إسرائيل تتوقع ضغوطا أميركية لاستئناف المفاوضات

تتوقع الحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، أن تمارس الإدارة الأميركية ضغوطا عليها لاستئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، بعد كبح تقرير لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة حول الحرب على غزة، برئاسة القاضي ريتشارد غولدستون، على أثر إرجاء البحث فيه بموافقة السلطة الفلسطينية، فيما يتوقع وصول المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، إلى المنطقة، يوم الأربعاء المقبل.

ونقلت صحيفة هآرتس، اليوم الأحد – 4.10.2009، عن مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى قولها إن "المساعدة الأميركية في كبح تقرير غولدستون سيجلب ضغطا كبيرا على إسرائيل من جانب إدارة (الرئيس الأميركي باراك) أوباما من أجل التقدم في عملية السلام".

وذكرت هآرتس أن ميتشل سيصل، يوم الأربعاء المقبل، إلى إسرائيل من أجل مواصلة المحادثات حول استئناف المفاوضات السياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وأضافت الصحيفة أن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن الإعلان عن استئناف المفاوضات بات قريبا جدا ومن الجائز أن يتم بعد زيارة ميتشل.

ويذكر أن قرار الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بالموافقة على إرجاء البحث في تقرير غولدستون في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في نهاية الأسبوع الماضي، أثار موجة غضب واسعة في صفوف الفلسطينيين. ويتهم تقرير غولدستون إسرائيل بارتكاب جرائم حرب خلال الحرب على غزة، الأمر الذي أثار مخاوف إسرائيلية بتوجه دولي ضدها إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وبرفع دعاوي ضد مسؤوليها إلى محاكم محلية في دول أوروبية، مثلما حدث، الأسبوع الماضي، عندما قدمت منظمات حقوق إنسان دعوى إلى محكمة بريطانية مطالبة بإصدار أمر اعتقال بحق وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، الذي كان في زيارة لبريطانيا.

وأجرى ميتشل محادثات مع وفدين إسرائيلي وفلسطيني في واشنطن، يومي الأربعاء والخميس الماضيين. وقد ضم الوفد الإسرائيلي مستشار رئيس الوزراء، يتسحاق مولخو، ومدير مكتب وزير الدفاع، مايك هرتسوغ، فيما ضم الوفد الفلسطيني رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، وعدد من مستشاريه.

وقالت هآرتس إن هذه المحادثات تركزت على مطالب الجانب الفلسطيني بتحديد مدة المفاوضات بسنتين والإقرار بأنها ستجري استنادا إلى انسحاب إسرائيل إلى حدود العام 1967. وقال مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى بعد إطلاعه على نتائج المحادثات في واشنطن إنه تم تحقيق تقدم وتقلصت الفجوة فيما يتعلق بشروط استئناف المفاوضات وإطارها والجدول الزمني لإنهائها. وأضاف أن "الخلافات الأخيرة (المتبقية) قابلة للجسر وأصبحنا قريبين جدا من الإعلان عن استئناف المفاوضات". ويستدل من تقرير هآرتس أن السلطة الفلسطينية تنازلت عن مطلبها المتعلق بتجميد أعمال البناء في المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية كشرط لاستئناف المفاوضات.

وكان نتنياهو قد أعلن خلال الفترة الماضية عن أنه يدرس إمكانية تقليص نشر مناقصات لتنفيذ أعمال بناء في المستوطنات في الضفة الغربية ورفض بشكل مطلق وقف أعمال بناء في الأحياء الاستيطانية في القدس الشرقية معتبرا أن "القدس ليست مستوطنة". كذلك هدد نتنياهو خلال اجتماع حكومته، يوم الخميس الماضي، بأن تبني مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لتقرير غولدستون سيمنع استئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

وذكرت صحيفة يديعوت احرونوت اليوم أن نتنياهو هاتف، أمس الأول الجمعة، وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، وشكرها على الجهد الذي بذلته من أجل منع البحث في تقرير غولدستون. وكانت كلينتون هي التي أبلغت نتنياهو، مساء الخميس الماضي، بأن تقرير غولدستون لن يتم بحثه في الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال نصف العام المقبل.