إسرائيليون يشكلون تنظيما لملاحقة وقتل أسرى فلسطينيين قد يحررون في صفقة التبادل

تسعى مجموعة من الإسرائيليين الذين قُتل أقرباء لهم في هجمات فلسطينية ضد أهداف إسرائيلية إلى تشكيل تنظيم غايته ملاحقة وقتل أسرى فلسطينيين قد يتم إطلاق سراحهم في إطار صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس التي تجري مفاوضات بشأنها حاليا في مصر. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الاثنين – 16.3.2009، أنه على الرغم من عدم التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس حتى الآن، إلا مجموعة من عائلات الإسرائيليين الذين قتلوا في هجمات فلسطينية بادروا إلى تشكيل تنظيم هدفه "تعقب المخربين الذين سيتم إطلاق سراحهم وقتلهم انتقاما على العمليات الدموية التي نفذوها" وأطلقوا على التنظيم اسم "العين بالعين".

وأضافت الصحيفة أن التنظيم الإسرائيلي الجديد بدأ بجمع أموال وعقد اجتماعات سرية وأن المبادرين هما المحامي مائير سخيفوسخوردر وشقيقه شفوئيل، اللذين قُتل والدهما وثلاثة من أشقائهم في العملية الانتحارية التي وقعت في مطعم "سبارو" في القدس في آب العام 2001. وبدأ الأخوان سخيفوسخوردر مؤخرا بتشكيل مجموعة من العائلات التي قُتل أفراد فيها بهجمات فلسطينية، وأجريا اتصالات مع متبرعين يهود في إسرائيل وخارجها، بهدف إقامة تنظيم "مهني" لإعداد "ملف استخباراتي" عن كل أسير فلسطيني محرر أدين بتنفيذ أو التخطيط لهجوم أسفر عن مقتل إسرائيليين وسيتم إطلاق سراحه في إطار صفقة تبادل أسرى مستقبلية.

وقال أعضاء في تنظيم "العين بالعين" أنهم حصلوا على استشارة من أشخاص عملوا في الماضي مع "معهد فيزنطال"، الذي لاحق وقبض على نازيين في أنحاء العالم. كما أن أعضاء التنظيم يتشاورون مع خبراء قانونيين حول إمكانية تقديم دعاوى قضائية ضد قسم من الأسرى المحررين والمطالبة بتعويضات مالية.

وقال المحامي سخيفوسخوردر إنه "لدينا صورة لوضع معظم القتلة. وهذا يشمل معلومات حول عائلاتهم"، وأنه علم أن "لدى عائلة أحد المخربين الضالعين في عملية مطعم سبارو، مثلا، مطعم بيتسا في مدينة جنين وبحوزتنا عنوان سكنهم". وأضاف أن "هناك مخربة، التي كانت المعدة للعملية، وبالنسبة لي هي ستكون الأولى. إذ أنها لم تتوقف عن الابتسام خلال محاكمتها. ونحن سنمحو ابتسامتها، وأنا جاهز نفسيا وجسديا وعقليا لنقلها من هذا العالم"، أي أنه يهدد بقتلها.

ومضى "المحامي" قائلا "إننا سننفذ بأولئك الذين سيمكثون في مناطق السلطة الفلسطينية الحكم المتبع هناك وهو: الدم بالدم". وقال إنه "ليس لدينا أية ادعاءات ضد حكومة إسرائيل لكن منذ اللحظة التي تقرر فيها أنها أنهت معاقبتهم، نحن سنفعل ذلك كحل أخير. والأجدى لهؤلاء القتلة أن يبقوا في السجن الإسرائيلي مع كل الملذات والامتيازات، فخارج السجن لن يتمكنوا من النوم بهدوء. وسوف نطاردهم ونصل إليهم وسنتعامل معهم وفقا للقانون الدولي أو القانون الفلسطيني وبحسب المكان الذي سيتواجدون فيه ونحن لن نخرقه. وهذا يعني أن السجن هو الخيار الأفضل بالنسبة لي".

وقال عضو آخر في التنظيم قُتل شقيقه بهجوم في وسط إسرائيل إن "لدينا إحصائيات تدل على أن عشرين بالمائة على الأقل من الأسرى المحررين يعودون إلى نشاط إرهابي. ونحن في المرحلة النهائية لبناء خطة عمل لتنفيذها، ليس في مناطق السلطة الفلسطينية فقط، وإنما في جميع أنحاء العالم".

من جهة أخرى وفيما يتعلق بالمفاوضات بين إسرائيل وحماس بوساطة مصر في القاهرة حول تبادل أسرى، فقد مدد رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، مساء أمس بقاء مبعوثيه لهذه المفاوضات، وهما رئيس "الشاباك"، يوفا ديسكين، ومبعوثه الخاص لشؤون الجنود الأسرى والمفقودين، عوفر ديكل، لمدة 24 ساعة وأرجأ عقد اجتماع خاص للحكومة الإسرائيلية لبحث التبادل من اليوم إلى غد الثلاثاء.