تقرير: اتساع أعمال البناء في المستوطنات وإسرائيل واصلت مصادرة أراض في الضفة

قال تقرير صادر عن حركة سلام الآن الإسرائيلية المناهضة للاحتلال والاستيطان، اليوم الأربعاء – 28.1.2009، إن أعمال البناء في المستوطنات استمرت بالاتساع، وبشكل كبير للغاية، خلال العام 2008 وأن إسرائيل استمرت في مصادرة أراض فلسطينية رغم تعهداتها بالتوقف عن ذلك. من جهة أخرى كشفت صحيفة هآرتس عن تقرير سري أعدته وزارة الدفاع الإسرائيلية، ويظهر فيه أنه تم تنفيذ أعمال بناء غير مرخصة في الغالبية العظمى من المستوطنات. ويأتي الكشف عن أعمال التوسع الاستيطاني في اليوم الذي سيحضر فيه إلى إسرائيل المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، الذي أكد في الماضي على ضرورة تجميد الاستيطان وأن استمرار أعمال البناء في المستوطنات يشكل عقبة أساسية أمام العملية السياسية.

وتفيد معطيات سلام الآن بأن عدد المستوطنين في الضفة الغربية بلغ 285 ألفا. وهذا العدد لا يشمل سكان الأحياء الاستيطانية في القدس الشرقية والذين يقارب عددهم 190 ألفا. وأضاف تقرير سلام الآن أنه في العام 2008 تم بناء 1518 مبنى في مستوطنات الضفة الغربية، بينها 261 مبنى في البؤر الاستيطانية العشوائية. وأوضح التقرير أن 68% من مجمل هذه المباني الجديدة تم بناؤها في المستوطنات الواقعة غرب الجدار العازل فيما 32% منها بُنيت في المستوطنات الواقعة شرق الجدار. كما أن رُبع المباني في مستوطنات شرق الجدار أقيمت في البؤر الاستيطانية.

وجاء في التقرير أنه تم إنشاء 1257 مبنى في المستوطنات بينها 748 مبنى ثابت و509 مباني متنقلة (كرافانات). ويظهر من التقرير أن حجم البناء في المستوطنات قد تزايد بصورة كبيرة في العام 2008 مقارنة مع العام 2007 حيث تم حينها بناء حوالي 800 مبنى ما يعني زيادة بنسبة 60%.

ولفتت سلام الآن إلى أنه خلال العام 2008 لم يتم إخلاء أية بؤرة استيطانية مأهولة، رغم التعهدات الإسرائيلية المتكررة. وفي المقابل تم زيادة 261 مبنى في البؤر القائمة بينها 227 كرافان و34 مبنى ثابت. وهنا أيضا تزايدت أعمال البناء بصورة كبيرة مقارنة مع العام 2007 حيث تم بناء 98 مبنى بينها 82 كرافان و16 مبنى ثابت، كما تم خلال العام 2008 إعداد أراض لبناء 9 مبان جديدة.

وشددت سلام الآن على أن المستوطنين استغلوا الحرب على غزة وانصراف الأنظار إليها من أجل تعزيز وتوسيع أعمال البناء في المستوطنات والبؤر الاستيطانية. وقالت الحركة إنه يصعب رصد حجم البناء الذي تم تنفيذه خلال أسابيع الحرب الثلاثة، لكن الحركة أشارت إلى أنه تم شق عدد من الطرقات الجديدة وتوسيع السيطرة على أراض متاخمة للمستوطنات.

إضافة إلى ذلك يشير التقرير إلى أنه في العام 2008 تم نشر مناقصات لبناء 539 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات مقابل نشر مناقصات لبناء 65 وحدة سكنية في العام 2007 ما يعني أن حجم المناقصات ازداد في العام 2008 ثماني مرات. وصادقت السلطات الإسرائيلية في العام 2008 على بدء مشاريع لبناء 950 وحدة سكنية في مستوطنة "معاليه أدوميم" و800 وحدة سكنية في الحي الاستيطاني "غفعات زئيف" في القدس الشرقية و100 وحدة سكنية في مستوطنة "أريئيل" القريبة من مدينة نابلس في عمق الضفة الغربية، كما بدأ نشاط ملحوظ في عملية التنظيم والبناء في الأحياء الاستيطانية في القدس الشرقية.

وأكدت سلام الآن على أن وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، صادق خلال العام 2008 على عشرات مخططات البناء في المستوطنات وبعضها في المستوطنات الواقعة شرق الجدار العازل وبينها مخططات بناء في مستوطنات "سنساناه" الواقعة في جنوب جبل الخليل، وإقامة مستوطنة "ميشخيوت"، وتوسيع البؤرة الاستيطانية في قلب مدينة الخليل. كذلك شددت سلام الآن على أن جميع البؤر الاستيطانية العشوائية التي ادعى باراك أنه تم إخلاؤها لم يتم إخلائها بشكل كامل باستثناء البؤرة التي أقيمت في مبنى عائلة الرجبي في الخليل.

ورأى سكرتير حركة سلام الآن، ياريف أوفنهايمر، في تعقيبه على التقرير أن "حكومة (حزبا) كديما – العمل هي خيبة أمل كبيرة في كل ما يتعلق بتجميد البناء في المستوطنات. والمستوطنين ليسوا بحاجة إلى انتظار بيبي (أي رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو) إذ أن الحكومة الحالية سمحت بتنفيذ أعمال بناء ليس في الكتل الاستيطانية وحسب وإنما في المستوطنات المعزولة والبؤر الاستيطانية أيضا".

وعقب مجلس المستوطنات على تقرير سلام الآن بالقول إن "قسما من المعطيات ليست دقيقة، وعدد المستوطنين وصل اليوم وفقا لمعطيات رسمية إلى أكثر من 300 ألف إسرائيلي وليس مثلما جاء في التقرير" أي 285 ألفا.

من جهة أخرى كشفت صحيفة هآرتس، اليوم، عن معلومات تجمعت في وزارة الدفاع تشير إلى أنه جرت أعمال بناء غير مرخصة في ثلاث من بين كل أربع مستوطنات، وأن الوزارة الإسرائيلية أخفت هذه المعلومات بادعاء أنها اعتبرتها "مواد متفجرة سياسيا". وبحسب هآرتس فإن وزارة الدفاع أقامت مخزون معلومات قبل أربع سنوات بسبب الحاجة إلى معلومات موثوقة تمكنها من مواجهة دعاوى قضائية بسبب أعمال البناء في المستوطنات. وأضافت الصحيفة أن باراك رفض نشر هذه المعلومات في الماضي بادعاء التخوف من المس بأمن إسرائيل وبعلاقاتها الخارجية.

وبحسب المعطيات التي أوردتها هآرتس فإنه جرت أعمال بناء وحدات سكنية وكنس ومدارس ومقر شرطة وشق طرقات في أكثر من 30 مستوطنة، بينها مستوطنات كبيرة مثل "عوفراه" و"ألون موريه" و"بيت إيل" و"موديعين عيليت"، وكانت جميع هذه الأعمال على أراض فلسطينية بملكية خاصة. وجاءت أعمال البناء هذه في وثاق وزارة الدفاع الإسرائيلية تحت بند "أعمال بناء في ظل غياب مخططات مصادق عليها".