على ذمة هآرتس: الجيش الإسرائيلي يخطط لإخلاء واسع للبؤر الاستيطانية

كشفت صحيفة هآرتس، اليوم الثلاثاء – 21.7.2009، عن أن الجيش الإسرائيلي وضع خطة لإخلاء 23 بؤرة استيطانية تعهدت حكومة إسرائيل بإخلائها، وذلك خلال يوم واحد، فيما هدد قادة المستوطنين بمقاومة الإخلاء بشدة. وأفاد تقرير هآرتس، الذي أعده كبير معلقيها السياسيين، يوئيل ماركوس، بأنه تم إعداد خطة إخلاء البؤر الاستيطانية الثلاث وعشرين على خلفية التوتر المتصاعد بين حكومة إسرائيل والإدارة الأميركية حول مطلب الأخيرة بتجميد الاستيطان.

وبحسب ماركوس، الذي كان أول من نشر عن خطة فك الارتباط من قطاع غزة من خلال مقابلة مع رئيس الحكومة الأسبق أرييل شارون، فإن الجيش الإسرائيلي بات مستعدا من الناحية العسكرية لإخلاء جميع البؤر الثلاث والعشرين بالقوة. وأضاف أن الخطة أعدها جهاز الأمن الإسرائيلي وبمعرفة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وأنه جرى الأسبوع الماضي تدريب مشترك كبير شاركت فيه قوات من الجيش والشرطة ووحدة حرس الحدود استعدادا لتنفيذ الإخلاء.

ويشار إلى أن نتنياهو رفض منذ توليه رئاسة الحكومة، في مطلع شهر نيسان الماضي، مطلبا أميركيا بتجميد الاستيطان بشكل مطلق بادعاء احتياجات "النمو الطبيعي" في المستوطنات، بينما رفض بشكل مطلق هذا الأسبوع وقف أعمال بناء في الأحياء الاستيطانية في القدس الشرقية. وتصاعدت حدة التوتر بين حكومة إسرائيل والإدارة الأميركية هذا الأسبوع على خلفية إقامة بؤرة استيطانية مؤلفة من عشرين وحدة سكنية في ضاحية الشيخ جراح في القدس الشرقية، في إطار مخطط لإحاطة البلدة القديمة ببؤر استيطانية ومنع انسحاب إسرائيل من كل القدس الشرقية في حال التوصل إلى اتفاق إسرائيلي – فلسطيني. وفي المقابل تعهد نتنياهو ووزير الدفاع، ايهود باراك، أمام الإدارة الأميركية بإخلاء 26 بؤرة استيطانية وأنه تم إخلاء ثلاث بؤر وتبقى 23 بؤرة.

وذكر ماركوس أنه ليس معلوما بعد موعد تنفيذ إخلاء هذه البؤر وأشار إلى أنه يقطن كل بؤرة ما بين 50 و60 مستوطنا وانه سيتعين على قوات الأمن إخلاء نحو 1200 مستوطن في إطار هذه الخطة. وكانت قوات الأمن الإسرائيلية قد حاولت إخلاء حاويات وبيوتا متنقلة من ثلاث بؤر استيطانية في منطقة مدينة نابلس، أمس، ورد المستوطنون على ذلك باعتداءات على مواطنين فلسطينيين وأملاكهم شملت إلقاء الحجارة على الفلسطينيين وإحراق محاصيل زراعية في عشرات الدونمات.

وجرى تدريب قوات الأمن الإسرائيلية تمهيدا لعملية الإخلاء في قاعدة آدم العسكرية وشاهده ضباط كبار في الجيش والشرطة وحرس الحدود على رأسهم القائد العسكري للضفة الغربية العميد نوعام تيفون. وتدربت القوات على مواجهة أعمال إخلال بالنظام العام من جانب المستوطنين وإخلاء مستوطنين يقاومون عملية الإخلاء.

ولفت تقرير هآرتس إلى أن قيادة الجيش الإسرائيلي تدرك أن قسما غير قليل من الجنود يتماثلون مع المستوطنين ولذلك فإن بعض تفاصيل خطة الإخلاء قد تتسرب وتصل إلى قادة المستوطنين المتطرفين، ولذلك فإن موعد تنفيذ الإخلاء سيبقى سريا.

من جهة أخرى يتوقع أن تشهد عملية إخلاء البؤر الاستيطانية مقاومة واسعة النطاق من جانب المستوطنين المتطرفين. وأصدر حاخام مستوطنة "كريات أربع" في الخليل، دوف ليئور، فتوى تسمح بتدنيس قدسية يوم السبت من أجل القيام باستدعاء المستوطنين عبر الهواتف والرسائل الخلوية، في حال تم تنفيذ الإخلاء في أحد أيام السبت.

وعقب سياسيون من اليمين المتطرف على خطة الإخلاء بغضب شديد. وقال عضو الكنيست داني دانون، من حزب الليكود، الذي يتزعمه نتنياهو، إن خطوة كهذه ستكون "أمرا سيئا للغاية" وأنه "لا اصدق أن حكومة الليكود برئاسة نتنياهو ستنفذ إخلاء جماعيا لمستوطنين يهود" ودعا إلى إجراء حوار مع المستوطنين. كذلك قالت عضو الكنيست تسيبي حوطوفيلي من الليكود إنه "يحظر تنفيذ خطوة كهذه من دون أن يكون هناك إطارا شاملا للسماح بتنفيذ أعمال بناء في (مستوطنات) الضفة". وقال عضو الكنيست أرييه إلداد لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن "إخلاء المستوطنين قد يؤدي إلى سفك الدماء ونبأ كهذا (الذي نشرته هآرتس) قد يدفع المستوطنين إلى تنفيذ أعمال متطرفة". ويذكر انه عشية تنفيذ فك الارتباط أقدم المستوطن المتطرف عيدن نتان زادة إلى تنفيذ مجزرة شفاعمرو عندما أطلق النار داخل حافلة ركاب أسفرت عن مقتل أربعة مواطنين عرب وإصابة آخرين بجروح.