مخطط إسرائيلي لبناء 73 ألف وحدة سكنية استيطانية جديدة في الضفة والقدس

كشفت حركة "سلام الآن" الإسرائيلية المناهضة للاحتلال والاستيطان عن أن وزارة الإسكان الإسرائيلية تخطط لبناء 73,300 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات الواقعة في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وقالت "سلام الآن" في تقرير نشرته اليوم، الاثنين – 2.3.2009، إنها استقت المعطيات حول هذا المخطط الاستيطاني الكبير من الموقع الالكتروني للحكومة الإسرائيلية باسم "البوابة الجغرافية القومية"، الذي يشمل خرائط ومعلومات حول مخططات وزارة الإسكان.

وبحسب "سلام الآن" فإن وزارة الإسكان الإسرائيلية صادقت على بناء 15 ألف وحدة سكنية جديدة على الأقل وهناك 58 ألف وحدة سكنية أخرى تم التخطيط لبنائها لكن لم تتم المصادقة عليها بعد. ولفتت الحركة إلى أن هذه المعطيات تتطرق إلى مخططات وزارة الإسكان فقط "التي تشكل جزءا صغيرا من مجمل المخططات في المستوطنات، وهناك آلاف الوحدات السكنية الأخرى التي تخطط لبنائها السلطات المحلية (في المستوطنات) وجهات خاصة وهيئات عامة أخرى".

وأفادت "سلام الآن" بأن عدد الوحدات السكنية المخطط لبنائها يبلغ 73,302 وحدة سكنية بينها 5,722 وحدة سكنية في القدس الشرقية. وأضافت أن الوزارة صادقت على بناء 15,156 وحدة سكنية، يبدو أن بينها 8,950 وحدة قد تم إنجاز بنائها، وأن هناك 58,146 وحدة سكنية في مرحلة التخطيط لبنائها. وأشارت "سلام الآن" إلى أنه في حال تم تنفيذ هذه المخططات فإن عدد المستوطنين سيتضاعف على الأقل بإضافة 300 ألف مستوطن.

وتخطط وزارة الإسكان الإسرائيلية لبناء 17 ألف وحدة سكنية في مواقع جديدة خارج المستوطنات القائمة في الكتلة الاستيطانية "غوش عتصيون"، الواقعة بين القدس الشرقية ومدينة الخليل. ويشمل مخطط وزارة الإسكان ست بؤر استيطانية عشوائية، هي البؤر "ماغين دان" و"غفعات هداغان" و"غفعات هتمار" و"بني أدام" و"بات عين معراف" و"غِفعاة 26"، علما أن إسرائيل تعهدت بإزالة البؤر الاستيطانية.

وقالت "سلام الآن" إنه توجد مخططات بحجم كبير للغاية لمضاعفة عدد سكان المستوطنات، وبينها مستوطنات "بيتار عيليت" و"أريئيل" و"غفعات زئيف" و"معاليه أدوميم" و"إفرات" و"غيفاع بنيامين". وتخطط وزارة الإسكان الإسرائيلية لبناء 19 ألف وحدة سكنية جديدة في المستوطنات الواقعة شرق الجدار العازل، الذي تبنيه إسرائيل في الضفة الغربية، ومن هذه المستوطنات "كريات أربع" في الخليل و"كارني شومرون" و"أريئيل" و"غيفاع بنيامين" و"عمانوئيل" و"رفافاه".

وتخطط وزارة الإسكان لبناء ثلاثة آلاف وحدة سكنية في منطقة "إي-1" الواقعة بين القدس الشرقية ومستوطنة "معاليه أدوميم"، والتي امتنعت إسرائيل عن تنفيذ أعمال بناء فيها بسبب معارضة الولايات المتحدة حيث سيؤدي تنفيذ هذا المخطط إلى عزل جنوب الضفة الغربية عن وسطها. وتشكل المخططات المتعلقة بالمستوطنات 22% من مجموع مخططات وزارة الإسكان.

وقال سكرتير حركة "سلام الآن" ياريف أوفنهايمر لإذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم إنه "في حال تنفيذ هذا المخطط الاستيطاني فإنه سيمنع بصورة نهائية إمكانية قيام دولة فلسطينية". وأضاف أوفنهايمر أن "مجرد وجود مخططات كهذه يدل على نهاية رؤية الدولتين للشعبين وتحويل المنطقة الواقعة بين نهر الأردن والبحر المتوسط إلى دولة واحدة ستمنعنا من التوصل إلى حل حقيقي للقضية الفلسطينية". وشدد على أن "علينا أن ندرك أن المبادرين إلى هذه المخططات إنما يخططون لدولة واحدة كبيرة".

من جهة أخرى رحبت أحزاب اليمين المتطرف الإسرائيلي بهذه المخططات. وقال رئيس حزب "الوحدة الوطنية" وعضو الكنيست يعقوب كاتس، المرشح لتولي منصب وزير الإسكان في حكومة يمين ضيقة برئاسة زعيم الليكود بنيامين نتنياهو، لإذاعة الجيش الإسرائيلي إنه "يتم بذل جهود لتنفيذ جميع المخططات التي يتحدث عنها أوفنهايمر ومضاعفة (عدد المستوطنين) ثلاث مرات. وآمل أن يحدث ذلك خلال السنوات القريبة وأن تكون هنا دولة واحدة". وقال كاتس إن عدد المستوطنين في الضفة الغربية والقدس الشرقية يبلغ اليوم 650 ألفا.

وعقبت وزارة الإسكان على تقرير "سلام الآن" وقالت في بيان إن "حركة سلام الآن تثير للأسف ضجة على لا شيء، فهناك خرائط هيكلية في جميع أنحاء البلاد وداخل الخط الأخضر ووراءه".