نتنياهو: أوباما سيعلن عن مبادرة سلام جديدة من القاهرة

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال لقاء مع الصحفيين الإسرائيليين أعقب لقاءه مع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إن الرئيس الأميركي بصدد الإعلان عن مبادرة سلام جديدة في الشرق الأوسط يبدو أنها تستند إلى مبادرة السلام العربية مع بعض التعديلات. ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء – 19.5.2009، عن نتنياهو قوله في لقاء مع الصحفيين الإسرائيليين الذين رافقوه إلى واشنطن، إن "النية هي بالذهاب إلى مبادرة جديدة في مركزها العامل الإقليمي" وأن أوباما يعتزم الإعلان عن المبادرة الجديدة خلال خطاب سيلقيه في القاهرة في 4 حزيران/يونيو المقبل.

ورغم الخلافات بين أوباما ونتنياهو، التي برزت خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب لقائهما، أمس، إلا أن نتنياهو قال للصحفيين الإسرائيليين "لقد اكتشفت تفهما لدى الرئيس بأن إسرائيل ينبغي ألا تعطي فقط وإنما أن تحصل على مقابل أيضا". وأضاف "لقد قلت خلال اللقاءات إننا مستعدون لإجراء مفاوضات سلام ونتوقع أن يرافق ذلك مسألة السلام الإقليمي. ولدى الرئيس التزام واضح بضرورة توسيع دائرة السلام".

وأكد نتنياهو على أنه تم طرح موضوع مبادرة السلام العربية خلال لقائه مع أوباما "لكن فقط من جانب أنه في الدول العربية توجد رياح أكثر إيجابية بكثير مقارنة مع ’اللاءات الثلاث’ خلال مؤتمر (القمة العربية في) الخرطوم، وليس أكثر من ذلك". وقال نتنياهو إن "الرئيس يعتقد، ونحن أيضا، أنه يجب ضم أكبر عدد ممكن من الدول العربية إلى عملية سياسية مع الفلسطينيين، وبشكل يجعلهم يتحدثون مباشرة مع إسرائيل".

وأضاف "إنني مستعد لبدء محادثات مع أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) الآن" لكنه رفض التطرق لإمكانية أن أوباما حدد جدولا زمنيا لعملية سلام بين إسرائيل والفلسطينيين وقال نتنياهو "لن أدخل في هذا". لكن نتنياهو أردف أنه "لم أقل عبارة ’دولتين للشعبين’ خلال اللقاء (مع أوباما) وإنما قلت أن على الفلسطينيين الاعتراف بالهوية اليهودية لدولة إسرائيل". وقد أجمعت وسائل الإعلام الإسرائيلية على أن هذه الجملة موجهة إلى شركائه من أحزاب اليمين في التحالف الحكومي.

ومضى نتنياهو أن "هذه المسالة تحتم محادثات عن قرب... هذا يحتم استيضاح في ما إذا كان الحديث يدور، مثلا، عن دولة حماس، وكيف بالإمكان ضمان ألا تكون هذه دولة حماس، هي مسألة أساسية. والتعابير الاصطلاحية هامة لكن الجوهر أهم. ونحن نطلب استيضاح ذلك، مثلما أوضحت هنا، بصورة مباشرة وحقيقية".

وكان أوباما قد طالب نتنياهو خلال المؤتمر الصحفي المشترك بضرورة تجميد الاستيطان، لكن نتنياهو رفض خلال لقائه مع الصحفيين الإسرائيليين الرد بشكل مباشر على أسئلتهم حول الموضوع، وقال "لقد أخلينا غزة وفككنا مستوطنات، لكن قامت هناك قاعدة عملاقة للإرهاب، وهل يعني أن كونهم لم يلتزموا بالتعهدات أننا سنبني المستوطنات مجددا في غزة؟". وأضاف نتنياهو أن أوباما "يدرك أنه ينبغي علينا تنفيذ خطوات محددة لكنه يدرك أيضا أن على العالم العربي تنفيذ خطوات تجاه إسرائيل وهو يتحدث عن خطوات تطبيعية. وقد قلت للرئيس أنه بإمكان الفلسطينيين أن يتمتعوا بكافة الصلاحيات باستثناء الجيش وإدخال أسلحة، وإذا تم الاتفاق على الجوهر فإن المشاكل الأخرى ستُحل".

وحول الملف النووي الإيراني قال نتنياهو إن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها" وأن هذا الملف احتل مكانا مركزيا خلال اللقاء، وأن أوباما وافق على أنه ينبغي منع إيران من حيازة قدرات عسكرية نووية. ورغم أن أوباما رأى أنه "لا جدوى" من تحديد فترة زمنية للحوار مع إيران، إلا أن نتيناهو عبر عن رضاه من أن الرئيس الأميركي حدد موعدا لإعادة تقييم الموقف، بعد الحوار، في نهاية العام الحالي، "وهذا ما فهمته من أقواله العلنية ومن محادثتنا. فقد أشار الرئيس في أقواله إلى الحاجة للتدقيق ما إذا كانت إيران تطبق تعهداتها. وقد قال (أوباما) ذلك في مقابلات صحفية. أنه هكذا يجب أن تسير الأمور حتى نهاية العام".

وقال نتنياهو ردا على سؤال حول هجوم إسرائيلي ضد إيران إنه "لا يوجد ضوء أخضر ولا يوجد ضوء برتقالي ولا يوجد ضوء بنفسجي لهجوم. والمبدأ الذي اتفقنا عليه هام، وهو الالتزام بالنتائج وأن لا تطور إيران قدرات نووية".

ورأى نتنياهو "أنني أرى بأنه نجم عن اللقاء بيني وبين الرئيس اتفاقات أكثر من عدم الاتفاق ونحن نريد أن ينجح هذا الرئيس، والهدف هو منع إيران نووية. وهو هدف مشترك للدولتين. أما فيما يتعلق بالوسائل فإن جميع الخيارات مفتوحة وليس لدي ما أضيفه لكن من الواضح أن رئيس حكومة إسرائيل ملتزم بالدفاع عن مواطني إسرائيل". وأضاف أن "أوباما عبر عن التزامه بالاحتياجات الخاصة لإسرائيل وقد أعاد التأكيد على التزام الولايات المتحدة بالتفاهمات بيننا في المواضيع الجوهرية".

وأشار نتنياهو إلى مدة اللقاء بينه وبين أوباما. وقال إنه امتد "لساعة و45 دقيقة على انفراد ولمدة اربع ساعات سوية (مع المستشارين). وهذا أمر هام لترسيخ العلاقة الشخصية. وعلى مر العلاقات الإسرائيلية الأميركية كان هناك أزواج مختلفين من الرؤساء (الأميركيين) ورؤساء الحكومات (الإسرائيليين). وقد قال لي إنه مقتنع بأنه بإمكان العلاقة أن تُحدث تغيرا. ونحن رجلان مقتنعان بقدرتنا على العمل سوية. وقد عبر عن التزام عميق تجاه إسرائيل وأمنها على كافة مركباته". وقال نتنياهو أن الولايات المتحدة وإسرائيل ستشكلان لجانا مشتركة تعمل على المسائل السياسية والأمنية لكنه رفض إعطاء معلومات أخرى حول طبيعة هذه اللجان.