أولمرت يشترط وقف الحرب على غزة بوقف إطلاق الصواريخ وتهريب الأسلحة

وضع رئيس الحكومة الإسرائيلي، ايهود أولمرت، شرطين لوقف الحرب في قطاع غزة، وهما وقف إطلاق الصواريخ من القطاع باتجاه جنوب إسرائيل ووقف تهريب أسلحة إلى القطاع. كما وجه تهديدا مبطنا لحزب الله إذا ما حاول تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن أولمرت قوله، ظهر اليوم الثلاثاء – 6.1.2009، إنه "في حال توفر شرطان أساسيان سنوقف إطلاق النار، الأول هو وقف تهريب الأسلحة من سيناء إلى غزة، من خلال ترتيبات فعلية وليس بالكلام وتؤدي إلى منع نقل صواريخ من سيناء إلى غزة. وذلك إضافة إلى الشرط الثاني وهو توقف كافة الأعمال الإرهابية وليس إطلاق الصواريخ فقط. وعندما يتوقف ذلك سيتوقف القتال الإسرائيلي، وهذه أقوال بسيطة وواضحة يفهمها كل واحد".

ووجه أولمرت تهديدا مبطنا إلى سورية وحزب الله وقال إنه "فليكن واضحا إننا لن نساوم فيما يتعلق بالأمن، لا في الجنوب ولا في أي مكان آخر. وألا يخطئ أحد ويتوهم حيال مدى حزمنا وإصرارنا وتأهبنا في أية جبهة، ولن نرتدع من أية مواجهة ومن أي تهديد ونأمل ألا يمتحن أحد إصرارنا وقدرتنا على تنفيذ رد فعل في أي مكان آخر". وأضاف "لقد خصصت السنتين الأخيرتين من أجل التوصل إلى اتفاق سلام في المسار السوري والمسار الفلسطيني وبذلت جهودا ربما لم يبذلها أحد غيري. وأنا لست رجل حروب وإنما رجل تسويات، أنا رجل سلام وشروطه للتسوية ستكون ربما مؤلمة لكنها ستجلب السلام لشعب إسرائيل".

،وتطرق أولمرت إلى مقتل أربعة جنود إسرائيليين وإصابة 24 آخرين في العمليات العسكرية البرية في القطاع أمس وقال إن "هذا ليس سهلا وليس بسيطا، مثلما قلنا مسبقا. وقد تكبدنا أمس خسائر ليست قليلة ولم نوهم أنفسنا بأننا لن نتكبد خسائر".

من جهة أخرى اعتبر أولمرت، خلال لقائه مع الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، أنه من غير المناسب أن يتخذ مجلس الأمن الدولي قرارا يقضي بوقف العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، فيما طالب ساركوزي بوقف العملية فورا. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم عن أولمرت قوله خلال لقائه ساركوزي في ساعة متأخرة من مساء أمس، إنه "ليس مناسبا وليس عادلا تقييد حرية عمل إسرائيل بواسطة قرار يصدر عن مجلس الأمن الدولي". كذلك اعتبر أولمرت خلال لقائه مع وزراء خارجية أوروبيين التقى معهم، اليوم، أنه في حال تم التوصل الآن إلى تهدئة فإن الفصائل الفلسطينية ستتسلح بصواريخ يصل مداها إلى 60 كيلومترا أي إلى تل أبيب.

وأضاف أولمرت خلال لقائه ساركوزي أن "الحاجة للتوصل إلى تسوية في الأمم المتحدة تكون أحيانا على حساب إسرائيل ونحن لسنا مستعدين أن نكون في ميزان واحد مع حماس". ووصل ساركوزي إسرائيل أمس بهدف الدفع باتجاه وقف إطلاق نار في القطاع، والتقى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في رام الله قبل أن يلتقي الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، وأولمرت.

وحاول أولمرت خلال لقائه الرئيس الفرنسي إقناعه بتأييد منع انعقاد اجتماع مجلس الأمن الدولي بمستوى وزراء خارجية مساء اليوم. وأضاف أولمرت أن "هدف إسرائيل من العملية العسكرية ليس القضاء على حماس، رغم أن بإمكانها القيام بذلك، وإنما أن تضمن عدم تمكن حماس من إطلاق صواريخ في المستقبل". وقال ساركوزي "إننا بحاجة إلى وقف إطلاق نار لاحتياجات إنسانية في المنطقة وهذه مصلحة للجميع، فإسرائيل قوية وينبغي عليها المخاطرة من أجل السلام".

وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي فإن القيادة السياسية الإسرائيلية تأمل بأن ساركوزي استوعب الرسالة الإسرائيلية وأن تسمح فرنسا للولايات المتحدة بأن تستنفذ الخطوات التي تقوم بها في هذه الأثناء للتوصل إلى وقف إطلاق نار وربما تكون ضالعة في اتفاق كهذا. لكن الإذاعة نفسها أضافت أن الأميركيين يواصلون دعم العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع ويحاولون بلورة اتفاق طويل الأمد يشمل وقف إطلاق نار ووقف تهريب أسلحة إلى القطاع وفتح المعابر في القطاع.

من جهة أخرى قال أولمرت خلال لقائه مع سفراء دول أوروبية، اليوم، "انظروا إلى أين هم يطلقون الصواريخ. لقد وصلوا حتى غديرا (وهي بلدة إسرائيلية تبعد أكثر من 42 كيلومترا عن القطاع). وقبل التهدئة كانوا يطلقون صواريخ إلى مدى 20 كيلومترا وبعد التهدئة يطلقون صواريخ إلى مدى 40 كيلومترا وإذا توصلنا إلى تهدئة أخرى فإن مدى صواريخهم سيصل إلى 60 كيلومترا وأكثر" وهي المسافة بين القطاع وتل أبيب. وأضاف أولمرت "أنني أحترم الأمم المتحدة ومؤسساتها لكن ينبغي الآن العمل بموجب الخطة الإقليمية التي يقودها الأميركيون".

وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية فإن أورلمرت رفض مبادرة ممثلي الاتحاد الأوروبي بوقف إطلاق النار في القطاع لمدة 48 ساعة، وقال إن إسرائيل ملتزمة بتعهدها بتزويد مواد غذائية أساسية وأدوية لسكان القطاع. وتطرق أولمرت إلى اجتماع مجلس الأمن الدولي وقال إنه "ينبغي إعطاء فرصة لخطوة إقليمية تشمل جميع الدول ذات العلاقة فهذه خطوة فعالة أكثر من أجل منع المس بمواطني إسرائيل". وأضاف أن"الأمر الأهم بالنسبة لنا هو وقف تهريب الأسلحة وتعاظم قوة حماس. ويكفينا مبادرات نية حسنة فنحن نريد أفعالا تضمن أمن سكان الجنوب".

واقترح وزراء خارجية التشيك، كارل شوارتسنبرغ، والسويد، كارل بليت، ومفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بنيتا فيريرو فالندر، على إسرائيل وقف إطلاق نار في قطاع غزة لمدة 48 ساعة. لكن أولمرت رفض ذلك وقال أن "النية تتجه نحو توفير غطاء دولي يخمد النيران في غزة" وأن لا تشارك حماس في هذه الخطوات وإنما يتم فرض الاتفاق الدولي عليها. وعبر الوزراء الأوروبيون عن قلقهم من تردي الوضع الإنساني في القطاع وطلبوا من أولمرت إقامة غرفة طوارئ مشتركة لمعالجة الأزمة الإنسانية.

من جانبه قال وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، في أعقاب مقتل 4 جنود، أمس، إن القتال في غزة مؤلم لكنه محتوم. ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن باراك قوله خلال جولة في مدينة سديروت في جنوب إسرائيل ، اليوم، إن "هذا قتال مؤلم لكنه محتوم. ولا يمكن لدولة ترغب في الحياة السماح لنفسها بان تمرر منظمة إرهابية حياتها". وأردف "لقد خرجنا للقتال من أجل تغيير واقع الحياة في جنوب البلاد وتحقيق الهدوء والأمن لسكان المنطقة ومنع تهريب الأسلحة لغزة".

وأضاف باراك أن "هذا اليوم ال11 لعملية الرصاص المصبوب وكنا نعرف أنها ستكون معقدة وصعبة كما عرفنا أنه سيكون هناك ثمنا وبالأمس دفعنا ثمنا". ومضى ان "هذا اليوم الثالث الذي نقوم فيه بعمليات برية في غزة ونحن نطوق جزءا من غزة ونستخدم قوة مدرعات وقوات مشاة وسلاح البحرية وبمساعدة متواصلة لجهاز الأمن العام (الشاباك) وجهاز الأمن". وقال باراك "إننا ننفذ المهمات بالتزام وخبرة مهنيين من جانب جنود الجيش الإسرائيلي الذي خضع لامتحان كبير في المعارك خلال فترات متقاربة. ويخوض مقاتلو الجيش الإسرائيلي قتالا ليل نهار وعلى مدار الساعة".

وحول جولته في سديروت قال باراك "لقد جئت إلى هنا لأن الجبهة الداخلية تحولت إلى جبهة وأنا متأثر للغاية من المناعة التي تظهر يوما بعد يوم لدى رؤساء السلطات المحلية في الجنوب ولدى السكان".