مستشارو نتنياهو ينصحونه بالتراجع عن خريطة الطريق

باراك: الحكومة الجديدة ملتزمة بالاتفاقيات السياسية والدولية السابقة وستستمر في العمل والسعي لتحقيق اتفاق سلام مع جاراتها في كافة المسارات وستبلور خطة لتسوية إقليمية شاملة للسلام والتعاون

"المشهد الإسرائيلي"- خاص

رفع مستشارو رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديدة، بنيامين نتنياهو، بضع توصيات إليه استعدادا لبلورة سياسة إسرائيل إزاء عملية السلام مع الفلسطينيين خصوصا والعالم العربي عموما. فيما شدد وزير الدفاع، ايهود باراك، على التزام الحكومة الجديدة بالاتفاقيات الموقعة.

وأفادت تقارير صحافية إسرائيلية، أمس الاثنين 6.4.2009، أن المستشارين أوصوا نتنياهو بالتراجع عن التزام إسرائيل حيال خطة خريطة الطريق، التي طرحها الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، في العام 2003، وأعلنت إسرائيل التزامها بها.

كذلك أوصى المستشارون نتنياهو عدم الالتزام بتعهدات الحكومة الإسرائيلية السابقة، برئاسة ايهود أولمرت، وإنما بالاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها إسرائيل. كما أوصى المستشارون بإعداد تقرير واسع وشامل حول ما وصفوه بـ "إهدار الفلسطينيين للفرص" من أجل التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل، بغية القيام بحملة إعلامية دولية لصد ضغوط دولية.

وكانت الحكومة الإسرائيلية الجديدة قد عقدت، أول من أمس الأحد، أول اجتماع لها، وأعلن نتنياهو في بدايته إن الحكومة المصغرة للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) ستبلور سياسة إسرائيل تجاه السلام والأمن خلال الأسابيع المقبلة. وامتنع نتنياهو خلال اجتماع حكومته من التعقيب على تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلية، أفيغدور ليبرمان، الأسبوع الماضي، حول عدم التزام الحكومة الجديدة بمبادئ مؤتمر أنابوليس.

كذلك تم خلال اجتماع الحكومة المصادقة على تعيين البروفسور عوزي أراد رئيسا لمجلس الأمن القومي، الذي يعمل إلى جانب رئيس الحكومة، كما تم تعيين أعضاء الكابينيت الذي سيكون مؤلفا من 13 عضوا.

وسيضم الكابينيت كلا من نتنياهو ووزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، ووزير المالية، يوفال شتاينيتس، ووزير الدفاع، ايهود باراك، ووزير الأمن الداخلي، يتسحاق أهارونوفيتش، ووزير العدل، يعقوب نئمان، ووزير الصناعة والتجارة والتشغيل، بنيامين بن اليعازر، ووزير الشؤون الإستراتيجية، موشيه يعلون، ووزير الشؤون الاستخباراتية، دان مريدور، والوزير بدون حقيبة بيني بيغن ووزير التطوير الإقليمي، سيلفان شالوم، ووزير الداخلية، ايلي يشاي، ووزيرة الثقافة والرياضة، ليمور ليفنات.

من جهة أخرى نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن باراك قوله، مساء الأحد الماضي، إنه "خلافا لتصريحات ليبرمان من الأسبوع الماضي فإن حكومة إسرائيل ملتزمة بجميع الاتفاقيات السياسية والدولية السابقة وستستمر في العمل والسعي لتحقيق اتفاق سلام مع جاراتها في كافة المسارات وستبلور خطة لتسوية إقليمية شاملة للسلام والتعاون".

وأشار باراك، الذي كان يتحدث خلال حفل أقامه اتحاد القرى الزراعية (الموشافيم) بمناسبة عيد الفصح اليهودي الذي يصادف مساء الأربعاء المقبل، إلى قراره الانضمام إلى حكومة نتنياهو اليمينية. وقال "إني أعترف بأني لست خاليا من الشكوك رغم أني أيدت الانضمام إلى الحكومة. وبنظري فإن الأيام المقبلة وحدها فقط ستبين ما إذا كانت هذه خطوة صحيحة، وأنا أشعر أنها صحيحة، وأنا أشعر أيضا أنه بسبب اعتبارات المسؤولية الكاملة أن هذا هو الأمر الصحيح بالنسبة للدولة".

وأضاف باراك أنه ينبغي الحكم على حزب العمل من خلال امتحان قدرته على التأثير في قرارات الحكومة والنتائج "وهذا هو الامتحان الحقيقي، أي إذا تمكنا أو لم نتمكن من دفع هذه الحكومة باتجاه تنفيذ خطوات ليست بروح تصريحات ليبرمان وإنما وفقا لمواقفنا".

وقال باراك إن "دولة إسرائيل تقف اليوم أمام الأزمة الاقتصادية الصعبة وأمام تحديات أمنية غير اعتيادية، بدءا من إيران وحتى حماس في غزة، وهذه تحديات تحتم علينا التحلي بمسؤولية". وتابع "أنا لا أشعر أني من أنصار اليمين ولست مكملا طبيعيا لهذه الحكومة وإنما على العكس أنا أشكل ثقلا مضادا في داخلها من أجل أن يتم التعبير عن طريقنا وأفكارنا في الامتحان العملي لدولة إسرائيل".

من جانبه قال وزير الداخلية ورئيس حزب شاس، ايلي يشاي، قبيل اجتماع الحكومة، الأحد، إن "على هذه الحكومة مواصلة نشاط الحكومة السابقة وتحرير (الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة) غلعاد شاليت". واعتبر يشاي، الذي يعارض المفاوضات مع الفلسطينيين حول مستقبل القدس الشرقية، أن "وجهة إسرائيل هي نحو السلام، لكن ينبغي وقف المفاوضات (مع الفلسطينيين) بشكلها الحالي"، في إشارة إلى المفاوضات حول قضايا الحل الدائم التي انطلقت منذ مؤتمر أنابوليس في تشرين الثاني من العام 2007. وأعلن وزير الخارجية الإسرائيلية، افيغدور ليبرمان، الأسبوع الماضي، أنه ليس ملتزما بمبادئ هذا المؤتمر.

من جهة أخرى تطرق وزير التطوير الإقليمي في الحكومة الإسرائيلية، سيلفان شالوم، إلى إعلان كوريا الشمالية، أول من أمس، إطلاق قمر صناعي إلى الفضاء، بعد ساعات من تردد أنباء في الغرب عن أن كوريا الشمالية أجرت تجربة على صاروخ عابر للقارات. ودعا شالوم إلى العمل بصورة أوسع ضد كوريا الشمالية لأن "إيران والدول التي على شاكلتها ينظرون إلى ما ستفعله الولايات المتحدة والعالم الغربي". وأضاف أن "إطلاق الصاروخ يزعزع استقرار العالم وينبغي اتخاذ خطوات من أجل إنهاء التهديد الذي تشكله كوريا الشمالية على اليابان. ويجب أن تكون العقوبات شديدة".