باراك يقول إن التهدئة في غزة لم تكن خطأ

"المشهد الإسرائيلي" - خاص

قال رئيس حزب العمل ووزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، في مقابلة أجرتها معه صحيفة هآرتس ونشرت مقاطع منها، اليوم الخميس – 18.12.2008، على أن تنشرها كاملة غدا الجمعة،إن التهدئة في قطاع غزة، بين إسرائيل وحماس، لم تكن خطأ. وأضاف باراك أنه ما زال متفائلا من عدم انهيار التهدئة، ابتداء من يوم غد مع انتهاء مرحلتها الأولى. كما رفض الانتقادات ضده بخصوص اتفاق التهدئة بين إسرائيل وحركة حماس. وشدد باراك على أنه "واضح أن التهدئة لم تكن خطأ، وأنا أواصل سياسة (مؤسس إسرائيل ورئيس وزراءها الأول دافيد) بن غوريون القائلة إن إسرائيل ليست مهتمة بالحروب. وإذا استمر الهدوء فإنه سيسود الهدوء. وإذا انهارت التهدئة فإننا سنعمل"، ملوحا بذلك إلى عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة.

من جهة أخرى قال باراك "أنا أعمل على دفع السلام في عالم حقيقي وليس في عالم خيالي... وأنا ورئيس الأركان (غابي اشكنازي) ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (عاموس يدلين) ندفع باتجاه التوصل إلى تسوية مع السوريين. وعلى عكس الآخرين، نحن الذين نقول أنه لا ينبغي الانتظار وإنما يجب التحرك إلى الأمام وتحمل مخاطر".

ورأى باراك أن التحدي الأمني الأساسي الذي تواجهه إسرائيل هو البرنامج النووي الإيراني، لكنه أردف قائلا "أنا لا أنتمي إلى أولئك الذين يعتقدون أنه إذا كان لدى إيران سلاحا نوويا فإنه ستسارع إلى إلقاء قنبلة على جارها، فإيران تدرك جيدا أن عملا كهذا سيعيدها آلاف السنين إلى الوراء". ولذلك اعتبر أن "الخطر الأساسي هو وصول سلاح نووي إلى أيدي مجموعات إرهابية لن تتردد في استخدامه في الحال، وسيرسلونه في حاويات إلى موانئ مركزية في الولايات المتحدة وأوروبا أو إسرائيل".

من جهة أخرى حذر باراك من أن الموضوع الاقتصادي قد يكون الموضوع الطارئ والأكثر إيلاما في العام المقبل. ورأى أن منافسيه على رئاسة الحكومة الإسرائيلية، رئيسة حزب كديما، تسيبي ليفني، ورئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، لم ينجحا في وضع الحل المناسب لحماية الاقتصاد الإسرائيلي من الانهيار. وأضاف باراك أن "نتنياهو يمثل إيمانا أيديولوجيا باليد الخفية للسوق التي أصبحوا يدركون في أميركا اليوم أنها فشلتز وكديما أظهر في الأشهر الأخيرة كيف أنه لا يعرف إدارة دولة تواجه أزمة".

وحول حزب العمل قال باراك أن أقوال الأديب الإسرائيلي، عاموس عوز، حول "انتهاء الدور التاريخي لحزب العمل" قد "مستني وأعتقد أنه كان في هذه الأقوال أمر ما ليس عادلا". وأضاف أن حزب اليسار الجدير وفي مركزه حزب ميرتس "لا يجلب بشرى ولن يتمكن من إيقاف نتنياهو". وتابع باراك أن "الشائعات حول موتي (سياسيا) وموت حزب العمل كانت سابقة لأوانها" في إشارة إلى تراجع شعبية الحزب في استطلاعات الرأي. واعتبر أنه "لا يوجد بديل لحزب العمل كحزب وسط-يسار سياسي ولا يتحدث فقط إلى سكان شمال تل أبيب (أي النخب الإسرائيلية) وإنما إلى مجموعات واسعة من السكان في جميع أنحاء البلاد".