أولمرت يكرر تعهده بالاستقالة بعد انتخاب رئيس جديد لكديما

"المشهد الإسرائيلي" – خاص

كرر رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، تعهده بالاستقالة من منصبه فور انتخاب رئيس جديد لحزب كديما، فيما أشارت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، الجمعة – 12.9.2008، إلى احتمال أن يقدم أولمرت استقالته يوم الخميس المقبل. وقال أولمرت في خطاب ألقاه، أمس الخميس، خلال اجتماع احتفالي لحزب كديما في مدينة رمات غان بمناسبة حلول رأس السنة العبرية في نهاية الشهر الحالي، إنه "سوف أستقيل مباشرة بعد الانتخابات الداخلية في كديما وسأوصي أمام الرئيس (الإسرائيلي شمعون بيرس) بتكليف من ينتخب مكاني بمهمة تشكيل الحكومة". ونقلت الصحف الإسرائيلية، اليوم، عن مصادر في حزب كديما قولها إنه في حال تم انتخاب رئيس جديد للحزب، في الانتخابات الداخلية التي ستجري يوم الأربعاء المقبل، فإن أولمرت قد يستقيل في اليوم التالي، الخميس، وبذلك يكون هذا الأسبوع الأخير له في منصب رئيس الوزراء.

وتجدر الإشارة إلى أن فوز أحد المرشحين الأربعة لرئاسة كديما من الجولة الأولى يستدعي حصوله على أكثر من 40% من أصوات الناخبين من أعضاء الحزب. وفي حال لم يتحقق ذلك فإنه ستجري جولة انتخابات ثانية يتنافس فيها المرشحان اللذان حصلا على أكبر عدد من الأصوات. والمرشحون الأربعة هم وزيرة الخارجية والقائمة بأعمال رئيس الوزراء، تسيبي ليفني، ووزير المواصلات، شاؤل موفاز، ووزير الأمن الداخلي، أفي ديختر، ووزير الداخلية، مائير شيطريت. وفي حال استقال أولمرت بعد انتخاب رئيس جديد لكديما فإن القائم بأعماله، وهي ليفني حتى الآن، سيتولى رئاسة الوزراء إلى حين تشكيل حكومة بديلة أو حتى انتخابات عامة مبكرة في حال تعذر تشكيل حكومة بديلة.

ووعد أولمرت خلال خطابه أمس بأن "يتم تمرير الحكم (إلى خليفته) بشكل مسؤول ورسمي ولن أقوم بأية مناورات سياسية من شأنها أن تخدم هذا المرشح أو ذاك". وذكرت الصحف الإسرائيلية أن اجتماع كديما، أمس، كان مؤشرا على بداية فراق أولمرت عن حزبه وعن الحياة السياسية وحظي خلال الحفل بشحنة من الإطراءات والمودة من جانب أعضاء كديما. ونقلت صحيفة يديعوت عن أولمرت قوله "إني متأثر بشكل خاص هذا المساء".

وتعهد أولمرت أيضا بعدم التدخل في الانتخابات الداخلية وقال "إني أراقب الانتخابات الداخلية في كديما من الخارج. وأرى أن المنافسة جدية ومسؤولة من أجل انتخاب رئيس جديد ولدينا مرشحين ممتازين. وأعد من سينتخب بتعاون كامل. وسوف أستقيل بعد الانتخابات الداخلية مباشرة وسأوصي أمام الرئيس بتكليف من سينتخب مكاني بتشكيل الحكومة". وأوضح أولمرت في ملاحظة "لقد تحدثت بلغة المذكر لكني أقصد لغة المؤنث أيضا، أي مرشح أو مرشحة" في إشارة إلى ليفني التي تعتبر الأوفر حظا بالفوز برئاسة كديما. وقال أولمرت أن "هذا الاجتماع هو بداية الطريق التي أبدأها للافتراق عما استثمرت (من جهد) خلال سنوات طويلة وخصوصا في السنتين ونصف الأخيرتين. وباستطاعتكم أن تتخيلوا أن الفترة الأخيرة لم تكن سهلة" في إشارة إلى التحقيقات ضده بشبهة ارتكابه أعمال فساد.

من جهة أخرى نفى أولمرت أقوال القنصل الأميركي في القدس، جاكوب والاس، لصحيفة "الأيام" وجاء فيها أن إسرائيل والسلطة الفلسطينية اتفقتا على "تقسيم" القدس. وكانت هذه الاقوال قد اثارت ردود فعل عاصفة من جانب نواب اليمين الإسرائيلي. وتطرق أولمرت أيضا إلى المحادثات بين إسرائيل وسورية وقال إنه "لم أعد الرئيس (السوري بشار) الأسد بأي شيء وأنا أعرف ما يريده وهو يعرف ماذا اريد. وأقترح عليه أن تعال ودعنا نجلس ونتحدث حول ذلك"، داعيا بذلك سورية إلى الانتقال إلى محادثات مباشرة. كذلك حمّل أولمرت حركة حماس المسؤولية عن مصير الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة غلعاد شاليت، وقال إنه "إذا سقطت شعرة من شعر رأس غلعاد فإن حماس ستدفع الثمن بأكمله. وسوف نبذل جهودا بالغة لتحريره والثمن سيكون كبيرا" في إشارة إلى إطلاق سراح أسرى فلسطينيين أدينوا بقتل إسرائيليين.

من جهة أخرى نشرت صحيفتا يديعوت أحرونوت ومعاريف استطلاعين لآراء أعضاء حزب كديما حول الانتخابات الداخلية على رئاسة هذا الحزب، تبين منها استمرار تفوق ليفني على بقية منافسيها وخصوصا موفاز. وجاءت نتائج استطلاع يديعوت أحرونوت، لدى رد المشاركين فيه على سؤال حول لمن ستصوت لو جرت الانتخابات الداخلية اليوم، بأن ليفني ستحصل على تأييد 47% وموفاز 32% وشيطريت 8% وديختر 6%. وكانت النتيجة في استطلاع معاريف، أن 46.4% قالوا إنهم سيصوتون لليفني و27.6% لموفاز و7.5% لديختر و4.5% لشيطريت. وفي حال جرت جولة انتخابية ثانية فإن ليفني ستحصل على 52% وموفاز على 38% بحسب استطلاع يديعوت أحرونوت، بينما بحسب استطلاع معاريف فإن ليفني ستحصل على 55.2% وموفاز على 33.8%.

ورأى 52% من المشاركين في استطلاع يديعوت أحرونوت أن احتمالات نجاح ليفني في تشكيل حكومة بديلة أفضل، فيما رأى 29% أن احتمالات موفاز أفضل. كذلك اعتبر 57% أن احتمالات ليفني بالفوز برئاسة الحكومة أكبر في انتخابات عامة مبكرة، فيما قال 31% أن احتمالات موفاز أكبر. وعبر 59% عن وثوقهم بأن حزب كديما هو الذي سيشكل حكومة مقبلة بعد انتخابات عامة فيما قال 34% إن هذا الحزب لن يشكل الحكومة المقبلة.

وقال 49.2% من المشاركين في استطلاع معاريف، أن ليفني برئاسة كديما ستجلب أكبر عدد من الأصوات لكديما في انتخابات عامة، فيما رأى 29.7% أن موفاز سيجلب أكبر عدد من الأصوات. وفضّل 62.7% من المشاركين في استطلاع معاريف أن يعمل الرئيس الجديد لحزب كديما على تشكيل حكومة بديلة أو الاستمرار بترأس الحكومة الحالية وعدم الذهاب إلى انتخابات عامة فيما قال 29.7% إنهم يفضلون الذهاب إلى انتخابات عامة فورا بعد انتخاب رئيس جديد للحزب. وفي رد مستطلعي معاريف على سؤال حول ماذا يريدون أن يفعل أولمرت في حال ثبتت براءته بعد محاكمته، قال 56% أن عليه اعتزال الحياة السياسية بالكامل فيما قال 37.2% أن عليه العودة إلى الحياة السياسية والاندماج في قيادة كديما.