باراك: إذا لم تُشكل حكومة بديلة فقد نؤدي لتقديم الانتخابات

"المشهد الإسرائيلي"- خاص

لمح مقربون من رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، إلى إمكان أن يرشح نفسه في الانتخابات التمهيدية الداخلية في حزب كديما لانتخاب رئيس للحزب. ونقلت صحيفة معاريف، اليوم الخميس- 12.6.2008، عن أحد المقربين من أولمرت قوله إن "رئيس الحكومة لا يبدو كمن يرى أيامه الأخيرة في المنصب، وهو لم يقل أبدا إنه لن يتنافس" على رئاسة كديما. ورغم التحقيق الجاري ضد أولمرت بشبهة حصوله على رشى مالية من المليونير الأميركي اليهودي موريس تالانسكي والمطالبة الواسعة باستقالته، حتى من داخل حزبه، فإن هذا المقرب من أولمرت شدّد على أن "رئيس الحكومة لا يرى سببا لأن يتنازل عن الحكم وينصرف".

وكان أولمرت، بصفته رئيسا لحزب كديما، قد أصدر تعليمات، أمس، لرئيس لجنة التوجيه في الحزب، عضو الكنيست تساحي هنغبي، ورئيس كتلة كديما البرلمانية، عضو الكنيست ايلي أفلالو، تقضي ببدء الإعداد لعملية الانتخابات التمهيدية لانتخاب رئيس للحزب. وجاءت تعليمات أولمرت بهذا الخصوص بعد أن أوضح هنغبي وأفلالو له أن الغالبية العظمى من أعضاء الكنيست من الحزب، بمن في ذلك وزراء، يطالبون بإجراء الانتخابات التمهيدية. وذكرت تقارير صحافية أن عملية الإعداد للانتخابات التمهيدية ستستغرق بضعة أشهر ويرجح أن تجري الانتخابات في شهر أيلول المقبل.

وتجدر الإشارة إلى أنه يقف في خلفية قرار أولمرت إجراء انتخابات تمهيدية التهديد الذي وجهه حزبا العمل وشاس، الشريكان في التحالف الحكومي، حول تصويتهما إلى جانب مشروع قانون حل الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة في حال لم يعمل كديما على انتخاب رئيس للحزب. ومن جانبه، يحاول أولمرت من خلال قراره الاستجابة لإنذار العمل وشاس، من جهة، وكسب الوقت لمحاولة تفنيد إفادة تالانسكي في الاستجواب المضاد أمام المحكمة في 17 تموز المقبل، من الجهة الأخرى. وهو في كلتا الحالتين يسعى لمنع سقوط حكومته. وفيما أعلن هنغبي عن أن اجتماع اللجنة لشؤون الحزب ستعقد اجتماعا يوم الاثنين المقبل لإقرار نظام الانتخابات التمهيدية، طلب مقربون من أولمرت إجراء الانتخابات التمهيدية بعد الاستجواب المضاد مع تالانسكي، آملين أن تتغير الأجواء ضد أولمرت.

من جهة أخرى، واصل رئيس حزب العمل، ايهود باراك، اليوم، سعيه لكسب تأييد شعبي من خلال الحديث عن وجوب تقديم موعد الانتخابات العامة، علما أنه لا يريدها بسبب الشعبية المتدنية لحزبه في كافة استطلاعات الرأي، وهذا ما يمنعه من اتخاذ قرار بالانسحاب من الحكومة. والملاحظ أن باراك لم يستخدم عبارات حاسمة في هذا السياق، فيما محاولاته للضغط على كديما لإجراء الانتخابات التمهيدية واضحة للغاية. فقد قال باراك في اجتماع لكتلة حزب العمل البرلمانية إن "كما تبدو الأمور الآن، فإننا سنضطر أو عمليا سنقود مشروع قانون حل الكنيست في 25 حزيران". لكنه أضاف "أننا نفضل أن نرى استقرارا، لكن إذا أجبرنا الواقع فإنه ليس هناك ما يخيفنا من أن نتوجه إلى انتخابات".

وفيما يتعلق بأولمرت، قال باراك "لقد طرحت موقفنا. ويوجد لهذا الموضوع بُعد وظيفي وآخر أخلاقي. والقرار موضوع الآن أمام رئيس الحكومة. ونحن نفضل استقرار الحكم. وفي حال تشكلت حكومة مناسبة لنا سندرس إمكانية التعاون معها. وإذا اتضح أن الأمور ليست كذلك، سنقود لانتخابات. ولا جدوى من أن نتخذ قرارات ملزمة قبل أن نسمع الطرف الآخر".

إلا أن عددا من قادة حزب العمل عبروا عن معارضتهم لتقديم موعد الانتخابات. وهؤلاء القياديون هم: نائب وزير الدفاع متان فيلنائي والوزيران يولي تامير وغالب مجادلة وأعضاء الكنيست عمير بيرتس ويورام مارتسيانو وشكيب شنان. وقال فيلنائي إن "استقرار الحكم فوق كل اعتبار. نحن حزب لديه مسؤولية ويجب التصرف بمنطق صحيح". من جانبه قال بيرتس إن "سبب الانسحاب من الحكومة يجب أن يكون الموازنة العامة لا قضية تالانسكي". وقال مارتسيانو لباراك "لقد نجحت في خطوتك لكن يحظر التوجه لانتخابات" في إشارة إلى قرار أولمرت بالإعداد لانتخابات تمهيدية في كديما.