تأجيل لقاء أوباما مع نتنياهو في البيت الأبيض

أبلغ موظفون في البيت الأبيض مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بأن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، لن يتمكن من استقبال نتنياهو في بداية شهر أيار المقبل، في مؤشر إلى أزمة في العلاقات على أثر خلاف حول استمرار العملية السياسية في الشرق الأوسط وخصوصا بين إسرائيل والفلسطينيين.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الخميس – 16.4.2009، أنه كان يتوقع عقد لقاء أوباما ونتنياهو في بداية أيار، وفيما يشارك نتنياهو في المؤتمر السنوي للمنظمات اليهودية الأميركية الداعمة لإسرائيل (إيباك) في واشنطن. إلا أن البيت الأبيض أوضح أن "أوباما لن يكون في المدينة" في ذلك الوقت.

وأضافت الصحيفة أن مستشاري نتنياهو يميلون إلى إلغاء سفره إلى واشنطن وعدم المشاركة في مؤتمر "إيباك" ومحاولة تأجيل اللقاء مع أوباما إلى موعد آخر خلال شهر أيار. ولفتت يديعوت أحرونوت إلى أن لقاء رئيس حكومة إسرائيلية جديد مع الرئيس الأميركي يرمز إلى استكمال عملية تأليف الحكومة الإسرائيلية ويكون بمثابة تمنيات بالنجاح من زعيم أكثر دولة صديقة لإسرائيل. وتابعت يديعوت أحرونوت أن مسؤولين أميركيين أوضحوا، أمس، أن إدارة أوباما لن تستمر في نهج الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، الذي درج على استقبال رئيس حكومة إسرائيل عدة مرات في العام الواحد، وكانت بعض اللقاءات تتم بعد اتصال هاتفي قبل مدة وجيزة من اللقاء.

وفي تطور يؤكد ما أفادت به يديعوت أحرونوت، نقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن مسؤول رفيع المستوى في مكتب نتنياهو قوله، صباح اليوم، إن نتنياهو سيلتقي أوباما في البيت الأبيض في نهاية أيار المقبل، وإن أوباما وجه دعوة لنتنياهو خلال محادثة هاتفية بينهما جرت في الأيام الأخيرة.

من جهة ثانية أفادت يديعوت أحرونوت بأنه وصلت معلومات إلى إسرائيل، مؤخرا، تتعلق بمحادثة أجراها رئيس طاقم موظفي البيت الأبيض، عمانوئيل رام، مع زعيم يهودي في واشنطن وقال فيها إنه "سيتم خلال السنوات الأربع المقبلة التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين على أساس مبدأ الدولتين للشعبين، ولا يهمنا من يكون رئيس الحكومة" في إسرائيل. وقالت الصحيفة إن رام "المعروف بمزاجه العصبي، وبالأساس بقربه من أوباما"، يرى أنه ينبغي العمل بصرامة من أجل إرغام إسرائيل والفلسطينيين على التوصل لاتفاق. وأضافت أن إدارة أوباما بعثت برسائل إلى إسرائيل مؤخرا، مفادها أن الرئيس الأميركي لن ينتظر سنتين حتى يبلور نتنياهو خطة سياسية بخصوص مستقبل المفاوضات مع الفلسطينيين. ورأى مسؤولون أميركيون كبار في هذا السياق أن رئيس الحكومة السابق، ايهود أولمرت، ووزيرة خارجيته، تسيبي ليفني، حددوا مسارا للحل وهو مقبول على المجتمع الدولي.

وبحسب يديعوت أحرونوت فإن نتنياهو ووزيري الدفاع، ايهود باراك، والخارجية، أفيغدور ليبرمان، قرروا خلال اجتماع "المطبخ السياسي"، الذي عقدوه الاثنين الماضي، استعراض موقف موحد خلال لقاءاتهم مع المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، الذي وصل إسرائيل، أمس، وسيلتقي معهم اليوم. ويقضي الموقف الإسرائيلي الذي تم إقراره في "المطبخ السياسي"، بأن مسار الحل سيكون من خلال خطة خارطة الطريق فقط، والتوضيح أن ليونة في الموقف الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين ستكون مرهونة بالتوجه الأميركي لحل الموضوع الإيراني والتعامل مع حماس وحزب الله.

وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين في الإدارة الأميركية يعون جيدا هذا الربط بين الموضوعين الفلسطيني والإيراني، الذي تمارسه الحكومة الجديدة في إسرائيل، ولذلك فإن الإدارة تتحدث عن معادلة "بوشهر في مقابل يتسهار"، أي تفكيك البرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك المفاعل النووي في بوشهر، في مقابل إخلاء المستوطنات في الضفة الغربية وعلى رأسها مستوطنة يتسهار.

وسيلتقي ميتشل مع نتنياهو، اليوم، وسيطلب الحصول على موقف إسرائيلي رسمي من مواصلة المفاوضات مع كل من الفلسطينيين وسورية، كما سيلتقي مع ليبرمان وباراك وليفني قبل توجهه إلى مدينة رام الله للقاء القيادة الفلسطينية. ونقلت صحيفة هآرتس عن باراك قوله خلال لقائه ميتشل، فور وصوله أمس، إنه "بالإمكان وينبغي التوصل إلى تنسيق وتفاهم بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول جميع المواضيع المطروحة على طاولة البحث".

من جهة ثانية ذكرت صحيفة معاريف، اليوم، أن الحكومة الإسرائيلية تدرك أن إدارة أوباما مصرة على قيادة عملية سياسية يكون حل الدولتين للشعبين في صلبها.

ويذكر أن اوباما أعلن خلال خطاب ألقاه أمام البرلمان التركي، الأسبوع الماضي، عن تمسكه بمبدأ الدولتين للشعبين وبعملية أنابوليس، فيما لا يزال نتنياهو يرفض الاعتراف بحل الدولتين. كذلك أعلن ليبرمان، قبل أسبوعين، رفض عملية أنابوليس وأن "المفاوضات مع الفلسطينيين وصلت إلى طريق مسدود".

ونقلت معاريف عن مقربين من نتنياهو قولهم إن الأخير يعكف على بلورة خطة سياسية تكون بديلة لمسار أنابوليس، الذي انطلقت منه المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين حول قضايا الحل الدائم وهي بالأساس الحدود والقدس واللاجئون. ورجحت الصحيفة أن خطة نتنياهو تشمل أمرين أساسيين هما، تعزيز أجهزة الأمن الخاضعة للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في الضفة الغربية، وتقوية الاقتصاد الفلسطيني في الضفة، ما يعني أن نتنياهو يستند على استمرار الانفصال بين الضفة وقطاع غزة. وأكدت معاريف على أنه يسود تخوف في إسرائيل من توتر العلاقات مع الولايات المتحدة على ضوء الفجوة الكبيرة في وجهات النظر بين الجانبين حيال العملية السياسية في الشرق الأوسط.