إسرائيل: أي خطوة أميركية لتقوية حماس ستبعد السلام

اعتبرت الحكومة الإسرائيلية أن نية إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الاعتراف بحماس مخيبة للأمل ومثيرة للقلق كما أنها فوجئت من التقرير حول ذلك. ونقلت صحيفة هآرتس، اليوم الثلاثاء – 28.4.2009، عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن "أي خطوة من شأنها تقوية حماس ستبعد السلام وإذا كان التقرير صحيحا فإن هذا أمر مخيب للأمل ومثير للقلق".

وأفادت صحيفة "لوس أنجليس تايمز"، أمس، بأن الإدارة الأميركية تريد تليين شروطها تجاه حماس، وأنها طلبت من الكونغرس إجراء تعديل على القانون يسمح باستمرار تمرير مساعدات مالية إلى السلطة الفلسطينية حتى لو كانت حماس جزءا من حكومة وحدة فلسطينية، لكن شريطة أن تعترف هذه الحكومة بإسرائيل ونبذ العنف والاعتراف بالاتفاقيات الموقعة. ويذكر أن هذه الشروط ذاتها التي وضعتها الرباعية الدولية أمام حكومة الوحدة الفلسطينية السابقة.

وقالت هآرتس إن المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية ما زالوا يستوضحون نوايا الإدارة الأميركية من وراء هذه الخطوة وأن رسائل أولية تم نقلها من واشنطن إلى إسرائيل تفيد بأن الحديث لا يدور حول تغيير في السياسة وإنما تغيير في اللهجة المستخدمة تجاه حكومة الوحدة الفلسطينية. من جانبه أشار المصدر السياسي الإسرائيلي إلى أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يعتزم طرح الموضوع خلال زيارته إلى واشنطن في 18 أيار المقبل، ولقاءاته مع أوباما ومسؤولين في الإدارة الأميركية وأعضاء في الكونغرس.

من جهة أخرى أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية، مساء أمس، بيانا عقبت فيه على تصريحات الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الذي رفض الاعتراف بيهودية إسرائيل، وقالت إن الاعتراف بيهودية إسرائيل مرحلة هامة وضرورية في المصالحة مع الفلسطينيين. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيانها إن "الاعتراف بإسرائيل كدولة السيادة للشعب اليهودي هو اعتراف هام وضروري في عملية المصالحة التاريخية بين إسرائيل والفلسطينيين". وأضاف البيان أنه "كلما بكّر الفلسطينيون في استيعاب هذه الحقيقة الجوهرية والأساسية فإن السلام بين الشعبين سيتقدم وينضج".

من جانبه قال عضو الكنيست أوفير أكونيس، رئيس طاقم ردود الفعل في حزب الليكود وأحد أكثر المقربين من نتنياهو، إن اقوال عباس "هي دليل آخر على أن وجهة الفلسطينيين ليست نحو السلام الحقيقي مع إسرائيل". وأضاف أكونيس أن "أقوال عباس تعني أن الفلسطينيين لا يريدون دولتين للشعبين وإنما دولتين لشعب واحد هو الشعب الفلسطيني". وشدد على أن "اعتراف الفلسطينيين بدولة يهودية هو شرط أساسي للتقدم في المفاوضات".

وكان عباس قد قال في كلمة أمام مؤتمر اللجان التحضيرية لبرلمان شباب فلسطين في رام الله، أمس، إن حكومة نتنياهو "اخترعت أموراً كثيرة ولا تريد حل الدولتين"، مؤكدا "أننا لن نقبل بمسمى الدولة اليهودية ونحن متمسكون بحقوقنا".