نتنياهو يرفض الشروط الأوروبية ووقف توسيع المستوطنات

أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، رفضه للشروط الأوروبية، التي ربطت بين تحسين مستوى العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل واعتراف الأخيرة بحل الدولتين. كما رفض تجميد الاستيطان ووقف توسيع المستوطنات في الضفة الغربية. ونقلت صحيفة هآرتس، اليوم الجمعة – 24.4.2009، عن نتنياهو قوله، خلال لقائه، أمس، مع رئيس الوزراء التشيكي، ميرك توفولنك، الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي، إنه "لا تضعوا أمامنا شروطا ولا ينبغي ربط علاقات إسرائيل وأوروبا بعلاقات إسرائيل والفلسطينيين".

وأضاف نتنياهو أن "السلام هو مصلحة إسرائيلية ليس أقل من كونه مصلحة أوروبية، ولا ينبغي اشتراط تحسين مستوى العلاقات مع إسرائيل بالتقدم في العملية السياسية". وتابع أنه "يؤسفني أن التعامل المجحف من جانب أوروبا منحصر ضد الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط التي تحارب الإسلام المتطرف".

وكانت هآرتس قد كشفت أمس عن أن الاتحاد الأوروبي جمد تحسين مستوى العلاقات مع إسرائيل على ضوء رفض حكومة نتنياهو الاعتراف بحل "الدولتين للشعبين".

كذلك رفض نتنياهو تجميد الاستيطان واعتبر أنه "إذا لم يتمكن الإسرائيليون من بناء بيوت في الضفة فإن لا ينبغي على الفلسطينيين أن يبنوا بيوتا أيضا". وبحسب هآرتس فإن اللقاء بين نتنياهو وتوفولنك جرى في أجواء ودية وأن الأخير طرح موضوع الاستيطان وعبر عن قلق أوروبا من أن استمرار التوسع الاستيطاني سيمنع في المستقبل قيام دولة فلسطينية.

ووصف نتنياهو الضفة الغربية بأنها "منطقة متنازع عليها" ويتوجب إجراء مفاوضات حولها. وشدد على أنه لا يعتزم وقف أعمال البناء وتوسيع المستوطنات القائمة، وفي المقابل "ليس لدي خططا لبناء مستوطنات جديدة، لكن إذا أراد أحد ما بناء بيت جديد (في المستوطنات) فإني لا أعتقد أن هذا يشكل مشكلة".

وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل التزمت في خارطة الطريق التي أطلقها الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، في العام 2003، بتجميد كافة أشكال النشاط الاستيطاني في الضفة والقدس الشرقية.

من جهة أخرى ذكرت صحيفة معاريف، اليوم، أن نتنياهو يعتزم استعراض خطته السياسية أمام الرئيس الأميركي، باراك أوباما، خلال لقائهما في البيت الأبيض، في 18 أيار المقبل، وأن هذه الخطة تتضمن ثلاثة فصول، سياسية واقتصادية وأمنية. وأضافت الصحيفة أن طاقما خاصا يعكف في هذه الأثناء على بلورة الخطة التي ستصادق عليها الحكومة الإسرائيلية قبل سفر نتنياهو إلى واشنطن. ويضم طاقم بلورة الخطة السياسية الإسرائيلية رئيس مجلس الأمن القومي عوزي أراد والمستشار الإعلامي لنتنياهو، رون دريمر، إضافة إلى مندوبين عن وزارة الخارجية سيعينهما وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان. وسيتم تنسيق الخطة مع وزير الدفاع ورئيس حزب العمل، ايهود باراك، الذي أعلن تأييده للتوصل إلى سلام شامل في الشرق الأوسط. وبحسب معاريف فإنه يتوقع أن يوافق نتنياهو على مبدأ الدولتين لكن بتحفظ حيث سيطالب الفلسطينيين بالاعتراف بإسرائيل على أنها "دولة الشعب اليهودي".

وفي غضون ذلك نقلت هآرتس عن مرشح نتنياهو لمنصب السفير الإسرائيلي الجديد في واشنطن، الدكتور مايكل أورن، تأييده لانسحاب إسرائيلي أحادي الجانب من الضفة الغربية وإخلاء معظم المستوطنات. وقال أورن خلال محاضرة ألقاها في جامعة جورج تاون الأميركية، في بداية شهر شباط الماضي، إن "على إسرائيل الانسحاب من الضفة من أجل الحفاظ على إسرائيل كدولة يهودية". وأضاف أورن "أنا لا أمثل غالبية الإسرائيليين، وربما أني الشخص الأخير الذي يؤيد خطوات أحادية الجانب مع الفلسطينيين. والأمر الوحيد الذي بإمكانه إنقاذ إسرائيل كدولة يهودية هو انسحاب أحادي الجانب وإخلاء مستوطنات وانتظار صعود قيادة فلسطينية جديدة".