إسرائيل تسعى لربط اتفاق التهدئة بصفقة شاليت

"المشهد الإسرائيلي" - خاص

تسعى الحكومة الإسرائيلية لربط اتفاق التهدئة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة بصفقة تبادل أسرى تستعيد من خلالها الجندي الأسير في قطاع غزة غلعاد شاليت في مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين وذلك مع بدء زيارة وزير المخابرات المصرية، عمر سليمان، لإسرائيل. وكان أبرز تصريح في هذا السياق قد أطلقه وزير المواصلات الإسرائيلي، شاؤول موفاز، اليوم الاثنين – 12.5.2008، وأعرب خلاله عن موافقته على إطلاق سراح أسرى فلسطينيين أدانتهم محاكم إسرائيلية بقتل مواطنين إسرائيليين في هجمات.

وقال موفاز لإذاعة الجيش الإسرائيلي إنه "إذا توصلت حماس لنتيجة بأن عليها وقف الإرهاب، ونحن نفهم أيضا من المصريين أنه ستتم إعادة شاليت، فإني أعتقد أن هذا هو إنجاز نابع من الردع الإسرائيلي". وأضاف موفاز أن إسرائيل تبذل جهودا كبيرة لإعادة شاليت "وأنا مستعد لإطلاق سراح مخربين، بمن في ذلك قتلة، من أجل إعادة شاليت". وامتدح موفاز المسؤول عن ملف الجنود الإسرائيليين الأسرى والمفقودين، عوفر ديكل، والذي يعمل كمبعوث لرئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت. وقال موفاز "أعتقد أن ديكل يقوم بعمل جيد". وأشار إلى أنه خلال المفاوضات حول صفقة تبادل أسرى تم طرح اقتراحات عدة ورفضتها إسرائيل.

ووصل وزير المخابرات المصرية، عمر سليمان، إلى إسرائيل، اليوم، وسيلتقي القيادة الإسرائيلية ليستعرض أمامها تفاصيل اتفاق التهدئة الذي توصلت إليه مصر مع الفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة. وبدأ سليمان سلسلة لقاءاته في إسرائيل باجتماع مع وزير الدفاع ايهود باراك في مدينة تل أبيب. ويتوقع أن يلتقي سليمان لاحقا مع أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني ونائب رئيس الحكومة ايلي يشاي ومع وزير البنية التحتية بنيامين بن اليعازر.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن سليمان قوله إن لديه "توقعات عالية" بخصوص احتمالات التوصل إلى تهدئة بين إسرائيل وحركة حماس.

من جهة أخرى أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم، بأن ديكل بعث برسالة إلى أولمرت وباراك قبل أيام معدودة، طالبهما فيها بعدم الموافقة على اتفاق التهدئة من دون الاتفاق على "صفقة شاليت". وشدد ديكل في رسالته على أنه "إذا لم نطالب بشاليت من خلال اتفاق مع حماس، نكون عمليا قد تنازلنا عنه". وطالب ديكل أيضا بطرح موضوع شاليت خلال لقاءات المسؤولين الإسرائيليين مع سليمان.

كذلك قال نوعام شاليت، والد الجندي الأسير، لموقع يديعوت أحرونوت الالكتروني، اليوم، إنه "لا يعقل ألا يشمل اتفاق التهدئة مع حماس اتفاقا بخصوص غلعاد". وكان قد بعث برسالة بهذا المطلب لكل من أولمرت وباراك وليفني.

من جانبها قالت صحيفة هآرتس، اليوم، إن أولمرت يعتزم التوجه لمصر خلال شهر أيار الحالي للقاء الرئيس حسني مبارك. وسيبحث أولمرت مع مبارك الوضع في قطاع غزة والعملية السياسية مع السلطة الفلسطينية. ورجحت هآرتس أن يسلم أولمرت الرئيس المصري رد إسرائيل على اتفاق التهدئة في القطاع. لكن هآرتس أشارت إلى أن أولمرت اتفق مع مبارك على زيارة مصر خلال محادثة هاتفية بينهما في 30 نيسان الفائت، وقبل فتح التحقيق الجنائي معه بشبهة حصوله على رشوة.