باراك: يجب التوصل إلى سلام في الشرق الأوسط خلال ثلاث سنوات

قال وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، إنه "واثق من أنه بالإمكان، ويتوجب بكل تأكيد، العمل بكل قوة من أجل تحقيق سلام في الشرق الأوسط في غضون ثلاث سنوات". وأضاف باراك، خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة هآرتس ونشرت مقاطع منها اليوم، الثلاثاء – 28.4.2009، على أن تنشرها كاملة، يوم الجمعة المقبل، أنه واثق من أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، سيستعرض أمام الأميركيين، خلال زيارته للبيت الأبيض في 18 أيار المقبل، خطة تتضمن حل "الدولتين للشعبين". ويشار إلى أن نتنياهو اشترط مؤخرا التوصل إلى حل كهذا باعتراف فلسطيني بإسرائيل على أنها "دولة الشعب اليهودي".

وبحسب باراك فإن "نتنياهو وافق على اتفاقيات أوسلو في حينه. والتسوية مع الفلسطينيين ستكون بقيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. وأنا أقدر أنه خلال زيارته لواشنطن سيتوجب على إسرائيل إيجاد معادلة حول كيفية التقدم، ولن تخترع هذه المعادلة ثلاث دول لثمانية شعوب". وأضاف أنه "عندما يحسم نتنياهو أمره كيف سيظهر في العناوين، مثل (رئيس الحكومة الأسبق عن حزب الليكود، إسحاق) شمير أو مثل (رئيس الحكومة الأسبق الذي وقع معاهدة السلام مع مصر، مناحيم) بيغن، فإنه يريد أن يكون مثل بيغن. وأنا أشعر بأن لديه الاستعداد الأساسي لمواجهة حقيقية مع مجمل المشاكل. ولديه تفهما عميقا للحاجة إلى مواجهة الموضوع السياسي وأنه يستحيل إبقاء الوضع في حالة شلل".

ورأى باراك أنه "إذا غرقنا في الشلل، فإنه قد نجد العالم يفقد الاهتمام بهذا الصراع، أو أن يتبنى العالم صيغة أسوأ ويصبح مستعدا للموافقة على حل ليس من خلال دولتين للشعبين وإنما دولة واحدة للشعبين، وهذا يشكل بالنسبة لنا خطرا حقيقيا".

من جهة أخرى، توقع باراك حدوث أزمة بينه وبين نتنياهو على خلفية اقتصادية. وقال إنه "ستكون بيننا خلافات كبيرة في هذا المجال. وأنا لا أحب بعض التلميحات التي أسمعها في هذا الاتجاه، لأني أؤيد توسيع واختراق إطار الموازنة". يشار في هذا السياق إلى أن باراك، وبصفته وزير للدفاع، يطالب بزيادة ميزانية الأمن.

وتطرق باراك إلى موضوع البرنامج النووي الإيراني وقال إنه "لا توجد أية جهة تجرأ على المحاولة للقضاء على إسرائيل. ونحن لسنا في موقع بإمكاننا من خلاله القول للأميركيين أن يتحدثوا مع الإيرانيين أو لا".

وفي رده على سؤال حول احتمال شن إسرائيل هجوم عسكري ضد المنشآت النووية مثلما فعلت عندما دمرت المفاعل النووي العراقي، في العام 1981، قال باراك إنه "لا يوجد أي شبه، فهناك (في العراق) كان الحديث عن هدف واحد كان موجودا ويعمل. واعتقدنا أننا سنعرقله لثلاث أو أربع سنوات وعمليا تم عرقلته إلى الأبد. أما في حالتنا الآن (المنشآت في إيران) فالوضع أكثر تعقيدا ويحتاج إلى ذكاء أكبر وأوسع. والإيرانيون ليسوا لاعبو شيش بيش، بل هم لاعبو شطرنج وهم يعملون بصورة ذكية ومنهجية. والمشكل هي أن استمرار تقدم إيران باتجاه سلاح نووي، من دون أن يتم إيقافها، سيؤدي إلى اختراق كافة الحواجز الدولية، وعندها سندخل في عملية سباق (تسلح) نووي لأن مصر وتركيا لن تتمكنا من الوقوف ضد إيران، وهذا ما ستفعله السعودية أيضا. وسندخل إلى واقع سنجد فيه بعد 10 أو 15 عاما مواد نووية بأيدي مجموعات إرهابية ستنفذ اعتداءات في نيويورك أو أسدود".

ورفض باراك أقوال عضو الكنيست حاييم رامون، الذي أبدى قلقا من استمرار باراك في منصب وزير الدفاع، ونصح نتنياهو بقراءة محاضر اجتماعات الحكومة المصغرة السابقة للشؤون السياسية والأمنية وقال إنه سيقشعر مما قاله باراك. كذلك رفض أقوال وزراء سابقين منحوا رئيس الحكومة السابق، ايهود أولمرت، الرصيد على العمليات العسكرية في السنتين الماضيتين. واعتبر باراك أن أقوال رامون "تافهة. لا يوجد جندي أو بارجة حربية أو طائرة مقاتلة تتجاوز الحدود من دون أن يصادق وزير الدفاع على أدق التفاصيل بصورة شخصية. فهو الذي يرأس سلسلة المسؤوليات. ومن الناحية الرسمية فإن رئيس الحكومة هو المسؤول فوقه، لكن من الناحية الفعلية، ومثلما ثبت، فإنه عندما تحين ساعة الامتحان العملي فإن المسؤولية ليست مطلوبة من رئيس الحكومة". a