الولايات المتحدة ترفض شرط إسرائيل الاعتراف بيهوديتها

استبعد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مؤخرا أن تنجح جهود الولايات المتحدة لحث دول عربية على تنفيذ خطوات تطبيع تجاه إسرائيل، مثل السماح لطائرات الأخيرة المدنية بالعبور في الأجواء العربية، وقدّر أن الإدارة الأميركية تسعى إلى الصدام معه من خلال مطالبتها بتجميد الاستيطان. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الثلاثاء – 7.7.2009، أن نتنياهو عبر في الأيام الماضية عن شكوك كبيرة حيال قدرة الإدارة الأميركية على دفع دول عربية، مثل السعودية، لتنفيذ خطوات تطبيع تجاه إسرائيل مقابل تجميد الاستيطان. ورأى أن هذه الخطة الأميركية ليست قابلة للتنفيذ ومن هنا استنتج أن الإدارة تسير باتجاه الصدام معه.

وأضافت يديعوت أحرونوت أن نتنياهو سأل وفدا من أعضاء الكونغرس الأميركي، زاروا إسرائيل مؤخرا، حول تفاصيل هذه الخطة الأميركية قائلا "هل تعرفون ما هي خطة الإدارة؟ وهل توجد لديهم خطة تشمل بداية ونهاية؟ وما الذي تريد الإدارة تحقيقه؟".

من جهة ثانية نقلت الصحيفة عن مصدر، لم تحدد هويته لكنها أشارت إلى أنه مقرب من المحادثات بين وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، والمبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، قوله إن الولايات المتحدة لن توافق على مطالبة إسرائيل الفلسطينيين بالاعتراف بإسرائيل "كدولة الشعب اليهودي". ويتوقع أن يزور ميتشل إسرائيل الأسبوع المقبل، للقاء نتنياهو وبحث موضوع تجميد الاستيطان. وسيطرح ميتشل الخطة التي تسعى الولايات المتحدة لتحقيقها وتقضي في هذه المرحلة بأن تجمد إسرائيل الاستيطان مقابل خطوات تطبيع عربية تجاه إسرائيل.

وجاء في بيان صدر في ختام لقاء باراك وميتشل في لندن، أمس، وعممته وزارة الخارجية الإسرائيلية، إن "باراك وميتشل أكدا مجددًا التزامهما بالهدف المشترك ألا وهو إحلال السلام الإقليمي بين إسرائيل والفلسطينيين وسوريا ولبنان وبالخطوات الواجب اتخاذها من أجل تحقيق هذه الغاية. وتشمل هذه الخطوات إجراءات يجب على الفلسطينيين اتخاذها في المجال الأمني وفي مجال وقف التحريض وإجراءات تتخذها الدول العربية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل وإجراءات تتخذها إسرائيل لتسهيل حركة العبور والتنقل في الضفة الغربية وفي مجال الاستيطان. وستستمر هذه المحادثات البناءة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود براك ومسؤولين إسرائيليين آخرين في المستقبل القريب".

من جهة ثانية قال وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الألماني، فرانك فولتر شتاينماير، في القدس أمس، إن الفلسطينيين يرفضون الشروع في مفاوضات مع إسرائيل بدون شروط مسبقة وأن مطالبة الفلسطينيين بتجميد الاستيطان هي "ذرائع". وقال ليبرمان إن "من يرفض البدء في مفاوضات بدون شروط مسبقة هم الفلسطينيون، والأمور الأخرى يستخدمونها كذرائع، لأنهم لا يريدون إجراء مفاوضات حقيقية وبناءة وهم منشغلون بتوفير ردود على عدم إجراء مفاوضات".