إسرائيل تتوقع خلافا مع إدارة أوباما حول الاستيطان والمساعدات لإعمار غزة

دعا الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، إلى عدم التخوف من زيارة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، إلى إسرائيل، فيما توقعت القيادة الإسرائيلية أن يتمحور الخلاف مع الإدارة الأميركية الجديدة حول توسيع المستوطنات وإزالة البؤر الاستيطانية العشوائية في الضفة الغربية وإدخال مساعدات عاجلة إلى قطاع غزة.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الاثنين – 26.1.2009، عن بيرس قوله "إنني أقرأ في الصحافة عن أنه ينبغي الاستعداد وارتداء درع واق، لكني لست واثقا من أنه ينبغي أن نكون متوترين. على ماذا ستضغط علينا الولايات المتحدة؟ أن نصنع السلام؟ أن نحارب الإرهاب؟ ألا نسمح لإيران أن تنفلت من عقالها؟ أن حماس كارثة؟ إنني أرى بميتشل مبعوثا لأمر جيد، ولسياسة نحن أيضا نؤيدها".

وسيصل ميتشل إلى إسرائيل يوم الأربعاء المقبل، وسط تخوفات إسرائيلية من أنه سيمارس ضغوطا على إسرائيل لدفع العملية السياسية مع الفلسطينيين وتوسيع واستقرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك على خلفية تصريح الرئيس الأميركي الجديد، باراك أوباما، يوم الخميس الماضي، بأن إدارته ستسعى بصورة "نشيطة وقوية" إلى دفع عملية السلام في الشرق الأوسط.

لكن تقارير صحفية إسرائيلية أفادت، اليوم، بأن "الثلاثية" الإسرائيلية، التي تضم رئيس الحكومة، ايهود أولمرت، ووزيري الدفاع، ايهود باراك، والخارجية، تسيبي ليفني، بحثت خلال اجتماع عقدته مؤخرا في زيارة ميتشل، وتوصلت إلى نتيجة مفادها أن الخلاف الرئيسي بين إسرائيل وإدارة أوباما يتوقع أن يتمحور حول المطلب الأميركي بوقف توسيع المستوطنات وإخلاء البؤر الاستيطانية العشوائية. كذلك توقعت الثلاثية أن تواصل الولايات المتحدة ضغوطها في ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية لقطاع غزة وخصوصا إدخال مواد ترفض إسرائيل دخولها حتى الآن وهي الاسمنت والحديد لإعادة إعمار القطاع.

ونقل موقع يديعوت أحرونوت عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله، إن أولمرت وباراك وليفني متفقون على أنه تم تضخيم التخوف من زيارة ميتشل لإسرائيل. ورأى المصدر أن زيارة ميتشل غايتها إجراء "محادثات أولية تجريها الإدارة الجديدة من أجل دراسة الوضع. ولا يدور الحديث عن محاولة لإملاء سياسة معينة على إسرائيل أو استعراض سياسة أميركية جديدة في ما يتعلق بالموضوع الإسرائيلي – الفلسطيني". وأضاف المصدر أنه "على خلفية تقرير ميتشل (حول أسباب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية) تم نسج خارطة الطريق للرئيس (الأميركي السابق جورج) بوش. ومثلما صرح الرئيس أوباما فإنه مؤمن بما تؤمن به إسرائيل، أي بحل الدولتين للشعبين".

وترى إسرائيل أن أحد أهداف زيارة ميتشل هي رغبة الإدارة الأميركية الجديدة في إظهار حضور لها وذلك قبل الانتخابات الإسرائيلية العامة التي ستجري في 10 شباط المقبل.

وبحسب يديعوت أحرونوت فإنه كان واضحا لأعضاء "الثلاثية" أن الإدارة الأميركية الجديدة ستدقق في إمكانية وقف توسيع المستوطنات. وكانت هذه المسألة محل خلاف في نهاية ولاية بوش بين وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، كوندوليزا رايس، وإسرائيل. ورجحت "الثلاثية" أن يتسع الخلاف بين الجانبين حول المطالبة الأميركية بوقف جميع أشكال البناء في المستوطنات، خلافا لرأي أولمرت الذي يدعي أنه بالإمكان تنفيذ أعمال بناء لسد احتياجات التزايد الطبيعي.