فصل أكثر من عشرين ألف عامل إسرائيلي خلال شهر واحد

"المشهد الإسرائيلي"- خاص

ذكرت معطيات نشرتها دائرة التشغيل الإسرائيلية، أول من أمس الأحد 5.4.2009، أن حملة الفصل من العمل، التي شهدها شهر آذار الماضي، سجلت رقما قياسيا.

وتبين من هذه المعطيات أن عدد المواطنين الذين توجهوا إلى دائرة التشغيل خلال الشهر الماضي هو 20072 عاطلا جديدا عن العمل.

وكان شهر كانون الثاني الماضي قد شهد رقما قياسيا في عدد العاطلين عن العمل الذين توجهوا إلى دائرة التشغيل، وهو 19719 عاملا، لكن عدد المفصولين من العمل في شهر آذار الماضي ارتفع أكثر.

وشددت دائرة التشغيل على أن تقريرها يتناول العاملين الذين فصلوا من أعمالهم فقط وأنه سيتم نشر تقرير حول حجم البطالة في إسرائيل بعد عطلة عيد الفصح اليهودي التي تبدأ مساء غد الأربعاء وتنتهي مساء الأربعاء من الأسبوع المقبل.

وعقب وزير الصناعة والتجارة والتشغيل، بنيامين بن اليعازر، على ذلك بالقول إن "المعطيات تثير القلق" وإنه "في الأيام القريبة سيتم بذل جهود بالتعاون مع جهات في الاقتصاد الإسرائيلي وأخرى في القطاع الخاص من أجل وقف تدهور الوضع في سوق العمل".

وتأثرت إسرائيل بالأزمة الاقتصادية العالمية وأعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه يعتزم أن يولي أهمية عليا لمواجهة الأزمة الاقتصادية في إسرائيل ومنع تدهور الأوضاع الاقتصادية.

من ناحيته أكد المعلق الاقتصادي لصحيفة هآرتس، نحميا شترسلر، أن الاستنتاج المترتب على معطيات دائرة التشغيل أعلاه هو أن نسبة البطالة في إسرائيل آخذة في التصاعد. وقد بلغت، في شهر كانون الثاني 2009، 8ر6 بالمئة بعد أن هبطت إلى 6 بالمئة في أواسط سنة 2008.

وأضاف: يتعين على الحكومة الإسرائيلية، إذا ما كانت راغبة في أن تحارب البطالة، أن تقر الميزانية الإسرائيلية العامة في أسرع وقت ممكن، إذ لن يكون في إمكانها، بدون ميزانية عامة، أن تنفذ برامج تشمل تقديم مساعدات إلى المصانع وأماكن العمل في الأطراف، كي تحد من عمليات فصل العمال.

وبناء على ذلك ستحاول الحكومة أن تمرّر في الكنيست مشروع قانون يجيز لها أن تقر ميزانية عامة لسنتي 2009 و2010. وهناك احتمال كبير لأن تنجح في ذلك، نظرًا لحالة التخبط التي لا تزال تسود في الحكومة الحديثة العهد وفي الكنيست الجديد.

وتابع: علاوة على هذه الخطوة لجأ [رئيس الحكومة] بنيامين نتنياهو إلى مناورة أخرى، هي إقرار زيادة بمبلغ 6 ملايين شيكل على ميزانية مساعدة الجمعيات التي توزع معونات غذائية على الفقراء. وشرع يتكلم عن التزام حكومته "الأمن الغذائي". غير أن كلام نتنياهو هذا يثير السخرية، لأن مبلغ الـ 6 ملايين شيكل ضئيل جدًا، إذا ما أخذنا في الحسبان أن هناك آلاف الجمعيات الإسرائيلية التي توزع معونات غذائية، وبالتالي فإنه لن يحقق هدف "الأمن الغذائي" لا من قريب ولا من بعيد.