نتنياهو يعتزم تمديد ولاية رئيس الموساد

يعتزم رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تمديد ولاية رئيس الموساد، مائير داغان، خصوصا على ضوء نجاحاته في الموضوع الإيراني، فيما أشار محلل سياسي إسرائيلي بارز إلى أن إسرائيل تقترب من خوض حرب مع إيران. وذكرت صحيفة معاريف، اليوم الجمعة – 1.5.2009، أن نتنياهو يعتزم تمديد ولاية داغان في رئاسة الموساد لسنة ثامنة، وذلك حتى نهاية العام 2010، بعد أن مدد رئيس الحكومة السابق، ايهود أولمرت، ولاية داغان حتى نهاية العام 2009.

وبحسب معاريف فإن نتنياهو عبر خلال محادثات مغلقة عن تقديره البالغ لأداء داغان و"الثورة" التي أحدثها في الموساد، كما حصل داغان على "مديح لنشاط الموساد خصوصا فيما يتعلق بالجهود التي يبذلها في الموضوع الإيراني" في إشارة إلى محاولة وقف البرنامج النووي الإيراني. ونقلت معاريف عن أحد المسؤولين الكبار في مكتب نتنياهو قوله إنه "ليس مناسبا في هذه الفترة المصيرية استبدال رئيس الموساد خصوصا وأنه حقق نجاحا في أدائه".


يشار على أن داغان (64 عاما) هو الرئيس الثامن للموساد وقد تم تعيينه في المنصب في العام 2002 من قبل رئيس الحكومة في حينه أرييل شارون، الذي كان قائد داغان في لواء المظليين وصديقه المقرب. ولفتت معاريف إلى أن الموساد برئاسة داغان يقف وراء سلسلة طويلة من العمليات الخاصة والسرية، بينها اغتيال القيادي في حزب الله، عماد مغنية، في قلب العاصمة السورية دمشق، وقصف منشأة دير الزور السورية، وقصف قافلة شاحنات في السودان بادعاء أنها كانت محملة بأسلحة غايتها قطاع غزة، كما أن الموساد هو الذي أبلغ مصر بمعلومات استخباراتية أدت إلى إلقاء القبض على "خلية حزب الله" في مصر. وكان أولمرت قد عين داغان مسؤولا عن مجمل النشاطات الإسرائيلية لمتابعة تقدم البرنامج النووي وتحذير دول وحكومات من مخاطر هذا البرنامج.

من جهة أخرى حذر المحلل السياسي البارز في صحيفة هآرتس، ألوف بن، في مقال مطول نشره اليوم، من أن "إسرائيل تقترب من حرب مع إيران"، مشددا على أن "هذا هو الاستنتاج الظاهر، إن لم يكن المستوجب، من تحليل مواقف نتنياهو منذ عودته إلى الحكم". وأضاف بن، وهو باحث في معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، أن "نتنياهو يعمل انطلاقا من قناعة داخلية عميقة بأن إسرائيل ستواجه خطر الفناء إذا حازت إيران على سلاح نووي"، وأن "إزالة هذا الخطر من أيدي إيران هو الغاية المركزية التي وضعها نتنياهو منذ سنوات. والتقدم الذي حققه الإيرانيون في مشروعهم النووي إنما عزز وعي نتنياهو بأن الوقت آخذ بالانتهاء وأن ساعة الحسم قد اقتربت".

وبحسب بن فإن "الغاية الآنية لنتنياهو هي تجنيد رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما، من أجل وقف البرنامج النووي الإيراني بالقوة الأميركية البالغة. لكن في حال رفض أوباما، أو أنه حاول ولم ينجح، فإن نتنياهو سيواجه سؤالا يتعلق بما ستفعله إسرائيل من أجل إزالة التهديد قبل أن يصبح الوقت متأخرا".

ولفت بن إلى أن "نتنياهو عبر في الماضي أمام مقربين منه عن تقديره بأنه بمقدور إسرائيل وقف البرنامج النووي الإيراني بقواها الذاتية، إذا لم يكن أمامها مفرا". وأشار المحلل إلى أن رؤساء وزراء إسرائيليين، قبل نتنياهو، "لم يصفوا التهديد الإيراني بالخطورة ذاتها التي يصفها نتنياهو، ولم يحذر أي منهم من محرقة ثانية ومن دمار الشعب اليهودي في حال حصول إيران على قنبلة نووية". وكان نتنياهو قد قال، في بداية الأسبوع الماضي، "إننا لن نسمح لمن ينفي حدوث المحرقة (النازية) بتنفيذ محرقة أخرى بحق الشعب اليهودي".

وفي دلالة على مدى قناعة نتنياهو بخطورة البرنامج النووي الإيراني نقل بن عن شخصيات سياسية إسرائيلية رفيعة قولها، إن نتنياهو تحدث معهم عن "خطر (تكرار) المحرقة في محادثات مغلقة وسرية" وأن هذه الشخصيات "مقتنعة بأنه مؤمن فعلا بأن غايته التاريخية هي إنقاذ شعب إسرائيل من كارثة".

وأشار بن إلى أنه بعد استقالة نتنياهو من حكومة شارون على اثر تنفيذ خطة فك الارتباط من قطاع غزة، في صيف العام 2005، وانسحاب شارون من حزب الليكود وتشكيله حزب كديما، أبلغ نتنياهو شارون بأنه "إذا هاجمت إيران قبل الانتخابات فإني سوف أدعمك"، لكن شارون لم يشن هجوما كهذا.

وأضاف بن أن نتنياهو يعتبر حصول إيران على قنبلة نووية يشكل "تحولا تاريخيا عالميا"، من شأنه أن "يودع السيطرة على مصادر الطاقة في العالم بأيدي طائفة ظلامية من آيات الله وتحول الدول العربية رغما عنها إلى دول تابعة لطهران". وشبه نتنياهو إيران بألمانيا النازية والرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، بالزعيم النازي، أدولف هتلر. كما تحدث عن صمت المجتمع الدولي في كلتا الحالتين في العام 1938 والآن. وحذر نتنياهو من نية إيران القضاء على إسرائيل.

ولفت بن إلى أنه بالنسبة لنتنياهو فإن "استمرار وجود الشعب اليهودي مرهون باستمرار وجود دولة إسرائيل. لكن ثمة حدود للمعجزات والشعب اليهودي لن يحصل على فرصة ثانية بعد محرقة أوروبا والبعث المتمثل بدولته المستقلة". واضاف أن "نتنياهو يرى بإيران أنها الطاغية الجديد الذي يهدد التجمع اليهودي في إسرائيل ويجب صده بمساعدة الآخرين أو بأنفسنا".

ودعا بن إلى عدم التقليل من شأن هذه الأقوال والأفكار التي يحملها نتنياهو، وأنه لا ينبغي اعتبار أنها تهدف إلى صرف الأنظار عن رفض نتنياهو استئناف العملية السياسية مع الفلسطينيين. وشدد الكاتب على أن زعماء الدول غالبا ما يضطرون إلى تنفيذ تهديداتهم حتى لو لم تكن لديهم القوة لذلك.