محكمة إسرائيلية تبرئ ساحة يهودي قتل عربيا

"المشهد الإسرائيلي" - خاص

برأت المحكمة المركزية في مدينة بئر السبع، اليوم الأربعاء – 15.7.2009، ساحة المواطن الإسرائيلي شاي درومي، الذي قتل مواطنا عربيا وأصاب آخر بجروح خطيرة، بإدعاء أنه أطلق النار عليهما بهدف الدفاع عن النفس عندما حاولا التسلل لمزعته. واكتفت المحكمة بتجريم درومي بأن رخصة حيازته السلاح لم تكن سارية المفعول عندما أطلق النار على المواطنين العربيين خالد الأطرش، الذي قتل، وأيوب الهواشلة، الذي أصيب بجروح خطرة وتم تقديم لائحة اتهام ضده.

وكان الأطرش والهواشلة قد حاولا التسلل لمزرعة درومي قبل سنتين ونصف السنة وأطلق درومي النار عليهما. وفي أعقاب ذلك ثار جدل في إسرائيل حول ما إذا كان مسموح إطلاق النار على من يتسللون إلى أرض يملكها أحد المواطنين. لكن أعضاء كنيست من أحزاب اليمين بادروا إلى طرح مشروع قانون على جدول أعمال الكنيست يسمح بإطلاق النار باتجاه متسللين بهدف إبعادهم وقد تم سن القانون الذي أصبح يعرف باسم "قانون درومي".

وعقبت عضو الكنيست حنين زعبي، من حزب التجمع الوطني الديمقراطي، على قرار المحكمة بالقول إن "قرار المحكمة هذا، يحول عملية قتل العربي من عمل منظم تقوم بها الدولة، بواسطة شرطتها، إلى عملية لا يحكمها أي ضابط ويستطيع أن ينفذها أي فرد يكره العربي. وإذا أخذنا بعين الاعتبار منسوب كره العربي في هذه الدولة، وأنه يكفي أن تكره العربي لكي ينتابك شعور بالخطر منه، ينتج عن هذا أن الشرط المطلوب لقتل العربي هو أن تكرهه، والشعور بكره العربي موجود بغزارة في هذه الدولة". وأضافت "أكثر من هذا، لا أستطيع أن أقول أن قرار المحكمة لم يعرف أبعاد قراره هذا، ولا أستطيع أن أقول أن قرار المحكمة أتى بمعزل عن ثقافة كره العربي هذه، بل نستطيع أن نؤكد أن المحكمة عرفت أبعاد قرارها، وعرفت أن بوسع قرارها هذا أن يحول كره العربي من شعور إلى سلاح قاتل فعلا".

من جانبه قال عضو الكنيست محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، إن "قرار المحكمة بتبرئة المدعو شاي درومي، الذي اعترف عمليا بأنه قتل أحد الشبان العرب وأصاب آخر، بحجة أنهما تسللا ليلا إلى مزرعته، هو ترخيص قضائي لقتل العرب، وهذه التبرئة هي فقط لكون القتيل عربيا". وتابع بركة أن "درومي هذا ومنذ اللحظات الأولى لتكشّف الجريمة، حظي بتأييد منقطع النظير من أوساط اليمين الإسرائيلي وحتى لدى أوساط تعمل في سلك القضاء، ورافق هذا حملة تعاطف، ما كان من الممكن أن تكون لو أن الضحية كان يهوديا".