تقديرات إسرائيلية حول احتمال تجدد الحرب على غزة الشهر المقبل

تشير التقديرات في إسرائيل إلى احتمال تجدد الحرب على غزة خلال شهر كانون الأول/ديسمبر المقبل وذلك بعد كشف رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية اللواء عاموس يدلين في الكنيست عن أن حماس أجرت مؤخرا تجربة على إطلاق صاروخ بمدى 60 كيلومترا ويشكل خطرا على وسط إسرائيل وخصوصا مدينة تل أبيب.

وكتب المحلل العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت ألكس فيشمان، المقرب من قيادة الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء – 4.11.2009، أن "القيادة الأمنية (في إسرائيل) لا تسأل ما إذا كانت ستقع مواجهة عسكرية أخرى مع حماس في قطاع غزة وإنما متى... والعد التنازلي بدأ يوم الخميس الماضي عندما أجرت حماس تحت غطاء الأحوال الجوية العاصفة تجربة أولى على صاروخ إيراني طويل المدى تم إطلاقه من شاطئ غزة على البحر وقد حلق الصاروخ مسافة 60 كيلومترا". ورأى أن "إطلاق هذا الصاروخ يشكل علامة فارقة ومن هذه اللحظة خرجت المواجهة بين إسرائيل وحماس من غلاف غزة (أي البلدات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة) ووصلت إلى وسط البلاد، وبذلك تكون حماس قد طبقت إحدى العبر المركزية التي استخلصتها من عملية ’الرصاص المسكوب’".

وأضاف أن "قادة حماس توصلوا إلى استنتاج مفاده أنه طالما لا يوجد بأيديهم صواريخ تهدد تل أبيب فإنه لن يكون لديهم أية ورقة حقيقية يؤثروا بواسطتها على الرأي العام في إسرائيل ويردع الحكومة والجيش الإسرائيلي بشكل حقيقي". وأشار فيشمان إلى أنه "في اللحظة التي تصبح فيها منظومة الصواريخ الطويلة المدى التي بحوزة حماس جاهزة للاستعمال فإن المواجهة ستكون مسألة وقت وحسب".

وعدد فيشمان الأسباب التي قد تؤدي إلى تجدد الحرب على غزة الشهر المقبل وأولها احتمال تفجر الحوار بين الدول العظمى وإيران معتبرا أنه في هذه الحالة ستكون لدى الإيرانيين مصلحة بإشعال الجبهة بين إسرائيل وقطاع غزة بهدف صرف أنظار العالم عنها. وتابع فيشمان أن السبب الثاني يتعلق بتقديرات إسرائيل بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيجري الانتخابات التشريعية الفلسطينية في شهر كانون الثاني/يناير المقبل من دون مشاركة حماس التي ستحاول إفشال هذه الانتخابات بواسطة مواجهة عسكرية. وأضاف أن السبب الثالث يتعلق باستمرار الجمود في العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين ونشوء صعوبات تمنع التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس الأمر الذي من شأنه أن يثير حالة غليان تؤدي إلى اشتعال الوضع في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأشار فيشمان إلى أنه وفقا للتقديرات الإسرائيلية فإن حماس ستستكمل استعداداتها العسكرية المطلوبة للوقوف أمام الجيش الإسرائيلي حتى الشهر المقبل.

وكان يدلين قد قال خلال اجتماع لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أمس أن حماس أجرت تجربة على صاروخ طويل المدى وقادر على الوصول إلى تل أبيب. وأضاف يدلين أن حماس أعادت جمع كمية من الصواريخ التي كانت فقدتها خلال الحرب على غزة وأن مخزون الصواريخ الحالي أكبر مما كان عليه قبيل نشوب الحرب في نهاية العام الماضي وأن بحوزة إيران أكثر من 1000 صاروخ قسام يصل مداها حتى 20 كيلومترا وحوالي 200 صاروخ غراد يصل مداها حتى 40 كيلومترا.

من جانبه أشار المحلل العسكري في صحيفة معاريف، عوفر شيلح، إلى أن حماس أجرت تجربة على قذيفة صاروخية يصل مداها إلى 60 كيلومترا وليس صاروخا لأن القذيفة لا يتم توجيهها عن بعد مثل الصاروخ. وأضاف ان أهمية هذه القذيفة الصاروخية لا يتعلق بمداها الطويل فقط وإنما بقدرتها على حمل رأس متفجر بزنة عشرات الكيلوغرامات وهي شبيهة بصواريخ "فجر 5" التي بحوزة حزب الله وقادرة على حمل 90 كيلوغراما من المتفجرات، ولذلك فإن الأضرار التي تحدثها أكبر بكثير من الأضرار التي تحدثها صواريخ قسام.


ورأى شيلح أن الأمر الأهم الذي يدل عليه الكشف عن القذيفة الصاروخية الجديدة في هذه المرحلة هو أن قدرة حماس على تهريب الأسلحة تعززت على الرغم من أن إسرائيل تراقب قطاع غزة من البر والبحر والجو ورغم مراقبة مصر الحدود مع القطاع بشكل أشد مما كان في الماضي لكن حماس تمكنت من تهريب سلاح زنته طن. وخلص شيلح إلى أنه "كما هو الحال في لبنان، يتضح مرة أخرى أنه لا توجد طريقة لوقف توريد الأسلحة بكمية ونوعية أعلى مما كان في الماضي، ولمن نسي فإن الأسلحة دخلت قطاع غزة تحت أرجلنا أيضا عندما كانت إسرائيل تسيطر على محور فيلادلفي".