بيريس لن يضغط على ليفني ونتنياهو لتشكيل حكومة وحدة

رفض الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريس، إمكانية أن يمارس ضغوطا على رئيسة حزب كديما، تسيبي ليفني، ورئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، من أجل أن يتعاونا على تشكيل حكومة وحدة إسرائيلية. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن بيريس قوله، خلال لقاء مع طلاب مدرسة ثانوية في مدينة بئر السبع، اليوم الاثنين – 16.2.2009، "إني أعتزم الاستجابة لرغبات الشعب والشعب لم يقل أنه ينبغي فرض شيئا ما، وإنما قال لي أن أتعامل مع نتائج الانتخابات العامة باستقامة ووفقا للقانون. وسيكون بإمكاني اتخاذ قرار فقط بعد الاستماع للأحزاب".

وسيبدأ بيريس فور إعلان النتائج النهائية الرسمية للانتخابات العامة، بعد غد الأربعاء، بإجراء مشاورات يستمع خلالها إلى توصيات رؤساء الأحزاب الإسرائيلية فيما يتعلق بالمرشح الذي سيكلفه بتشكيل الحكومة المقبلة. وقال بيربس إنه "سأتلقى في الساعة السادسة من مساء الأربعاء النتائج الرسمية، وحتى ذلك الحين فإني أتردد في التحدث حول الموضوع حتى مع نفسي، لأني أخشى من تسرب الأمر إلى الصحافة".

وتطرق بيريس إلى تغيير طريقة الانتخابات ورأى أن "طريقة الانتخابات (الحالية) تمس بالأحزاب الكبيرة وتشجع الأحزاب الصغيرة، ونتيجة لذلك يوجد كثرة من الأحزاب الأمر الذي يؤدي إلى وجود مساومات تخفض من القيمة السياسية بنظر الجمهور". وأعلن "أنا أؤيد تغيير طريقة الانتخابات وأعتقد أن الجميع يريد تغيير الطريقة. فطريقة الانتخابات في إسرائيل تعاقب كل حزب كبير". وأشار إلى طريقة الانتخابات في ألمانيا حيث نسبة الحسم فيها مرتفعة أكثر مما هي في إسرائيل وقال إن طريقة الانتخاب الأميركية "جيدة".

وقال بيريس إن "إحدى الإمكانيات هي الانتقال من طريقة الانتخابات القطرية إلى الإقليمية ورفع نسبة الحسم من 2% إلى 5%. وإذا نفذنا ذلك فإن وضعنا سيكون جيدا". واعتبر بيريس أنه "بالإمكان أن يتم تمثيل جميع الآراء تحت سقف حزب كبير ولذلك أنا أؤيد تغيير طريقة الانتخابات".

ويذكر أن حزب كديما حصل على 28 مقعدا في الكنيست في الانتخابات التي جرت يوم الثلاثاء الماضي، فيما حصل حزب الليكود على 27 مقعدا. لكن كتلة أحزاب اليمين برئاسة الليكود حصلت على عدد مقاعد أكبر من كتلة أحزاب الوسط اليسار برئاسة كديما.

من جهة أخرى ،قال قياديون في حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف بقيادة أفيغدور ليبرمان إنه في حال تم تشكيل حكومة إسرائيلية يمينية ضيقة فإن ليبرمان سيطالب بتولي حقيبة الدفاع أو حقيبة الخارجية. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم، عن قياديين في "إسرائيل بيتنا" قولهم، إن ليبرمان سيطالب بتولي واحدة من بين الحقائب الوزارية الكبيرة، الدفاع والخارجية والمالية، لكنه شخصيا يفضل الدفاع أو الخارجية على المالية.

وأضافت المصادر ذاتها أن نتنياهو عرض على ليبرمان بصورة رسمية تولي حقيبة المالية. ويذكر أن مقربين من نتنياهو كانوا قد أكدوا مؤخرا أنه في حال تشكيل حكومة وحدة فإنه سيتم منح حقيبتي الدفاع والخارجية إلى حزب كديما.

وكان قيادي في حزب "إسرائيل بيتنا" قد قال قبل الانتخابات إنه "إذا كان ليبرمان يتطلع إلى تولي رئاسة الحكومة بعد عدة سنوات، فإن عليه أن يمر عبر وزارة الدفاع والحصول على خبرة أمنية". ونقلت يديعوت أحرونوت عن مقربين من ليبرمان قولهم إنه "يتمتع بشرعية كاملة لتولي حقيبة الدفاع. فإسرائيل بيتنا حصلت على عدد نواب أكبر من حزب العمل (برئاسة وزير الدفاع ايهود باراك) فلماذا إذاً لا نحصل على حقيبة الدفاع؟" في إشارة إلى تلميحات نتنياهو عشية الانتخابات إلى أنه يفضل أن يتولى باراك هذه الحقيبة.

واستبعد مسؤولون في الليكود احتمال تعيين ليبرمان في وزارة الدفاع. ونقلت يديعوت أحرونوت عن أحدهم تساؤله مستغربا "تعيين ليبرمان في وزارة الدفاع أو الخارجية؟ فرغم رغبتنا بالذهاب معه إلى تحالف فإن هذا لا يبدو معقولا". وأضاف المسؤول في الليكود أن "ليبرمان هو شخصية غير مرغوب فيها في مصر، ولن يفرشوا له البساط الأحمر في العالم، ونتنياهو لن يرسله طبعا لعقد اجتماع مع (وزيرة الخارجية الأميركية) هيلاري كلينتون أو مع الرئيس (الأميركي باراك) أوباما". وشدد المسؤول ذاته "إني لا أعتقد أن أحدا ما سيمنحه حقيبة الدفاع بعد أن اقترح قصف سد أسوان". ويذكر أن ليبرمان دعا خلال الحرب على غزة بقصف قطاع غزة بسلاح نووي عندما قال إنه "ينبغي العمل بالضبط كما فعلت الولايات المتحدة مع اليابان في الحرب العالمية الثانية".

من جانبها واصلت ليفني خلال اجتماع لكتلة الحزب البرلمانية، أمس، التشديد على أولويتها بتشكيل الحكومة المقبلة، كون حزبها حصل على مقاعد في الكنيست أكثر من حزب الليكود. وقالت ليفني خلال اجتماع كتلة كديما إنه "لا ينبغي أن يكون المرء عبقريا في الرياضيات لكي يدرك أن 28 نائبا أكثر من 27 نائبا، ما هو الأمر غير الواضح هنا؟"، وكانت تشير بذلك إلى حصول كديما على 28 مقعدا في الكنيست فيما حصل الليكود على 27 مقعدا.

كذلك شددت ليفني في ختام اقوالها على "أننا لا نخاف من الجلوس في صفوف المعارضة، لكني لن أكون ورقة تين" لحكومة يمين برئاسة نتنياهو. وأضافت "لقد قلنا للجمهور أنه إما تسيبي أو بيبي (أي نتنياهو) ولم يكن هناك بطاقة (في مراكز الاقتراع) اسمها 'كتلة'، وفي أي مستوى أخلاقي فإننا نحن الذين حزنا على ثقة الجمهور". وتابعت أن "الجمهور فرح برؤية هذا الفوز وما زال ينبغي ترجمته إلى عمل في حكومة برئاستنا، وإذا لم يحصل ذلك فسنواصل النضال في المعارضة أيضا".

وهاجمت ليفني نتنياهو قائلة إن "ثمة من يواصل التعهد لجهات متطرفة من أجل فرض نظرية لا تعكس رغبة الناخب، وهناك من يورط نفسه كل يوم بحكومة شلل والتي لن نكون فيها. وهذا سيء للدولة ولن أدعم ذلك. والقضية ليست عدد الوزراء الذين يقترحونه علينا".