باراك يعترض على توقعات رئيس الموساد بانتهاء المظاهرات في إيران قريبا

اعترض وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، على توقعات رئيس الموساد، مائير داغان، الذي توقع انتهاء المظاهرات الاحتجاجية الواسعة في إيران قريبا، وقال إنه لا ينصح أحدا بتنبؤ كيفية انتهاء موجة الاحتجاج. وقال باراك لإذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء – 17.6.2009، إنه "مما لا شك فيه أن عملية مثيرة حاصلة في إيران. وأنا لا أنصح أحدا بالتنبؤ في كيفية انتهاء ذلك". وكان داغان قد قال خلال اجتماع لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، أمس، إن "المظاهرات الجارية في طهران وفي منطقة واحدة أخرى فقط (في إيران) لن تستمر لوقت طويل".

وأضاف باراك أن "ما نشهده في الشوارع هي طاقة حقيقية لشبان رافضين لما يرونه وتتم ممارسة قوة متزايدة". لكن باراك رأى أنه لا فرق بين الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، ومنافسه، مير حسين موسوي، وانه "ليس مهما ما سيحدث، فالحديث الآن يدور عن حكم آيات الله. ولا ينبغي الارتباك حيال موسوي، فهؤلاء أشخاص متدينون متطرفون في نهاية المطاف". وتابع "أننا نعرف هذه الدائرة (من الاحتجاجات) من أماكن أخرى بينها إيران نفسها قبل جيل ونصف، وكلما تم ممارسة قوة أكثر، يبدأ أو يتقدم العد التنازلي لانتهاء الشرعية وفي النهاية انتهاء السيطرة أيضا للنظام الذي يمارس القوة". وأضاف أن "تجربة السنوات الأخيرة تقول إنه لا يمكننا أن نعرف (كيف ستنتهي الأمور) وقد تنتهي بقمع الاحتجاجات ونعود إلى الوضع العادي لفترة طويلة".

وتطرق باراك إلى البرنامج النووي الإيراني وقال إن "هذا موضوع معقد ويشكل تحديا أمام إسرائيل وينبغي العمل في جبهات كثيرة". وفيما قال داغان إنه ستكون بحوزة إيران قنبلة نووية جاهزة للإطلاق في نهاية العام 2014، اعتبر باراك إنه "ستستغرق ربما سنتين أخريين حتى تتمكن من صنع قنبلة نووية سيكون بالإمكان تحميلها على طائرة، وقد يستغرق ذلك خمس سنوات أخرى حتى يكون لديها صاروخا يحمل رأسا متفجرا نوويا قادرا على الوصول إلى قارة أخرى".

واعتبر داغان، أمس، أن "عمليات التزوير تحصل (في إيران) مثلما يحصل في أي دولة ديمقراطية والأمر المقرر هو موقف الزعيم (في إشارة إلى مرشد الجمهورية الإيرانية الإسلامية علي خامنئي) وموقفه لم يتغير. والحديث يدور عن نقاش داخل النخبة الإيرانية حول خلافات على مواقع التأثير". وشدد "لكن هذه مسالة داخلية وليست خارجية".

وتطرق داغان إلى البرنامج النووي الإيراني قائلا إن الإيرانيين سيتمكنون من إطلاق قنبلة نووية أولى في العام 2014. وأوضح أن "التوصل إلى قنبلة اليوم ليست مشكلة وإذا لم تتم عرقلة المشروع على المستوى التقني وإذا لم تطرأ مشاكل في البرنامج النووي فإنه سيكون بحوزة إيران قنبلة جاهزة للإطلاق في نهاية العام 2014". وأضاف أن "هذا تهديد بالغ على وجود دولة إسرائيل وينبغي إبعاد هذا الخطر عنا".

وأجرت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تقييمات للوضع في إيران نتج عنها تقديرات بأن النظام الإيراني مستقر وأنه لا يتوقع سقوطه في أعقاب احتجاجات المعارضة الواسعة النطاق لكن قد تكون انعكاسات لهذه الاحتجاجات في المستقبل البعيد.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، أمس، أنه بحسب تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية فإن النظام الإيراني بقيادة خامنئي ارتكب خطأين بالغين مؤخرا، وكان الخطأ الأول السماح لأحمدي نجاد بمهاجمة جهات قوية في النظام وخصوصا الرئيس السابق، هاشمي رفسنجاني، والإساءة البالغة بسمعته الطيبة وبسمعة عائلته. وأضافت تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية أن الخطأ الثاني كان تزوير نتائج الانتخابات الرئاسية أو على الأقل التصرف بشكل أثار الانطباع لدى مواطنين كثيرين وكأنه تم تزوير نتائج الانتخابات.

وتابعت الاستخبارات الإسرائيلية أن هذين الخطأين، إضافة إلى أن ولاية أحمدي نجاد الرئاسية السابقة لم تؤد إلى تحسن الوضع الاقتصادي في السنوات الماضية، وتراجع حرية التعبير عن الرأي خلال ولاية أحمدي نجاد، كل هذا أدى إلى تفجر الوضع الحاصل الآن في إيران.

وترى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أنه يوجد لمنصب الرئيس تأثير علني بالغ في القضايا الداخلية لكن تأثيره على الموضوع النووي ودعم منظمات مثل حزب الله وحماس ليس كبيرا. وأضافت هذه الأجهزة أنه على ضوء سيطرة النظام الكاملة على أجهزة الأمن والاستخبارات من مكتب خامنئي والخطوات الشديدة والسريعة التي اتخذها النظام ضد المتظاهرين فإن التقديرات في إسرائيل هي أن النظام ما زال مستقرا ولا يوجد خطر عليه في المستقبل القريب.