شولاميت ألوني: باراك هو أخطر شخص في إسرائيل

رأت الوزيرة الإسرائيلية اليسارية السابقة، شولاميت ألوني، أن وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس حزب العمل، ايهود باراك، هو أخطر شخص في إسرائيل، وأنه لن يهدأ له بال إلا عندما يصبح دكتاتورا، مثل نابليون. وقالت ألوني، أيضا، إن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، هو شخص دائم التوتر. فيما اعتبرت أن رئيسة المعارضة وحزب كديما، تسيبي ليفني، هي أفضل الموجودين بين السياسيين. ورأت أم المجتمع الإسرائيلي ليس متحضرا.

وقالت ألوني، في مقابلة أجرتها معها صحيفة "غلوبس" الاقتصادية المسائية، اليوم الخميس – 3.12.2009، إن "باراك هو أخطر شخص هنا، بسبب طموحاته وثقته بنفسه [بشكل مبالغ فيه]. ثانيا، لأنه يجري وراء السلطة والنفوذ. ولن يهدأ له بال حتى يكون نابليون. وحتى يصبح دكتاتورا. إنه يعتز بكونه قائد عسكري أعلى وبأنه قتل عربا. وقد أراد أن يقتل صدام حسين أيضا. والتدريب العسكري في [قاعدة سلاح البرية] تسيئيليم [في جنوب إسرائيل والذي قتل خلاله عدد من الجنود الإسرائيليين] كان من أجل التدرب على تنفيذ الاغتيال، وقد كان [باراك] واثقا من أنهم سيسمحون له بتنفيذ ذلك، لكن [رئيس الحكومة في حينه إسحاق] رابين ما كان سيفعل ذلك. وإضافة إلى كل هذا فإنه [أي باراك] جشع. لقد تربى في كيبوتس ويريد أن يكون بين نخبة أثرياء العالم وحكام العالم، لكن المال لا يكفي ويجب أن ترافقه القوة السياسية. فقد أبقى حزبه مدينا بمبالغ طائلة [عندما خسر رئاسة الحكومة في انتخابات العام 2001] وذهب ليجمع الملايين من أجل شخصه ولم يسهم في بناء حزب العمل".

وأضافت ألوني "لماذا كل واحد من الجنرالات أصبح ثريا اليوم؟ لأنه يُسمح له بالمتاجرة بالسلاح. وقد أصبح باراك ثريا لأن وزارة الدفاع رتبت الأمور له لكي يكون مستشارا لجميع الشركات التي نعمل معها في الولايات المتحدة". وأشارت ألوني، التي تعتبر رائدة حقوق الإنسان في إسرائيل، إلى أنه "في فترة حكم الزمرة العسكرية في الأرجنتين، وصل الصحفي جاكوب تيمرمان إلى البلاد من أجل أن يروي ما يحدث هناك، ونحن بعنا السلاح لتلك الزمرة بحجم لا يصدق. ورابين أيضا ذهب لإلقاء محاضرات أمام ضباط بينوشيه في تشيلي. إنهم [أي الجنرالات الإسرائيليين] ينتهون بمناصبهم العسكرية على رتبة لواء، مع أعلى الرواتب في البلاد، ويمضون للمتاجرة بالأسلحة. ففي زائير ساعدنا موبوتو ليبيد شعبه".

وشددت ألوني على "أننا مجتمع غير متحضر. والعنف والفظاظة هنا مروعان. وهل الاعتزاز بممارسة العنف غير موجود في الجيش؟ كم عدد الأشخاص الذين خرجوا من الجيش منذ الانتفاضة الأولى وهم مجانين تماما؟ إن كل هذا سببه الاحتلال المتجذر هنا في كل مكان جميل. إن الاحتلال مفسدة لأنه يسمح بسرقة أرضهم، ويسمح بالتنكيل بهم وبنهبهم. والولد ابن ال14 عاما يخرج حاملا سكينا يعرف أن هذا مسموح، فهو يعرف جيدا ما الذي يحدث، وهو أيضا يريد الدفاع عن نفسه. إنهم يشاهدون الجيش الأقوى والأكثر أخلاقية وممارساته. وإذا كانوا في الماضي يشتمون، أصبحوا الآن يضربون. وإذا كانوا في الماضي يضربون، أصبحوا الآن يطعنون. إننا أناس يصرخون طوال الوقت، وهذا جزء من العنف. ولم يعلمونا التحدث بهدوء، أن ننصت. أصبحنا عنيفين بالصراخ والكلام وبالأفعال أيضا".

وفي ردها على سؤال حول نتنياهو قالت ألوني إن "بيبي متوتر بصورة غير طبيعية. بالأمس قال إنه يؤيد تشكيل لجنة تحقيق في عملية الرصاص المصبوب، وباراك قال إنه يعارض، فأعلن بيبي في الغداة أنه يعارض. والأمر نفسه حدث مع [رئيس حزب شاس ووزير الداخلي] ايلي يشاي. وقد اتصلت به هاتفيا وقلت له ’تذكر أنك رئيس الحكومة وليس ايلي يشاي فيما يتعلق بطرد العمال الأجانب’. وقد توتر بيبي أكثر من السيدة. انظر حجم الضغوط التي مارسوها عليها، على ليفني، وكيف هي تتحدث كمعارضة. هذا أمر نادر. إن مجتمعنا معتاد على الدسائس، ولذلك فإن الوضع صعب بالنسبة لها".

ورأت ألوني أن ليفني هي أفضل القادة السياسيين الإسرائيليين "وهناك أمور تستحق المديح عليها. وإذا تراجعت قوتها فإن ذلك بسبب شركائها. فلو أن [القيادي في حزب كديما شاؤل] موفاز سار إلى جانبها بدلا من محاربتها ومهاجمتها لأصبحت مكانتها أفضل. ومجرد كونها امرأة هو جزء من معارضة أشخاص مثل موفاز لها. ولو تعاملوا معها بنزاهة فإنها أفضل من أولئك الموجودين هناك" في إشارة إلى القيادة السياسية.