جمعية استيطانية ضالعة في تخطيط أعمال البناء في البلدة القديمة في القدس

أفادت صحيفة هآرتس، اليوم الخميس – 25.6.2009، بأن جمعية "إلعاد" الاستيطانية اليمينية المتطرفة ضالعة في تخطيط أعمال البناء في البلدة القديمة في القدس الشرقية من خلال تعاون وثيق بينها وبين بلدية القدس. وأضافت الصحيفة أن تقريرا داخليا أعده المستشار القانوني لبلدية القدس، يوسي حافيليو، كشف عن وجود علاقات وثيقة بين قيادة البلدية وجمعية "إلعاد"، التي تسعى إلى توسيع الوجود اليهودي الاستيطاني في المنطقة المسماة "الحوض المقدس"، أي البلدة القديمة ومحيطها.

وأضاف خافيليو في تقريره أن مدراء "إلعاد" شاركوا في مداولات داخلية عُقدت في بلدية القدس حول رسم الخارطة الهيكلية لجنوب البلدة القديمة، والتي يطلق عليها الإسرائيليون اسم "مدينة داوود"، وهي منطقة يخضع تطويرها لمراقبة أميركية وأوروبية.

وكتب حافيليو في التقرير، الذي أعده بناء على طلب نائب رئيس البلدية، بابيه ألالو، من حزب ميرتس، أنه تبين من استيضاح أجراه أنه خلال فترة ولاية رئيس البلدية السابق، أوري لوبليانسكي، "تلقى مندوبو الجمعية، التي لديها مصلحة مركزية بالأراضي الجاري البحث فيها (أي منطقة جنوب البلدة القديمة)، مهمات للتنفيذ وكأنهم من طاقم مستخدمي البلدية".

كذلك تبين من تقرير حافيليو أنه من اجل إعداد الخارطة الهيكلية لجنوب البلدة القديمة استأجرت جمعية "إلعاد" خدمات المهندس موشيه سفاديا مقابل مبلغ 90 الف دولار، وذلك في موازاة توقيع البلدية على اتفاق مع سفاديا لإعداد الخارطة الهيكلية مقابل حوالي مليون شيكل، ما يثير شكوكا بوجود تناقض مصالح في عمل المهندس، كما أن الأمر يصبح خطيرا جدا لكون الحديث يدور عن منطقة بالغة الحساسية.

وأعلن ألالو أنه سيطلب تدخل مراقب الدولة في الموضوع، لأن الحديث يدور عن تعامل غير سوي مع مخطط بالغ الحساسية على المستوى المحلي والدولي. من جانبه طالب المحامي داني زايدمان، من منظمة "عير عاميم" المناهضة للاستيطان في القدس الشرقية، في رسالة بعثها إلى حافيليو، بوقف العمل في الخارطة الهيكلية وتسليم العمل فيها إلى مهندس آخر يكون محايدا، وإصدار تعليمات للجهات ذات العلاقة في البلدية بالامتناع عن إصدار تصاريح بناء في المنطقة.

وقال المتحدث باسم بلدية القدس معقبا، إن الحديث يدور عن قرارات تم اتخاذها في إدارات البلدية السابقة وأن الإدارة الحالية للبلدية ستعمل بموجب تعليمات المستشار القانوني.