نتنياهو يوافق على دولة فلسطينية منزوعة السلاح بدون القدس وحق العودة إلى جانب دولة يهودية

أعرب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في خطاب ألقاه مساء أمس، الأحد – 14.6.2009، عن موافقته على قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح بدون القدس وحق العودة للاجئين الفلسطينيين واشترط لتحقيق ذلك أن يعترف الفلسطينيون بإسرائيل "كدولة الشعب اليهودي". وقال نتنياهو في الخطاب، الذي ألقاه في "مركز بيغن – السادات للدراسات الإستراتيجية" في جامعة بار إيلان قرب تل أبيب، إنه "إذا تلقينا ضمانات لمنطقة منزوعة السلاح، وإذا اعترف الفلسطينيون بإسرائيل، فإننا سنوافق على قيام دولة فلسطينية إلى جانب الدولة اليهودية".

ودعا نتنياهو قيادة السلطة الفلسطينية إلى الشروع في مفاوضات فورا، وقال إن "إسرائيل ملتزمة بالاتفاقيات الدولية ونتوقع من الأطراف الأخرى أن تطبقها أيضا. وأنا أقول للفلسطينيين، هذا المساء، إننا نريد العيش معكم بسلام وأمن وأن لا يعرف الأهل والزوجات والأبناء والبنات والأخوة والأخوات الأسى والثكل بعد اليوم".

واعتبر نتنياهو أن على الفلسطينيين الاعتراف بيهودية إسرائيل "ومن أجل السعي إلى السلام، ثمة حاجة إلى الشجاعة والاستقامة من قبل قيادتي الجانبين، وليس من الجانب الإسرائيلي فقط. وعلى القيادة الفلسطينية أن تنهض وتقول كفى لهذا الصراع ونحن نعترف بحق إسرائيل على هذه البلاد ومستعدين للسلام الحقيقي". وأضاف "أنني أنتظر اللحظة التي تقول فيها القيادة الفلسطينية لشعبنا هذه الكلمات الحقيقية والبسيطة، وعندها سيفتح الباب أمام حل بقية المشاكل مهما كانت صعبة، ولذلك فإن الشرط الأساسي لإنهاء الصراع هو اعتراف فلسطيني علني وملزم وصادق بإسرائيل على أنها الدولة القومية للشعب اليهودي".

وتابع نتنياهو أنه "من أجل أن يكون هذا الاعتراف ذو أهمية فعلية فإن المطلوب أيضا موافقة واضحة على أن تجد قضية اللاجئين الفلسطينيين حلها خارج حدود دولة إسرائيل، لأنه واضح للجميع بأن المطلب بتوطينهم داخل إسرائيل يتعارض مع استمرار وجود دولة إسرائيل كدولة الشعب اليهودي". ومضى نتنياهو أن "إسرائيل استوعبت مئات آلاف اللاجئين اليهود من الدول العربية ولذلك ينبغي حل قضية اللاجئين الفلسطينيين خارج حدود إسرائيل".

ورفض نتنياهو حقيقة أن المستوطنات هي العائق الأساسي أمام السلام، ورأى أن "من يعتقد أن العداء المستمر نحونا سببه المستوطنات إنما يبدل الظرف بالنتيجة، فالهجمات ضدنا بدأت في سنوات العشرين وتصاعدت في سنوات الأربعين ووصلت ذروتها في سنوات الستين في محاولة لوضع ربطة خانقة حول عنق دولة إسرائيل، وكل هذا حدث قبل خمسين عاما من وجود جندي إسرائيلي واحد في يهودا والسامرة (أي الضفة الغربية)".
كذلك رفض نتنياهو فكرة الانسحابات الأحادية الجانب وشدد على أنها لن تتكرر لأنه "حقيقة هي أن كل انسحاب نفذناه انتهى بالإرهاب والهجمات الصاروخية. وحكومات إسرائيل اقترحت في الماضي انسحابا يكاد يكون شاملا مقابل نهاية الصراع، في العام 2000 والعام الماضي، وقوبلنا مرتين بالرفض. كما انسحبنا من قطاع غزة حتى السنتيمتر الأخير، واقتلعنا عشرات المستوطنات وآلاف الإسرائيليين من بيوتهم، وحصلنا في المقابل على مطر من الصواريخ على بلداتنا وأولادنا. والادعاء بأن الإخلاء يقرب السلام لم ينجح حتى اليوم في امتحان الواقع".

ودعا نتنياهو زعماء الدول العربية إلى لقائه وقال "دعونا نلتقي ونصنع السلام وأنا مستعد للالتقاء معكم في أي وقت ومكان، في دمشق والرياض وبيروت وفي القدس أيضا". كما دعا الدول العربية إلى التعاون مع الفلسطينيين وإسرائيل من أجل دفع "السلام الاقتصادي" وأردف أنه "أريد أن أوضح أن السلام الاقتصادي ليس بديلا للسلام السياسي لكنه مركب هام في تحقيقه".

وتطرق نتنياهو في بداية خطابه إلى الموضوع النووي الإيراني وقال إن "الخطر الأكبر على إسرائيل والشرق الأوسط والبشرية كلها هو اللقاء بين الإسلام المتطرف والسلاح النووي".