل" و"أمناء أرض إسرائيل" أعلنتا في منشور تم توزيعه في الأيام الماضية عن عزمهما إقامة 11 بؤرة استيطانية، في اليومين المقبلين، حيث يزور إسرائيل فيهما مسؤولون أميركيون بينهم المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل ووزير الدفاع روبرت غيتس ومستشار الأمن القومي جيمس جونز، ويتوقع أن يطالبوا إسرائيل بتجميد الاستيطان.

وجاء في منشور الحركتين الاستيطانيتين أن إقامة ال11 بؤرة استيطانية سيكون "مثلما حدث في تلك الليلة من العام 1946 التي أقام فيها الييشوف اليهودي (في فلسطين) 11 نقطة (استيطانية) جديدة في (شمال) النقب عشية تقسيم البلاد". ودعا المنشور نشطاء المستوطنين إلى المشاركة في إقامة البؤرة الاستيطانية الجديدة خلال يومي غد الاثنين وبعد غد الثلاثاء. وجاء في المنشور أنه "من شأن إقامة البؤر وحده أن يعيد دولة إسرائيل إلى مسار الاستقلال والنمو والبناء وستؤدي إلى نشوء مناعة وطنية وتمنحها القوة أمام الضغوط الدولية" الداعية إلى تجميد الاستيطان.

وفي مقابل ذلك أعلن المحامي ميخائيل سفاراد، المستشار القانوني لحركة "ييش دين" الإسرائيلية المناهضة للاستيطان، أن الحركة تنوي التوجه، صباح اليوم، إلى سلطات الجيش والشرطة الإسرائيليين من أجل حثهما على العمل لمنع إقامة البؤر الاستيطانية. وأضاف سفاراد أنه "يظهر من المنشور وجود شبهات كبيرة حول النية لخرق القانون بصورة منظمة وقد تم توجيهه وتوزيعه على أبناء الشبيبة ويحثهم على مخالفة القانون".

وتجدر الإشارة إلى أن ثلاثة بؤر من ال11 التي تحدث عنها المنشور كانت قد أقيمت في الماضي وتم إخلاؤها. ويذكر في هذا السياق أن الحكومة الإسرائيلية تعهدت خلال الشهور الأخيرة بإخلاء 23 بؤرة استيطانية مقابل رفضها تجميد أعمال البناء في الأحياء الاستيطانية في القدس الشرقية وتفاوضها حول تجميد الاستيطان في الضفة الغربية بعد إنهاء مشاريع بناء تمت المباشرة فيها.

ونقلت صحيفة هآرتس، اليوم، عن مصادر إسرائيلية وأميركية قولها إن كلينتون قدرت خلال لقاء مع وزراء خارجية أوربيين، الأسبوع الماضي، أن الولايات المتحدة وإسرائيل قريبتان من التوصل إلى تفاهمات جديدة ستوافق إسرائيل في إطارها على تجميد مؤقت لغالبية أعمال البناء في المستوطنات في الضفة الغربية.

وقال مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى إن كلينتون ذكرت خلال لقائها مع نظرائها الأوروبيين أنها "متفائلة" بإمكانية التوصل إلى تفاهم في الفترة القريبة حول تجميد الاستيطان بصورة مؤقتة. ووفقا لهآرتس قالت كلينتون إنه "في حال تم تحقيق تفاهم بخصوص التجميد المؤقت للبناء في المستوطنات فإن هذه ستكون المرة الأولى التي توافق فيها حكومة إسرائيلية على ذلك". وأضافت أنها تتوقع من الاتحاد الأوروبي أن يعبر عن تقديره وتأييده لإسرائيل في أعقاب تجميد الاستيطان المؤقت.

من جهة أخرى نقلت هآرتس عن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قوله خلال محادثات مغلقة، في نهاية الأسبوع الماضي، إنه ستكون هناك حاجة لإجراء جولة مفاوضات أخرى مع ميتشل من أجل التوصل إلى تفاهمات. وسيصل ميتشل إلى إسرائيل اليوم وسيجتمع مع نتنياهو بعد غد الثلاثاء. وبحسب نتنياهو فإنه "لم يتم التوصل بعد إلى المعادلة السحرية" لوقف الاستيطان. لكنه أضاف أنه "لا توجد خلافات كبيرة وهناك مقترحات مبتكرة يطرحها كلا الجانبين لكن لم يتم سد الفجوات بعد".

وقال مسؤولون إسرائيليون إن وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، قدم للإدارة الأميركية قائمة مفصلة حول كافة مشاريع البناء في المستوطنات وأبلغها بأن إسرائيل تعتقد أنه لا يمكن وقف هذه المشاريع. وشملت القائمة التي قدمها باراك 2500 وحدة سكنية جاري بناؤها وتتوقع إسرائيل أن الإدارة الأميركية مستعدة للموافقة على مواصلة بنائها.

وقبيل ساعات قليلة من وصول ميتشل إلى إسرائيل قال نتنياهو إنه توجد خلافات بين الجانبين حول موضوع الاستيطان. وقال نتنياهو، لدى افتتاحه الاجتماع الأسبوعي لحكومته، اليوم، إنه "في حالة وجود حليفتين أيضا، لا يوجد اتفاق شامل حول جميع النقاط". وأضاف "نحن نحاول التوصل إلى تفاهمات في قضايا مختلفة من أجل التقدم سوية نحو غاياتنا المشتركة وهي السلام والأمن والازدهار في كل الشرق الأوسط". ويذكر أن نتنياهو كان قد رفض بشدة وقف أعمال بناء استيطانية في القدس الشرقية خلال اجتماع الحكومة، الأسبوع الماضي، وقال "لن نوافق على أحكام علينا في موضوع القدس".

من جانبه قال الزعيم الروحي لحزب شاس، الحاخام عوفاديا يوسف، خلال عظته الأسبوعية التي يلقيها في أحد الكنس في القدس، مساء أمس السبت، إنه يعارض المطلب الأميركي بتجميد الاستيطان وشدد "نحن لسنا عبيدا عند الولايات المتحدة". وأضاف يوسف أن "المسيح سيأتي قريبا وسيُلقي كافة الأمور المعادية". ووصف الحاخام يوسف العرب في الحرم القدسي ب"الأشرار" وقال "أين هيكلنا؟ يوجد هناك عرب".

لكن الحاخام يوسف أبدى معارضة لمسيرات ينظمها اليمين المتطرف في البلدة القديمة ومحاولة دخولهم إلى الحرم القدسي في ذكرى خراب الهيكلين، الذي يصادف يوم الخميس المقبل، وقال إن "يوجد أشخاص يعتقدون أنه مسموح التجوال وسيذهبون على البلدة القديمة (في القدس) شبابا وشابات لكن كل هذا يتعارض مع رأي التوراة".