نتنياهو وليفني عقدا عدة لقاءات في محاول لتأليف حكومة وحدة إسرائيلية

ذكرت تقارير صحفية، اليوم الأحد – 15.3.2009، أن رئيس حزب الليكود والمكلف بتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، بنيامين نتنياهو، ورئيسة حزب كديما، تسيبي ليفني، عقدا خلال الأسبوع الماضي عدة لقاءات سرية، كان أبرزها لقاء ليلة الأربعاء –الخميس الماضية بهدف محاولة تأليف حكومة وحدة. وكشفت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم، عن نتنياهو وزوجته، سارة، زارا بيت عائلة ليفني في ساعة متأخرة من مساء يوم الأربعاء الماضي، وأن الاجتماع بين نتنياهو وليفني استمر من الساعة الحادية عشر ليلا وحتى الساعة الرابعة صباحا.

وتم استئناف المفاوضات بين الليكود وكديما قبل عشرة ايام، وكانت هذه الاتصالات في البداية بين رئيس طاقم المفاوضات الائتلافية في الليكود، عضو الكنيست غدعون ساعر، والقيادي في كديما، عضو الكنيست تساحي هنغبي. وقالت يديعوت أحرونوت أنه بعد ذلك تحدث نتنياهو وليفني عدة مرات عبر الهاتف وثم التقيا بوساطة رجل الأعمال أرنون ميلتشين.

وأوضح عضو الكنيست يوئيل حسون، من كديما، في حديث للإذاعة الإسرائيلية العامة، اليوم، أن الشرط المركزي لكديما من أجل الانضمام إلى حكومة نتنياهو هو تقاسم الحكم بصورة متساوية بما في ذلك في مسالة التناوب على رئاسة الحكومة بين نتنياهو وليفني. ويذكر أن ليفني كانت قد اشترطت بعد الانتخابات العامة الانضمام إلى حكومة برئاسة نتنياهو بموافقته على استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين وفقا لمبدأ "دولتين للشعبين" وهو ما رفضه نتنياهو.

وذكرت الصحف الإسرائيلية، اليوم، أن نتنياهو يميل إلى الموافقة على التناوب لكن بشرط أن يتولى رئاسة الحكومة لمدة ثلاث سنوات فيما تتولى ليفني رئاسة الحكومة في الفترة المتبقية وهي سنة ونصف السنة تقريبا. وتشير التقديرات إلى أن استئناف الاتصالات بين الليكود وكديما تخدم الجانبين، وأنه سيكون بإمكان نتنياهو من خلالها ممارسة ضغوط على أحزاب اليمين وإظهار أن لديه بديلا عنهم، فيما تشعر ليفني بأنها في مركز عملية تشكيل الحكومة وقد تصبح شريكة متساوية في حكومة وحدة.

من جهة أخرى نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مقربين من المفاوضات بين الليكود وكديما قولهم إن احتمالات تشكيل حكومة وحدة ضئيلة، وأن شرط ليفني فيما يتعلق بالتناوب هو العقبة الرئيسية أمام تشكيل حكومة كهذه. كذلك يطالب قياديون في حزب كديما ببدء المفاوضات الائتلافية من نقطة الصفر وتراجع نتنياهو عن الاتفاقيات التي توصل إليها مع أحزاب اليمين، وخصوصا حزب "إسرائيل بيتنا" بقيادة أفيغدور ليبرمان، الذي يتوقع تولي حقيبة الخارجية في حال تشكيل حكومة يمينية ضيقة.

من جانبه قال الوزير يتسحاق هرتسوغ من حزب العمل، إنه في حال تأليف حكومة وحدة فإن العمل سيدرس إمكانية الانضمام إليها. وقال هرتسوغ لإذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم، إن "حكومة كهذه ليست بالأمر الذي بالإمكان إغلاق الباب في وجهها". لكنه أضاف أنه "أمام هذا الخيار ثمة إمكانية لأن يصبح العمل أكبر حزب في المعارضة (في حال انضمام "إسرائيل بيتنا" إلى حكومة وحدة مع الليكود وكديما) وهو أمر جذاب وربما الأمر الأصح الذي ينبغي على العمل فعله".

وفي موازاة هذه التطورات لتأليف حكومة وحدة يعتزم الليكود إنهاء المفاوضات والتوصل إلى اتفاقيات ائتلافية مع أحزاب اليمين وهي "إسرائيل بيتنا" ويهدوت هتوراة و"البيت اليهودي" بهدف إنهاء تشكيل الحكومة خلال الأسبوع الحالي كذلك يتوقع توقيع اتفاق ائتلافي مع "إسرائيل بيتنا" اليوم. من جانبه يشترط حزب "الوحدة الوطنية" اليميني المتطرف الانضمام للحكومة بمنح حقيبة التربية والتعليم لحزب "البيت اليهودي" المتطرف. وأعلن رئيس "الوحدة الوطنية" هضو الكنيست يعقوب كاتس إنه "بعون الله سيرأس ممثلو الجمهور الديني – القومي في مركز العمل التربوي في إسرائيل" وهو ما يرفضه الليكود بشدة بعدما أعلن نتنياهو أن حقيبة التربية والتعليم ستبقى بأيدي الليكود.