نتنياهو ينجح بإقرار الموازنة في أجواء متوترة ومشادة مع أشكنازي

دلت التقارير الصحفية، صباح اليوم الأربعاء – 13.5.2009، على أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، سينجح في إقرار الموازنة العامة للعامين 2009 و2010 حيث سيصوت عليها الوزراء قبيل ظهر اليوم، وذلك في ظل أجواء متوترة ومشادة كلامية مع رئيس أركان الجيش، غابي أشكنازي.

وذكرت تقارير صحفية أن اقتراح نتنياهو القاضي بإجراء تقليص أفقي في ميزانيات كافة الوزارات، بنسبة تتراوح ما بين 5% إلى 6%، وتقليص ميزانية الأمن بمبلغ 1.5 مليار شيكل، ورفع ضريبة القيمة المضافة من 15.5% إلى 16.5% على السلع وفرضها على الفواكه والخضراوات لأول مرة في تاريخ إسرائيل.

وعقدت الحكومة الإسرائيلية اجتماعا بدأ، ظهر أمس، وامتد حتى الساعات المتأخرة من الليلة الماضية، وغادر الوزراء الاجتماع لساعات قليلة للراحة وعاودوا الاجتماع صباح اليوم. واتفق نتنياهو ووزير المالية، يوفال شتاينيتس، ووزير الدفاع، ايهود باراك، على تقليص ميزانية الأمن بمبلغ 1.5 مليار شيكل، في العام 2010، وأن تتم إعادة نصف هذا المبلغ لميزانية الأمن في إطار موازنة العام 2011.

ورافقت المداولات على الموازنة مفاوضات بين وزارة المالية والهستدروت (نقابة العمال العامة). وأعلن رئيس الهستدروت، عوفر عيني، أن موافقته على تقليص مخصصات النقاهة، من خلال تقسيم دفع مخصصات النقاهة للعام 2009 على العامين الحالي والمقبل، مرهونة بالاتفاق على بنود أخرى تتعلق بالعلاقة بين المستخدمين والمشغلين وتضمن تحسين شروط عمل المستخدمين.

من جهة ثانية اتفقت الحكومة والهستدروت على رفع أجور المستخدمين في صندوق المرضى العام، التابع للهستدروت، الأمر الذي يكلف خزينة الدولة مبلغ 500 مليون شيكل. لكن هذا الاتفاق جرّ انتقادات من جانب مدير قسم الميزانيات في وزارة المالية، رام بلينكوف، ضد الحكومة ووصلت حد اتهام نتنياهو بإعطاء رشوة لعيني، تتمثل بالموافقة على منح مبلغ الخمسمائة مليون شيكل.

فقد التقطت كاميرا وميكروفون القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي بلينكوف، أمس، وهو يتحدث مع المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية، مناحيم مزوز. وقال بلينكوف لمزوز إن "هذا صندوق المرضى ذاته الذي يطلب مني مساعدة بمبلغ 500 مليون شيكل. إنهم يريدون شراء عيني... وقد ذهب رئيس حكومة (يقصد ايهود أولمرت المشتبه بتلقي رشوة) هنا إلى البيت على اقل من ذلك. هذه رشوة". كذلك التقطت كاميرا القناة العاشرة بلينكوف وهو يتحدث مع وزير الاتصالات، موشيه كحلون، ويحثه على عدم الإذعان لنتنياهو بالموافقة على مطالب لأرباب الصناعة. ووصف بلينكوف نتنياهو بأنه شخص "قابل للخضوع للضغوط" التي يمارسها أرباب الصناعة.

لكن الحدث الأبرز خلال المداولات حول الموازنة في اجتماع الحكومة كان المشادة الكلامية بين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غابي أشكنازي، ونتنياهو، حول تقليص رواتب العسكريين في الخدمة الدائمة. وقال أشكنازي إن "رجال الخدمة الدائمة ليسو عاملين لدى مقاولين" فيما رد نتنياهو عليه قائلا أن "هذه الصياغة ليست مقبولة علي"، فأجابه أشكنازي "ليس مهما أن تقبلها" وغادر الاجتماع. وأعلن مكتب رئيس الحكومة لاحقا أن أشكنازي اعتذر من نتنياهو.

وكتب كبير المعلقين في صحيفة يديعوت أحرونوت، ناحوم برنياع، أن "الامتحان الأول الذي يقف أمامه زعيم الدولة (أي نتنياهو) هو امتحان الشخصية" خلال المداولات على الموازنة. وأضاف أن "الرجال الذين يجلسون حول طاولة الحكومة، من وزراء وضباط جيش وموظفين كبار، يتابعون رئيس الحكومة بعيونهم وآذانهم، وبشكل خاص، بأنوفهم. هل هو يعرف ما الذي يريده، أم أنه يختبئ داخل البذلة رجل ضعيف وخائف، ويصعب عليه مواجهة الضغوط".

وأضاف بارنياع أنه "عندما يشتم الوزراء والموظفون الخوف من خلال العرق الذي يتصبب من رئيس الحكومة، تتحرر ألسنتهم. وقد سمح رئيس أركان الجيش لنفسه بتوبيخ نتنياهو في أوج الاجتماع حول الموازنة، ومغادرة الاجتماع وإغلاق الباب بقوة خلفه. وبالغ رئيس قسم الميزانيات في المالية، بلينكوف، عندما ألصق بحديثه حول المفاوضات مع الهستدروت كلمة 'رشوة'. وكان لبلينكوف لسان طويل دائما. لكن حتى هو ما كان سيجرؤ على التحدث هكذا لولا أنه لم يكن متأكدا من تفكك الأنظمة المتعارف عليها في إدارة الدولة".