ضغوط على باراك من داخل حزب العمل ضد مشاركة ليبرمان في حكومة مقبلة

يمارس قياديون في حزب العمل الإسرائيلي ضغوطا على رئيس الحزب ووزير الدفاع، ايهود باراك، لكي يعلن رفضه الانضمام إلى حكومة يشارك فيها حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف برئاسة أفيغدور ليبرمان. وذكرت صحيفة هآرتس، اليوم الخميس – 5.2.2009، أن عضوي الكنيست شيلي يحيموفيتش وأوفير بينيس والوزيرين شالوم سيمحون وبنيامين بن اليعزر طالبوا باراك في الأيام الأخيرة بإطلاق تصريح علني يتضمن رفضه الجلوس في حكومة واحدة مع ليبرمان.

لكن باراك رفض هذه التوجهات. وقال، أمس، إن "ليبرمان ليس كأس الشاي خاصتي، لكننا لن نجلس في أية حكومة لا تتطابق خطوطها العريضة مع مواقفنا". ورأى أنه ليس صائبا من جانبه أن يتطرق منذ الآن إلى تشكيلات محتملة للحكومة المقبلة. وأضاف أن "أي تطرق إضافي لليبرمان سيزيد قوته وحسب. ولا حاجة لذلك". لكن باراك أردف قائلا "لنفترض أني سأشكل حكومة مع جميع أصدقائنا وهو (أي ليبرمان) يريد الانضمام على أساس خطوطنا العريضة، فلِمَ لا؟".

ورفضت يحيموفيتش المنطق الذي يوجه باراك وقالت "إنني أتوقع من باراك أن تجميع كل القوة السياسية والأخلاقية المطلوبة والقول بصوت صاف أننا لن نجلس مع ليبرمان. ومن شأن غياب تصريح كهذا أن يجعل حزب العمل في حالة تسيّب ومقتحما". من جهة ثانية قالت يحيموفيتش إن الإعلان عن انضمام العمل إلى حكومة يشكلها رئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، هو "أمر ليس حكيما، لأنه سيظهر وكأن هذه دعوة لدعم (رئيس كديما) تسيبي ليفني، ولا يوجد أي سبب ومنطق يجعلنا نمنحها دعما كهذا. لكن ظاهرة ليبرمان هي ظاهرة مظلمة وخطيرة. فالحديث يدور عن شخص يعزف على الغرائز المظلمة لجزء من الجمهور. وشعاره يشكل خطرا على الديمقراطية وهو يمثل الخط الأحمر الأخلاقي الذي يحظر علينا تجاوزه. إنه كهانا بكل معنى الكلمة" في إشارة إلى زعيم حركة "كاخ" العنصرية المتطرفة مائير كهانا.

وكان نتنياهو قد أعلن خلال مهرجان انتخابي للمهاجرين الروس، أمس، عن أن ليبرمان سيكون "وزيرا هاما" في حكومة برئاسته. وقال نتنياهو إنه في حال شكل الحكومة المقبلة فإنه سيسعى إلى تشكيل حكومة وحدة وسيدعو جميع الأحزاب الصهيونية للانضمام إليها. وبرر ذلك بوجود "تحديات غير مسبوقة التي سنضطر إلى مواجهتها معا وإحضار أفضل الأشخاص في الدولة والأكثر خبرة وجدية من أجل ضمان مستقبلنا وأمننا وازدهارنا. وإسرائيل موحدة وقوية ماديا ومعنويا ستتغلب على التحدي".

وأظهر استطلاع للرأي نشرته القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، مساء أمس، أن الفارق بين قوة حزبي الليكود وكديما تقلص إلى ثلاثة نواب في الكنيست. وبحسب الاستطلاع فإن الليكود سيحصل على 26 مقعدا في الكنيست وكديما على 23 مقعدا. وتبين من الاستطلاع أيضا أن قوة حزب العمل قد تراجعت بشكل كبير حيث سيحصل هذا الحزب على 13 مقعدا، فيما ارتفعت قوة حزب "إسرائيل بيتنا" بشكل كبير ووصلت إلى 19 مقعدا.

وفي موقف لافت، نشرت صحيفة هآرتس افتتاحيتها، اليوم، تحت عنوان "لا جدوى من التصويت إلى حزب ميرتس"، الذي يعتبر حزب اليسار الصهيوني. وقالت الصحيفة أن ميرتس فشل في أن يشكل بديلا يساريا بتأييده الحرب على غزة. وأضافت أنه "كان عندنا ما يكفي من المؤيدين للحرب، في بدايتها وخلالها، فممثلي العمل وكديما قادوا هذه الحرب في الحكومة. وميرتس لم يكن بديلا، وفي جميع الأحوال لم يكن بديلا إنسانيا. وهذا تماما ما حدث لميرتس قبل سنتين، خلال حرب لبنان الثانية. ودعم حرب مغلوطة واحدة يمكن أن يشير إلى سذاجة، لكن دعم حربين مغلوطتين إنما يشير على إهمال". ورأت الصحيفة أن "الحق الوحيد لحزب مثل ميرتس بالوجود هو في كونه بديل شجاع وحقيقي، ويطلق مواقف واضحة وحادة. وعندما يتم تشويش هذا الصوت ويصبح صدى للأحزاب الكبيرة فإن دوره يصبح زائدا". وخلصت افتتاحية هآرتس إلى أن "فشل ميرتس يُبقي فراغا في اليسار، وهذه بشرى محزنة للسياسة الإسرائيلية. ونأمل بأنه يقوم في إسرائيل حزب يسار وسلام صهيوني حقيقي حتى الانتخابات القادمة. وحتى إذ لا جدوى من التصويت على ميرتس".