قلق إسرائيلي من تقرير أميركي حول عدم التزامها بتعهداتها في خارطة الطريق

تشير التوقعات إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، سيزور البيت الأبيض في 18 ايار المقبل. لكن الإسرائيليين يتخوفون في هذه الأثناء من توتر العلاقات مع إدارة الرئيس باراك اوباما، وأن تخيم أجواء متوترة على اجتماع نتنياهو مع اوباما. وأشارت الصحف الإسرائيلية، اليوم الاربعاء – 22.4.2009، إلى بؤرتي توتر تتعلقان بتقرير أميركي يوجه انتقادات شديدة إلى إسرائيل حول عدم تطبيقها للتعهدات التي التزمت بها في خطة خارطة الطريق، التي أطلقها الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، في العام 2003، والبؤرة الثانية تتعلق بنية نتنياهو ووزير خارجيته، افيغدور ليبرمان، تعيين سفير جديد في واشنطن، كان قد تهجم بشدة على أوباما خلال حملته الانتخابية.

وذكرت صحيفة يديعوت احرونوت أنه وصلت إسرائيل معلومات، مؤخرا، تشير إلى أن المبعوث الأميركي الذي تم تعيينه للإشراف على تطبيق خارطة الطريق، الجنرال بول سيلفا، قدم تقريرا مفصلا إلى وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، تضمن سلسلة من الاتهامات ضد إسرائيل وجاءت بعض الاتهامات بلهجة شديدة. ويؤكد التقرير على أن إسرائيل تتهرب من تنفيذ الخطوات المطلوبة منها في خارطة الطريق والتي تعهدت بتنفيذها.

وأشار سيلفا إلى أنه لا يوجد تنسيق أبدا، بين الأجهزة الإسرائيلية المختلفة التي يفترض أن تنفذ خطوات معينة تعهدت بها إسرائيل في إطار خارطة الطريق. وأضاف سيلفا أن كل واحد من هذه الأجهزة الإسرائيلية سلمته معطيات مختلفة ومضللة. وأشار على "انعدام مصداقية" المعلومات التي حصل عليها من جهات إسرائيلية مختلفة.

ويذكر أن سيلفا حل مكان الجنرال وليام فريزر في مهمة الإشراف على تطبيق خارطة الطريق، وأعد التقرير بعد زيارة لإسرائيل قبل بضعة أسابيع وبعد بدء ولاية اوباما. وإضافة إلى مهمته الإشراف على تطبيق خارطة الطريق، يشغل سيلفا منصب مساعد لقائد القوات الأميركية المشتركة ومنصب السكرتير العسكري لكلينتون.

وبحسب المعلومات التي وصلت إسرائيل حول التقرير فإن سيلفا يوجه انتقادات شديدة تجاه سلوك إسرائيل فيما يتعلق بمسألة إزالة الحواجز العسكرية في الضفة الغربية، وان الإسرائيليين "يضللون" في هذا السياق من خلال إزالة سواتر ترابية ومكعبات إسمنتية تغلق فيها مداخل قرى في الضفة الغربية وفي موازاة ذلك تقيم حواجز أخرى. وأكد تقرير سيلفا على أن حرية تنقل الفلسطينيين التي التزمت بها إسرائيل لا يتم تنفيذها، وحركة الفلسطينية ليست أسهل مما كانت عليه في الماضي. كما أكد التقرير على أن إسرائيل لا تنفذ عملية إخلاء حقيقية للبؤر الاستيطانية العشوائية.

ويذكر أن إسرائيل كانت قد تعهدت في المرحلة الأولى من خارطة الطريق بتجميد النشاط الاستيطاني بشكل كامل، بما في ذلك في القدس الشرقية، مقابل وقف العنف من جانب الفلسطينيين. وفيما أوقف الفلسطينيون الانتفاضة الثانية فإن إسرائيل وسعت نشاطها الاستيطاني بشكل كبير للغاية في السنوات الأخيرة.

ونقلت يديعوت أحرونوت عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين قولهم إن اللهجة المتشددة التي استخدمها سيلفا لم تفاجئهم، وأنهم يعرفون أسلوبه جيدا من خلال الاتصالات التي أجراها مع المسؤولين العسكريين والسياسيين الإسرائيليين. وقال أحد الضباط الإسرائيليين إن "الجنرال سيلفا يعتقد أننا مأمورين لديه ونعمل عنده وتوجهه نحونا كان استعلائيا ومهينا ومعاديا وفظا".

وقدر المسؤولون السياسيون الإسرائيليون أن تقرير سيلفا إضافة إلى تقارير أخرى، مثل تقرير الأمم المتحدة حول الدمار الواسع الذي خلفه الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة بعد الحرب، وتقارير أعدتها دول أوروبية حول حلول للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، سيتم طرحها خلال لقاء أوباما مع نتنياهو في البيت الأبيض الشهر المقبل. ويتخوف المسؤولون في إسرائيل من أن تؤثر هذه التقارير على أجواء ومضامين لقاء أوباما- نتنياهو التي ستكون ذات أهمية بالغة بكل ما يتعلق بمستقبل العلاقات بين إسرائيل وغدارة أوباما.

من جهة اخرى تتحسب إسرائيل من عواقب وتبعات تعيين المرشح الأوفر حظا لتولي منصب السفير الإسرائيلي في واشنطن، البروفيسور مايكل أورن، سفيرا بسبب تهجمه على اوباما خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية. وقالت الصحف الإسرائيلية، اليوم، إن قرارا قد يتخذه نتنياهو وليبرمان بتعيين أورن سفيرا في واشنطن سيشكل بؤرة توتر أخرى مع الإدارة الأميركية.

ونقلت يديعوت أحرونوت عن مقرب من الإدارة الأميركية قوله إنه "على ضوء الانتقادات الشديدة التي وجهها أورن ضد اوباما خلال المعركة الانتخابية، فإن تعيينه سفيرا يعتبر اختيار مستغرب".

وكان أورن قد نشر مقالا يرد فيه على سؤال حول من الأفضل لإسرائيل، أوباما أم المرشح الجمهوري، جون ماكين. وكتب أورن أن "إدارة أوباما ستطرح مبادرة جديد تماما وتستند على صفر من التسامح حيال أعمال البناء في المستوطنات والحواجز (العسكرية في الضفة الغربية). ومن شأن مبادرة كهذه أن تستند إلى التقدير أن الطريق إلى بغداد وطهران تمر من بيت لحم ونابلس". وأضاف أن "ماكين لن يغير شكل العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل لكن يتوقع أن ينحرف أوباما عن الحلف خصوصا إذا صدقت الاستطلاعات بأن حزب الليكود سيعود إلى الحكم" في إسرائيل.

وقالت مصادر سياسية إسرائيلية إنه "لا نقاش في أن أورن هو شخص موهوب، لكن قربه من اليمين والمسيحيين الجدد والإدارة الجمهورية السابقة قد ينطوي على إشكالية". وأضافت المصادر ذاتها أن إرسال أورن كسفير إلى واشنطن "ليس خطوة صحيحة. ويجب على نتنياهو إرسال شخص مقرب من الديمقراطيين".