الجيش الإسرائيلي في حالة استنفار حول قطاع غزة بانتظار التطورات

"المشهد الإسرائيلي" - خاص

قرر رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، ووزير الدفاع، ايهود باراك، انتظار التطورات في قطاع غزة، على اثر إعلان حركة حماس عن انتهاء التهدئة، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي عن حالة استنفار في صفوفه. وذكرت صحيفة هآرتس، اليوم الجمعة – 19.12.2008، أن أولمرت وباراك اتفقا في ختام مداولات أمنية، عقداها أمس، على أنه سيتعين على إسرائيل الانتظار لرؤية كيف ستتصرف حماس خلال اليومين المقبلين، قبل اتخاذ قرار بشأن تصعيد الوضع الأمني.

وبحسب هآرتس فقد رفض أولمرت وباراك مطلب حماس فيما يتعلق بوضع شروط جديدة للتهدئة وأبرزها فتح المعابر الحدودية للقطاع، بعد انتهاء الستة شهور الأولى لها، أمس. ونقلت هآرتس عن أولمرت قوله، خلال اجتماع عقده مع رئيس لجنة الخارجية في الكونغرس الأميركي، هوارد برمان، أمس، إن "الوضع في غزة لا يمكن أن يستمر بهذا الشكل وعلى العالم أن يفهم أننا لن نستمر في امتصاص الهجمات الصاروخية دون رد فعل".

وقال مسؤول رفيع المستوى في مكتب أولمرت إنه "إذا لم تستدرك حماس نفسها ولم تعمل على تهدئة الوضع فإنه لن يكون هناك مفر من رد فعل عسكري" إسرائيلي. وأضاف المسؤول ذاته أن كافة الخطط اللازمة لعمليات الجيش الإسرائيلي جاهزة ومصادق عليها، كما أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية سيبحث الوضع في القطاع الأسبوع المقبل.

وأفادت هآرتس بأن الجيش الإسرائيلي رفع حالة الاستنفار في صفوف قواته حول القطاع، وأعلن أمس عن إلغاء جميع الإجازات في الوحدات العسكرية المتمركزة على مقربة من القطاع وتم تمرير تعليمات لهذه القوات بأن تكون على أهبة الاستعداد.

من جهاتها نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم، عن مسؤول سياسي – أمني إسرائيلي قوله إن "المواجهة العسكرية مع حماس هي أمر حتمي". وأضاف أن "نشوة القوة لدى حماس وعدم إدراك هذه الحركة لضبط النفس الذي أبدته إسرائيل، رغم استمرار إطلاق صواريخ القسام، يقود الجانبين إلى مواجهة عنيفة التي يحتمل أن تندلع قبل انتخابات الكنيست القريبة".

ولفتت يديعوت أحرونوت أيضا إلى أن قيادة جهاز الأمن الإسرائيلي لا تفضل انهيار التهدئة، كما أن باراك ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غابي اشكنازي، ما زالا يتحفظان من شن عملية عسكرية واسعة في القطاع. لكن القيادة السياسية الإسرائيلية ستصدر تعليمات للجيش بالعمل وفق "الطريقة التدريجية للتصعيد" بهدف إرغام حماس على العودة إلى التهدئة بموجب التفاهمات التي توصل الجانبان إليها بوساطة مصر في حزيران الماضي. وأضافت الصحيفة أن التقديرات لدى جهاز الأمن تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي استعد جيدا خلال الستة أشهر الأخيرة لشن عملية عسكرية متواصلة في القطاع ولمواجهة احتمالات إطلاق صواريخ بشكل مكثف من القطاع باتجاه جنوب إسرائيل.

ونقلت يديعوت أحرونوت عن قادة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية اعتبارهم، أن بإمكان حملة عسكرية في القطاع أن "تجتث حكم حماس" لكن لا توجد أية طريقة للقضاء على حماس كقوة سياسية مركزية في القطاع. وبحسب الصحيفة فإن رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، عاموس غلعاد، التقى مطلع الأسبوع الحالي مع مدير المخابرات المصرية، عمر سليمان، الذي أبلغه بأن حماس أخذت تتحول إلى "عدو" بالنسبة لمصر.

من جهة أخرى نقلت هآرتس عن ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي تقديرهم أنه على عكس الوضع في الماضي فإنه لا يوجد الآن عملية متوسطة المستوى بالإمكان شنها ضد حماس وأن أي عملية إسرائيلية ستقابل بإطلاق صواريخ فلسطينية بصورة مكثفة، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي على مواجهة شاملة بين إسرائيل وحماس. ويقدر جهاز الأمن الإسرائيلي أن بحوزة حماس صواريخ قادرة على الوصول إلى مدن كريات غات وأزدود وحتى إلى قسم من ضواحي بئر السبع. من جهة ثانية يقدر الجيش الإسرائيلي أن حماس تريد "شد الحبل" وجعل إسرائيل تعتاد على إطلاق صواريخ بصورة غير منتظمة لكنها ليست مهتمة بنشوب مواجهة شاملة.