تصريحات أوباما حول السلام النشيط والقوي تثير مخاوف إسرائيل

أثارت تصريحات الرئيس الأميركي الجديد، باراك أوباما، حول عزم إدارته على "السعي النشيط والقوي" إلى سلام دائم، مخاوف في إسرائيل إلى حد أنه قد يسعى لإملاء اتفاق سلام عليها. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الجمعة – 23.1.2009، أن تصريحات أوباما، أمس، تثير تخوفا في إسرائيل خصوصا من أن "يملي اتفاق على إسرائيل". وأضافت الصحيفة أن إسرائيل تفسر تصريحات أوباما على أنها دعوة باتجاه واضح جدا وهو أن الإدارة الجديدة ستكون ضالعة ونشطة خلال مفاوضات بين إسرائيل والعرب، وخصوصا الفلسطينيين.

ونقلت صحيفة هآرتس عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع قوله إن المبعوث الأميركي الجديد إلى الشرق الأوسط، السيناتور السابق جورج ميتشل، والذي تم الإعلان عن تعيينه أمس، سيزور إسرائيل حتى قبل موعد الانتخابات العامة الإسرائيلية في 10 شباط المقبل. ولا تخفي إسرائيل استيائها من تعيين ميتشل مبعوثا إلى الشرق الأوسط على ضوء مواقفه في الماضي وخصوصا تلك التي شملها تقرير أعده ميتشل، ووازى من خلاله بين وقف الانتفاضة الثانية التي وصفها ب"الإرهاب" وتجميد الاستيطان، وهي المعادلة التي شكلت في وقت لاحق أساسا لخطة خارطة الطريق.

من جهة ثانية لفت المحلل السياسي في هآرتس، عكيفا إلدار، إلى أن تصريحات أوباما، أمس، موجهة خصوصا إلى رئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، وهو المرشح الأوفر حظا لتولي رئاسة الحكومة الإسرائيلية المقبلة بعد الانتخابات العامة. ورأى إلدار أنه "خلافا لتوقعات المتنافسين على رئاسة الحكومة في إسرائيل فإن الأزمة الاقتصادية في الولايات المتحدة لم ترجئ الأزمة الإسرائيلية العربية إلى هامش جدول عمل الإدارة الجديدة. كذلك تبددت آمالهم بأن تؤدي البطالة في الولايات المتحدة إلى بطالة دبلوماسية في الشرق الأوسط".

وأضاف الكاتب أن "الإسراع في تعيين مبعوث خاص إلى الشرق الأوسط والإعلان عن الحاجة إلى معالجة طارئة للصراع، من شأنه أن يدل على أن أوباما لن يكتفي بالسلام الاقتصادي من مدرسة بنيامين نتنياهو". وشدد إلدار على أن "إعلان أوباما عن أن الحل هو دولتان للشعبين غايته التوضيح للإسرائيليين بأن عليهم نسيان أفكار مثل نقل غزة إلى (سلطة) مصر واستئناف العلاقة بين الفلسطينيين (في الضفة الغربية) والأردن. وسواء أحبت الحكومة المقبلة في القدس رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، أو أنها فكرت أنه طائر منتوف ريشه، فإن اوباما يريد منها أن ترقص معه. وبالنسبة له فإن حماس ستبقى خارج الجدار ما دامت ترفض قبول الشروط المعروفة وهي الاعتراف بإسرائيل ووقف العنف".

وأضاف إلدار "لكن ثمة ثمن لهذا وهو أن إسرائيل ستضطر للتحدث بجدية مع هذا الذي اعترف بها وحتى أنه يتعاون مع الولايات المتحدة ويبذل جهدا لإنشاء أجهزة أمنية لمحاربة الإرهاب". وتوقع إلدار أنه بعد أن "عبر أوباما عن تفهمه وحتى دعمه للعدوانية الإسرائيلية تجاه حماس فإن بإمكانه الآن أن يطلب مقابل ذلك أن تبدي إسرائيل تفهما وتأييدا للاتفاقيات التي التزمت بها مثل خارطة الطريق وخطة ميتشل. والآن، عندما يحضر ميتشل إلى هنا، فإنه سيتعين على إسرائيل أن تعرض سندات قبض".