توتر إسرائيلي جراء تجميد الاتحاد الأوروبي تحسين مستوى علاقاته معها

أظهر تقرير نشرته صحيفة هآرتس، اليوم الخميس – 30.4.2009، وجود توتر في إسرائيل جراء تجميد الاتحاد الأوروبي تحسين مستوى علاقاته مع إسرائيل وتوجيه مسؤولين أوروبيين انتقادات للحكومة الإسرائيلية الجديدة، برئاسة بنيامين نتنياهو، على خلفية الجمود الحاصل في العملية السياسية مع الفلسطينيين. ودفع هذا التوتر، والتخوف من تبعاته وتأثيره على العلاقات الإسرائيلية – الأوروبية، إسرائيل إلى تمرير رسائل شديدة اللهجة إلى دول أوروبية، هددت فيها بعدم إشراك الاتحاد الأوروبي في العملية السياسية إذا استمرت الدول الأوروبية بتوجيه انتقادات ضد إسرائيل.

ونقلت هآرتس عن نائب مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية للشؤون الأوروبية، رافي باراك، قوله في اتصالات هاتفية مع سفراء أوروبيين لدى إسرائيل، إنه "إذا استمرت التصريحات (التي تنتقد إسرائيل) فإنه لن يكون بمقدور أوروبا أن تكون ضالعة في العملية السياسية وسيخسر الجانبان جراء ذلك". وشرعت إسرائيل في حملة سياسية ضد مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بنيتا فريرو فالدنر، على خلفية تصريحاتها ودعوتها الاتحاد الأوروبي إلى تجميد تحسين مستوى علاقاته مع إسرائيل.

وأفادت هآرتس بأن باراك بدأ في الأيام الماضية إجراء محادثات هاتفية مع سفراء أوروبيين لدى إسرائيل تتعلق بتعامل دولهم مع حكومة نتنياهو. وأجرى باراك المحادثات الأولى مع سفيري فرنسا، جان ميشيل كازا، وبريطانيا، توم فيليبس، ونائب السفير الألماني. وعبر باراك في هذه المحادثات عن احتجاج إسرائيلي شديد على الانتقادات التي تضمنتها تصريحات لوزراء أوروبيين كبار ضد حكومة نتنياهو، وهاجم بشكل خاص فالدنر التي دعت إلى تجميد خطوات ترمي إلى تحسين مستوى علاقات الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، واعتبر أن تصريحاتها "خطيرة من حيث المضمون والأسلوب والتوقيت".

ونقلت هآرتس عن باراك قوله للسفراء إنه "منذ أسابيع ونحن نقول لكل واحد في أوروبا إنه ينبغي منح حكومة إسرائيل الوقت لإعادة بلورة سياستها (الخارجية) وعدم شن حرب تصريحات من خلال وسائل الإعلام". وأضاف أن الاتحاد الأوروبي لم يتخذ أي قرار رسمي بخصوص تجميد تحسين مستوى علاقاته مع إسرائيل، ولذلك فإنه ليس واضحا بأي صلاحية أطلقت فالدنر تصريحاتها. وتابع باراك أنه "نشأت مواجهة علنية وإعلامية اضطرت رئيس الحكومة نتنياهو، وحتى رئيسة المعارضة (تسيبي) ليفني، إلى الرد. ولاحظنا أن دولا كبيرة في أوروبا تحترم طلبنا وتمنح الحكومة وقتا، لكن ثمة أهمية لأن تكون هناك وحدة (موقف) أوروبية في هذا الموضوع". وطالب باراك في محادثاته مع السفراء بأن "تكون التصريحات الأوروبية متواضعة وإجراء حوار هادئ".

وأطلع باراك السفارات الإسرائيلية في أوروبا على هذه المحادثات بواسطة برقيات، أشار فيها إلى أن السفير الفرنسي كان الوحيد الذي دافع عن فالدنر، وقال إن "أقوالها تعبر عن مشاعر الجمهور في أوروبا لكن يفضل طبعا الامتناع عن مواجهة إعلامية". وأشارت هآرتس إلى مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى نقل عن وزير خارجية أوروبي قوله إن "فريرو فالدنر ألحقت ضررا بالسياسة الخارجية الأوروبية من خلال تهجماتها ضد إسرائيل".