الخلافات بين إسرائيل وأميركا ما زالت قائمة لكن ميتشل سيلتقي نتنياهو

ذكرت تقارير صحفية إسرائيلية، اليوم الأربعاء – 1.7.2009، أن الخلافات بين إسرائيل والولايات حول المطلب بتجميد الاستيطان ما زالت قائمة، في أعقاب اجتماع وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، والمبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، لكن ميتشل سيزور إسرائيل بعد أسبوعين للقاء رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن لقاء باراك وميتشل في نيويورك، أمس، "ساده الكثير من الابتسامات، لكنه خَلا من التفاهمات"، وأن باراك حاول إقناع ميتشل بعدم تحويل قضية المستوطنات وأعمال البناء فيها إلى الموضوع المركزي، لأن من شأن ذلك منع تقدم في المفاوضات.

ورغم أن الفلسطينيين يرفضون استئناف المفاوضات مع إسرائيل بدون تجميد الاستيطان، إلا أن باراك اعتبر أنه في إطار عملية سلام إقليمية، تشمل خطوات تنفذها الدول العربية تجاه إسرائيل، سيكون بإمكان الأخيرة إبداء ليونة أكبر فيما يتعلق بالاستيطان. وبحسب يديعوت أحرونوت فإن باراك وعد ميتشل بعدم بناء أحياء جديدة في المستوطنات وعدم الشروع بتنفيذ مشاريع بناء جديدة. لكن الوزير الإسرائيلي صادق على مخطط جديد، قبل سفره إلى نيويورك للقاء ميتشل، لبناء 1450 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة "آدم" وأن يتم بناء 50 منها في هذه المرحلة. كذلك أوضح باراك أمام المسؤول الأميركي أن إسرائيل تريد إنهاء مشاريع بناء في المستوطنات تم الشروع فيها.

وقالت يديعوت أحرونوت إن ميتشل طرح "موقفا متصلبا"، كرر من خلاله الطلب الأميركي بتجميد الاستيطان بشكل كامل، بما في ذلك أعمال البناء لسد احتياجات "النمو الطبيعي" وهي الذريعة الإسرائيلية لمواصلة توسيع المستوطنات. ويشار إلى أن اللقاء بين باراك وميتشل دام أكثر من أربع ساعات، بينها ساعتان اجتمعا خلالها على انفراد.

ورغم عدم التوصل إلى اتفاق بين الجانبين، لكن صحيفة هآرتس أفادت بأن ميتشل سيزور إسرائيل خلال الأسبوعين المقبلين للقاء نتنياهو، بهدف "الاتفاق نهائيا على تفاهمات بين الجانبين فيما يتعلق بأعمال البناء في المستوطنات". ونقلت هآرتس عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إنه "لا توجد أزمة وثمة تقدم" في المحادثات حول الاستيطان، وأن "الظروف باتت ناضجة لعقد لقاء بين نتنياهو وميتشل. وحتى ذلك الحين سيتعين على إسرائيل اتخاذ قرارات".

ويذكر أن لقاء كان يفترض عقده بين نتنياهو وميتشل في باريس، يوم الخميس الماضي، قد تم إلغاؤه بسبب فشل محادثات أجراها مع ميتشل مستشار نتنياهو، المحامي يتسحاق مولخو، ولم يتم التوصل خلاله إلى أية تفاهمات فيما يتعلق بالاستيطان.

وكان نتنياهو قد قال خلال لقاء مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي في القدس، أمس، إن أي اتفاق حول موضوع الاستيطان "يجب أن يُمكّن السكان (أي المستوطنين) من الاستمرار في حياة طبيعية". وأضاف أن إسرائيل لن تقيم مستوطنات جديدة ولن تصادر أراض وستخلي بؤرا استيطانية عشوائية. وطالب نتنياهو بأن على المجتمع الدولي ممارسة ضغوط على الفلسطينيين لكي ينفذوا خطوات تجاه إسرائيل.

وتابع نتنياهو "لم يكن سهلا عليّ إلقاء خطاب بار إيلان، لكن ثمة حاجة لرد إيجابي من جانب العرب وأنا مستعد للشروع فورا في مفاوضات مع الفلسطينيين ومع الدول العربي أيضا من دون شروط مسبقة". ويذكر أن نتنياهو وافق خلال "خطاب بار إيلان" على قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح بدون القدس وبدون حق العودة.