إسرائيل تأمل باستشراف توجهات أوباما خلال زيارة ميتشل

تولي إسرائيل أهمية كبيرة لزيارة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، وسيحاول المسؤولون الإسرائيليون استشراف توجهات الرئيس الأميركي الجديد، باراك أوباما، خلال لقاءاتهم مع ميتشل. من جهة ثانية اعتبرت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، الأحد – 25.1.2009، أن زيارة ميتشل للمنطقة، الأسبوع المقبل، ولإسرائيل خصوصا، يوم الأربعاء المقبل، غايتها أن تظهر إدارة أوباما جدية نواياها في التعامل مع قضايا المنطقة وعلى وجه خاص مع الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.

وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت فإن إسرائيل تتوجس من ميتشل لسببين. الأول لأنه يعرف نفسه بأنه "أميركي – عربي"، كون والدته من أصل لبناني. والسبب الثاني هو التقرير الذي أعده ميتشل في نهاية ولاية الرئيس الأسبق، بيل كلينتون، حول أسباب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، ودعا فيه إلى تعزيز الوضع الأمني في الأراضي الفلسطينية وتجميد الاستيطان. ونقلت صحيفة معاريف عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين قولهم إن ميتشل سيأتي "لدراسة الوضع"، لكن هناك قسم من المسؤولين الإسرائيليين الذين يتحسبون من قدوم ميتشل المبكر، أي بعد أسبوع واحد فقط من بدء ولاية الإدارة الأميركية الجديدة، ومن نواياه.

وقالت معاريف إنها حصلت على معلومات مفادها أن إدارة أوباما حصلت من إدارة الرئيس السابق جورج بوش، وبتشجيع من رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، على تفاصيل حول مضمون المحادثات بين أولمرت والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، كما أن اقتراح أولمرت، الذي قدمه لعباس ولم يرد الأخير عليه، موضوع الآن على طاولة الإدارة الجديدة. وأضافت معاريف أن أولمرت سعى خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن إلى تمرير معلومات بصورة منظمة إلى الإدارة الأميركية، وحتى أنه تأكد من أن تقوم وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، كوندوليزا رايس، بنقل اقتراحه لعباس إلى وزيرة الخارجية الأميركية الجديدة، هيلاري كلينتون، ومساعديها.


ويذكر أن اقتراح أولمرت قضى بالتوصل إلى "اتفاق رف"، ونص على انسحاب إسرائيل من 93% من مساحة الضفة الغربية مقابل تعويض الفلسطينيين بأراض في جنوب إسرائيل توازي مساحتها 5.5% من مساحة الضفة الغربية، والانسحاب من الأحياء العربية في القدس الواقعة خارج الجدار العازل وعودة عشرين ألف لاجئ فلسطيني إلى تخوم إسرائيل خلال عشر سنين. كذلك نص اقتراح أولمرت على أنه فيما يتم إرجاء تنفيذ "اتفاق الرف" فإنه يتم فورا تنفيذ عملية ضم الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية إلى إسرائيل.

وذكرت يديعوت أحرونوت أن ميتشل سيلتقي في إسرائيل مع أولمرت ورئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، ورئيسة حزب كديما ووزيرة الخارجية، تسيبي ليفني. ويشار إلى أن رئيس حزب العمل ووزير الدفاع، ايهود باراك، سيتوجه يوم الثلاثاء المقبل إلى واشنطن لعقد لقاء مع نظيره الأميركي روبرت غيتس، لبحث موضوع منع دخول أسلحة إلى قطاع غزة. وأضافت الصحيفة أن أولمرت سيستعرض أمام ميتشل "التقدم الكبير" الذي تم تحقيقه خلال المفاوضات مع عباس وسيقول إن الفجوات بين مواقف الجانبين ليست كبيرة.


ونقلت معاريف عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين رفيعي المستوى قولهم إن "الإدارة الأميركية الجديدة مصرة على التوصل، في ختام السنوات الأربع الأولى لولاية أوباما، إلى تقدم ملموس في العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين".

ويذكر أنه تم تعيين ميتشل في منصبه الجديد كمبعوث خاص إلى الشرق الأوسط بفضل نجاحه في إنهاء الصراع العنيف بين الكاثوليك والبروتستانت في إيرلاندا في العام 1998 وبعد مفاوضات دامت ثلاث سنوات. ونقل عن ميتشل قوله بعد ذلك إنه "من تجربتي هناك فإنه لا يوجد صراع ليس قابلا للحل".

وفيما يتعلق بزيارته إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية الأسبوع المقبل فإن ميتشل سيركز على جعل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة مستقر، لكن لم يخوّل بعقد لقاءات مع قياديين من حماس. ورأت مراسلة معاريف في واشنطن، طال شنايدر، أن "أوباما لم يعلن بعد عن سياسته لحل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، لكن إذا أردنا التعلم من تجربة ميتشل في شمال إيرلاندا فإنه سيعمل على إشراك كافة الجهات في المنطقة في الحوار".