عامي أيالون: لا توجد لدى الجيش الإسرائيلي ثقافة التحقيق في معضلات أخلاقية

قال رئيس الشاباك الأسبق وقائد سلاح البحرية الإسرائيلي الأسبق، عامي أيالون، معقبا على شهادات الجنود الإسرائيليين حول ممارساتهم خلال الحرب على غزة وأعمال "القتل بدم بارد" بحق المدنيين الفلسطينيين، إنه لا توجد لدى الجيش الإسرائيلي ثقافة التحقيق في معضلات أخلاقية. ونقلت صحيفة هآرتس، اليوم الجمعة – 20.3.2009، عن أيالون قوله إنه "لا توجد لدى الجيش الإسرائيلي أدوات أو ثقافة لتنفيذ تحقيق في معضلات أخلاقية".

وكان المدعي العام العسكري الإسرائيلي، العميد أفيحاي مندلبليت، قد أمر الشرطة العسكرية، أمس، بإجراء تحقيق في ممارسات جنود إسرائيليين خلال الحرب على غزة، بعد نشر شهادات حول أعمال قتل بحق مدنيين فلسطينيين وتدمير متعمد للممتلكات وإطلاق النار بدون قيود وتعليمات واضحة. ووصف ضباط خلال مؤتمر عقد في مدرسة عسكرية في كلية "أورانيم" بشمال إسرائيل في 13 شباط الماضي أعمال قتل امرأتين إحداهما مسنة وصبيين دون سبب وقال أحد الضباط إنه تم تنفيذ "أعمال قتل بدم بارد" خلال العملية العسكرية "الرصاص المصبوب" في قطاع غزة.

وقال أيالون إنه ليس الجيش الإسرائيلي وحده الذي لا يملك "ثقافة تحقيق" في مثل هذه القضايا، وإنما "عمليا لا يوجد لدى أي جيش في العالم أمرا كهذا ولا ينبغي أن نفاجأ من خروج قصص كهذه. إذ أن كل من يعيش في هذه الدولة خلال السنوات العشرين الأخيرة، وإذا لم يغمض عينية ويسد أذنيه، لا يمكنه أن يكون متفاجئا. والجيش الإسرائيلي لم يعرف أبدا إجراء تحقيق في أمور كهذه وقد أصبحت هذه المشكلة أصعب في السنوات الأخيرة لأن مثل هذه الأحدث باتت تتكرر أكثر من قبل". وأضاف أن "الشكل الذي حارب فيه الجيش الإسرائيلي خلال الرصاص المصبوب مسّ بأخلاقيات البطولة الذي كان مبنيا في الماضي على الأخلاق والتضحية واليوم، بعد العملية العسكرية في غزة، باتت الأخلاقيات مبنية على القوة وحسب".

وأثار كشف صحيفة هآرتس عن شهادات الجنود عاصفة في إسرائيل استدعت ردود فعل متناقضة بين المطالبة بالتحقيق ومعارضة التحقيق لكن الإسرائيليين اكتفوا بوصفها أنها ممارسات "غير أخلاقية" وليس جرائم حرب.

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم عن ضباط وجنود إسرائيليين انتقادهم لقرار مندلبليت بإجراء تحقيق في شهادات الجنود حول ممارسات "غير أخلاقية" خلال حرب غزة. ونقلت الإذاعة عن الضابط ميخائيل من لواء "غفعاتي" وشارك في العملية العسكرية في حي الزيتون في غزة قوله، إن "من يقول إننا لم نكن أخلاقيين، فإنه لم يتواجد في غزة خلال الحرب. لقد عملنا وفق مبادئ طهارة السلاح وحافظنا على حقوق المواطنين الأبرياء. ولم ننهب ولم نتصرف بعنف وتمت معاملة المدنيين الأبرياء بشكل معقول، إذ تم إخلاؤهم إلى بيوت وتلقوا المساعدة منا".

من جهة أخرى نقلت الإذاعة عن جندي من لواء المظليين يدعى تسفي ترحيبه بإجراء التحقيق وقال "عموما، وبكل ما يتعلق بحياة السكان كان سلوك القوات جيدا. لكني كنت شاهدا على أعمال نهب وانتقام وممارسات وحشية. والناس تتذكر ما تريد أن تتذكره إذ أنه لا توجد حقائق في ميدان القتال وإنما ذكريات وحسب".

وتطرق وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، خلال مقابلة أجرتها معه الإذاعة الإسرائيلية العامة، أمس، إلى شهادات الجنود واعتبر أن "لدولة إسرائيل يوجد أكثر جيش أخلاقي في العالم، من رئيس الأركان وحتى آخر الجنود، لكن رغم ذلك فإن هذا لا يعني عدم وجود أمور شاذة".

Terms used:

هآرتس, باراك