إفادات جديدة على جرائم إسرائيل خلال الحرب على غزة

أكد جنود إسرائيليون شاركوا في العمليات العسكرية خلال الحرب على غزة على أن قوات الجيش الإسرائيلي التي توغلت في قطاع غزة استخدمت مواطنين فلسطينيين كدروع بشرية وتحدثوا عن هدم مئات البيوت وعدد كبير من المساجد دون أن تكون هناك حاجة إلى ذلك، وإطلاق قنابل فوسفورية على مناطق مأهولة وتشجيع ضباط الجيش الجنود على إطلاق النار في جميع الاتجاهات. وأصدرت منظمة "نكسر الصمت"، اليوم الأربعاء – 15.7.2009، كراسة تضمنت 54 إفادة لثلاثين جنديا في صفوف قوات الاحتياط والقوات النظامية، الذين شاركوا في العمليات العسكرية، تدل على أن الجيش الإسرائيلي أخفى معلومات حول ممارسات تتنافى مع القانون الإسرائيلي والقانون الدولي وقرارات المحكمة العليا الإسرائيلية.

وبحسب إفادات الجنود فإن القوات الإسرائيلية المتوغلة في قطاع غزة استخدمت "نظام الجار"، الذي يحول الجنود الإسرائيليين من خلاله مواطنا فلسطينيا إلى درع بشري من أجل تفتيش بيوت، علما أن المحكمة العليا الإسرائيلية أصدرت قرارا، قبل ثلاث سنوات، منعت من خلاله الجيش من استخدام "نظام الجار" بشكل مطلق.

وتحدث جنود في إفاداتهم عن المشاركة في قتال "من دون أن نرى العدو بأعيننا". وقال أحد الجنود "أنت تشعر مثل ولد يقوم بتصرفات صبيانية ويحمل عدسة مكبرة وينشغل مع النمل، ويحرقهم. لكن لا ينبغي على ولد في العشرين من عمره أن يفعل أمورا كهذه". وروى جنود كثيرون في إفاداتهم أنهم لم يصادفوا مقاتلي حماس تقريبا. وقال أحدهم إن "لا أحد تقريبا صادف مقاتلين من حماس، وعلى الأقل في المنطقة التي تواجدت فيه وحدة المظليين، أنا أعرف عن اشتباكين فقط طوال العملية العسكرية كلها".

كذلك تبين من الإفادات أن الجنود لم يتلقوا تعليمات حول أهداف العمليات العسكرية خلال الحرب وبحسب أحد الجنود فإنه "لم يتم التطرق مسألة (المدنيين) الأبرياء". وكرر الجنود طوال إفادتهم الحديث عما يسمى ب"روح القائد"، التي سمحت للجنود بإطلاق النار بحرية وقتل أو إصابة مدنيين. وقال أحدهم إنه "حدثت أمور كثيرة جعلتني أشمئز، وأولها التسبب بالدمار وإطلاق النار على الأبرياء. وأصدقائي أظهروا كراهية ومتعة بالقتل، ويصعب استيعاب هذا الأمر". وأضاف أنه "عندما يقول قائد سريتك أو كتيبتك ’هيا، أطلق النار’ فالجنود لن يلجموا أنفسهم بعد ذلك، فهم ينتظرون هذا اليوم".

وتحدث الجنود في إفاداتهم عن استخدام القنابل الفوسفورية، التي نفى الجيش الإسرائيلي استخدامها بداية وعاد واعترف بذلك لكنه قال في بياناته إنها لم تستخدم في مناطق مأهولة، لكن إفادات الجنود تؤكد استخدام هذا النوع من القنابل في المناطق المأهولة. وقال أحد الجنود إنه "كان هناك بيت أفادت المعلومات الاستخباراتية بأنه مفخخ، ولذلك أطلقوا قذائف باتجاهه لكن لم تحدث انفجارات تدل على وجود متفجرات فيه، وعندها صدر أمر بإضرام النار في البيت من خلال إطلاق قنبلة فوسوفورية فوقه. وأنا أذكر أنه عندما نظرت باتجاه حي الزيتون (في مدينة غزة) رأيت أن لواء غفعاتي استخدم القنابل الفوسفورية بشكل كبير".

وتحدثت إفادات الجنود عن هدم بيوت بدون أن تكون هناك حاجة وأحيانا "من أجل إرضاء سائق جرافة الدي-9" العملاقة. كما تحدثوا عن تدمير أملاك الفلسطينيين داخل البيوت وأعمال نهب وطهي طعام من مؤن تابعة للمواطنين الذين تم طردهم من بيوتهم.

وقال ميخائيل مانكين من منظمة "نكسر الصمت" إن "الإفادات تثبت أن سلوكا غير أخلاقي يسود المؤسسة العسكرية وليس بمستوى الجندي الفرد، وما عرّفه الجيش على أنه ’استثنائي’ بالأمس أصبح اعتياديا، الآن، وهذا الأمر يحتم إجراء بحث عميق وصارم، وهذه دعوى طارئة للمجتمع الإسرائيلي وقيادته لإعادة التدقيق في تبعات أفعالنا".

وعقب الناطق العسكري الإسرائيلي على تقرير منظمة "نكسر الصمت" بالقول إن "التقرير هو تجريح بحق الجيش وضباطه وينطوي على التشهير بهم، لأن الحديث يدور عن إفادات خالية من التفاصيل الشخصية لمن أدلى بها ومعظمها تستند إلى شائعات".