الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب عليا عند الحدود مع لبنان

كشفت تقارير صحفية، اليوم الاثنين- 5.1.2009، أن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، اللواء عاموس يدلين، لم يستبعد، خلال تقرير قدمه أمام الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية، أمس، أن ينفذ حزب الله هجمات ضد إسرائيل على خلفية العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة. وقال يدلين، خلال اجتماع الحكومة، إنه "من الجائز أن ينفذ حزب الله هجوما عند الحدود الشمالية" لإسرائيل مع لبنان، لكن من دون أن يظهر أن الحزب يقف وراء هجوم كهذا.

وذكرت مصادر سياسية إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب عليا عند الحدود مع لبنان استعدادا لاحتمال اشتعال هذه الجبهة أو تنفيذ حزب الله هجوم خارج البلاد. وقال يدلين إن شعبة الاستخبارات العسكرية "تراقب نشاطات حزب الله". لكنه أردف أن حزب الله تلقى ضربة شديدة خلال حرب لبنان الثانية في صيف العام 2006 ولهذا فإنه يخشى تنفيذ هجوم كبير. وأضاف انه "رغم ذلك فإن حزب الله قد ينفذ هجوما لا يحمل توقيعه"، بحيث لا يظهر ضلوع الحزب في الهجوم، وإنما يتم تنفيذ الهجوم بواسطة تنظيم فلسطيني وأن يكون هذا الهجوم صغيرا لكي لا يؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني عند الحدود الإسرائيلية اللبنانية. وتابع يدلين أن "حالة التأهب متواصلة أيضا على خلفية الإمكانية أن ينفذ حزب الله هجوما ضد هدف إسرائيلي خارج البلاد بمناسبة مرور عام على اغتيال القيادي في الحزب عماد مغنية في 14 شباط".

من جانبه قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، لدى افتتاحه اجتماع الحكومة الأسبوعي، أمس، والذي عقد في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، إنه لم يكن أمام إسرائيل خيارا سوى شن عملية عسكرية برية في قطاع غزة وأن إسرائيل ليست مهتمة بتوسيع القتال إلى جبهات أخرى خصوصا الضفة الغربية ولبنان. وخاطب أولمرت أمهات الجنود الإسرائيليين الذين يشاركون في العملية البرية في قطاع غزة قائلا "لقد فكرت فيكن كثيرا منذ بداية العملية وبشكل أكبر كلما اقترب موعد اتخاذ القرار بشن عملية برية، وترددت كثيرا بيني وبين نفسي ومع زملائي الوزراء، حول ما إذا كانت هناك خطوة أخرى أو مخرج آخر أو جهدا آخر لم نبذله قبل أن نرسل أبناءنا إلى مكان مليء بالمخاطر، وهو مكان قد لا يعود بعضهم منه. وبإمكاني هذا الصباح أن أنظر في أعين كل واحدة منكن والقول إن الحكومة فعلت كل شيء قبل أن تقرر شن العملية (البرية). فهذه عملية حتمية".

وأشار أولمرت إلى أن هناك جهودا سياسية وأنه "في موازاة الحلبة العسكرية تجري حملة سياسية أيضا". وأضاف أنه تحدث إلى العديد من الزعماء في العالم "واستعرضت أمامهم موقف إسرائيل وغاياتها وتباحثت معهم حول الضرورات الحتمية التي دفعت دولة إسرائيل إلى التوصل إلى نتيجة بأنه لا مفر من ممارسة القوة من أجل تغيير الوضع". وتابع أولمرت أن "الحلبة السياسية ليست سهلة، فحتى أفضل أصدقائنا قلقين ومتوجسين لكن غالبيتهم العظمى يتفهمون ويؤيدون" العملية البرية.

وكرر أولمرت الادعاء بأن "إسرائيل لا تحارب الشعب الفلسطيني في غزة، فهم ليسو أعداءنا، وهم أيضا ضحايا القمع العنيف والدموي الذي تمارسه المنظمات الإرهابية. وأقول لهم باسم شعب إسرائيل كله، إنه لا يمكن خلق أزمة إنسانية في قطاع غزة وسنساعد في تزويد المواد الغذائية مثلما ينبغي على دولة متنورة وأخلاقية أن تفعل".

من جهة أخرى قال أولمرت إنه "لا توجد مصلحة لدى إسرائيل بفتح جبهات إضافية غير الجبهة الجنوبية، لا في الشرق ولا في الشمال" في إشارة إلى الضفة الغربية ولبنان. وأضاف "لكن الحذر واجب، ولذلك أصدرت تعليمات لجهاز الأمن بإظهار أعلى مستوى من اليقظة والاستعداد لمواجهة أي تطور في حال فكر أحد ما بأن هذه فرصته لاستغلال تركيز إسرائيل على الجبهة الجنوبية من أجل يحاول تغيير الواقع المستقر في أعقاب الاستقرار الحاصل بعد أحداث الماضي" في رسالة واضحة إلى حزب الله وتوقف إطلاق صواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل بعد حرب لبنان الثانية.

من جانبه كرر وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، خلال اجتماع الحكومة تصريحات سابقة له وقال إن العملية العسكرية البرية في القطاع "هي عملية ليست سهلة وليست بسيطة وسوف يتم توسيعها وتعميقها بقدر ما يتطلب الوضع". وأضاف أن "الامتحان الحقيقي هو ليس هنا في تل أبيب وإنما هناك عند مشارف غزة. ونحن ندعم المقاتلين بكل طريقة ممكنة". وتابع أن "القتال يجري مثلما تم التخطيط له والعملية ستكون مليئة بالمفاجآت والامتحانات وستتطلب شجاعة وحزما، وإذا كنا موحدين فسوف ننتصر في نهاية العملية".

وأقر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غابي أشكنازي، خلال اجتماع الحكومة بأن القوات الإسرائيلية المتوغلة في قطاع غزة تواجه معارك شديدة مع المسلحين الفلسطينيين. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن أشكنازي قوله إن "المعارك صعبة وشديدة، لكن قادة القوات مدفوعين بالإرادة والمحفزات والمعنويات العالية لجنودنا". وأضاف أشكنازي أنه "في الكثير من الحالات يفضل نشطاء حماس الفرار إلى مناطق مبنية وعدم مواجهة جنود الجيش الإسرائيلي في مناطق مفتوحة". وتابع أنه "لا يفترض أن يتوقف القتال في هذه المرحلة لكن في جهاز الأمن (الإسرائيلي) يتوقعون انخفاض عدد الصواريخ التي يتم إطلاقها باتجاه إسرائيل". وبحسب أشكنازي فإن "أكثر من 400 قتيل سقطوا في الجانب الفلسطيني" وادعى أن "غالبيتهم العظمى هم نشطاء حماس". وقال إن الجيش الإسرائيلي سيطر على مناطق واسعة في القطاع يتم إطلاق صواريخ منها.

من جانبه قدر رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، يوفال ديسكين، خلال اجتماع الحكومة إن حماس مستعدة للتوصل إلى وقف إطلاق نار وأنه طرأت ليونة على موقف قيادة حماس فيما يتعلق باستئناف التهدئة. وأضاف ديسكين أن "إصرار قيادة حماس على استمرار العمليات العسكرية قد تراخى ولدى هذه القيادة اليوم استعداد للتوصل إلى اتفاق ما". وتابع أن "الذراع العسكري لحماس تلقى الضربة التي توقعتها إسرائيل". وأضاف ديسكين أن "قيادة حماس في الخارج في حالة توتر وتعمل من أجل التوصل على وقف إطلاق نار وهي خائبة الأمل من الدول العربية التي لا تقف إلى جانبها. وحال القيادة في غزة مشابه وهناك خطر حقيقي اليوم على مشروع حماس في قطاع غزة ويوجد بين القيادة في غزة والخارج شعور بوجود خطر وجودي".

وادعى سكرتير الحكومة الإسرائيلية، عوفيد يحزقيل، في بيان تلاه أمام وسائل الإعلام في ختام اجتماع الحكومة أنه "لا توجد أزمة إنسانية في القطاع" وأن "حكومة إسرائيل تؤكد أنها لا تحارب الشعب الفلسطيني وستستمر في إدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع".