حاخامات المعهد الديني "مركاز هراف" يجيزون لطلابهم الاعتداء على فلسطينيين

القناة الأولى للتلفزيون الإسرائيلي: أقوال عن تخطيط لاغتيال شخصية عربية مقربة من الأقصى * نائب رئيس الحركة الإسلامية- الجناح الشمالي يبدي تخوفه من إمكان أن يحاول نشطاء اليمين المتطرف اغتيال رئيس الحركة، الشيخ رائد صلاح

"المشهد الإسرائيلي"- خاص:

أجاز حاخامات المعهد الديني "مركاز هراف" في القدس، الذي قُتل ثمانية من طلابه في عملية إطلاق نار نفذها فلسطيني يوم الخميس الماضي، لطلاب من المعهد بتنفيذ اعتداءات على فلسطينيين شريطة أن لا يتم ذلك باسم المعهد.

وذكر موقع يديعوت أحرونوت الإلكتروني اليوم الأربعاء- 12/3/2008- أن حاخامات المعهد الديني قالوا لطلابهم إنه إذا كانت هناك تنظيمات خارجية لطلاب معاهد دينية أو مجموعات أخرى لتنفيذ اعتداءات ضد فلسطينيين في القدس الشرقية فإنه "مسموح الانضمام إليها كأفراد لكن ليس كطلاب باسم المعهد الديني".

كذلك حذر رئيس المعهد الديني، الحاخام يعقوب شبيرا، رئيسة الكنيست، داليا إيتسيك، لدى زيارتها لمعهد "مركاز هراف" الاثنين الماضي بأنه "إذا لم يتم هدم عريشة العزاء في بيت المخرب (الذي نفذ العملية) فإن طلاب معاهد دينية من جميع أنحاء البلاد سيهدمونها".

وقالت يديعوت أحرونوت إن شبيرا جمع طلاب المعهد الديني على أثر مهاجمة بعضهم وزيرة التربية والتعليم، يولي تامير، لدى زيارتها للمعهد الاثنين الماضي ومحاولة ركلها وطالبهم بعدم تنظيم عمليات انتقام على مقتل زملائهم.

وذكر شبيرا أنه سمع ويعلم بوجود طلاب في المعهد ينظمون أنفسهم بهدف هدم عريشة العزاء في بيت منفذ عملية إطلاق النار علاء أبو دهيم في ضاحية جبل المكبر بالقدس الشرقية.

وأضاف شبيرا أن حاخامات المعهد الديني "مركاز هراف" اتفقوا فيما بينهم على أن هدم عريشة العزاء ليس من مهام الطلاب وطالبهم بعدم الاعتداء على العرب.

وكانت القناة الأولى للتلفزيون الإسرائيلي قد كشفت، في نشرتها المسائية أمس، النقاب عن أمر انعقاد لقاء في إحدى غرف المعهد الديني "مركاز هراف" وشارك فيه ثلاثة طلاب تتراوح أعمارهم بين 25 و35 عاما وحاخامان أحدهما من المعهد، وبحثوا في ما إذا كان الجيش الإسرائيلي سيرد على العملية وتحدثوا عن تخطيط لاغتيال "شخصية عربية مقربة من الأقصى".

وتوصل المجتمعون إلى نتيجة أنه لن يكون هناك رد إسرائيلي. وقال أحد الحاخامين للطلاب "ردوا أنتم" وزودهم بكتب تتحدث عن "تخليص أرض إسرائيل" وقال "رأي التوراة هو أن تردوا".

وبعد ذلك توجه الطلاب الثلاثة إلى حاخام في مدينة بني براك الواقعة شرق تل أبيب وتسكنها أغلبية من اليهود المتدينين وحصلوا منه على "فتوى دينية" بتنفيذ اعتداءات ضد فلسطينيين. ولم تعتقل الشرطة الإسرائيلية أيا من المشاركين في التخطيط لاعتداءات ضد فلسطينيين.

من جانبه عبر نائب رئيس الحركة الإسلامية- الجناح الشمالي، الشيخ كمال خطيب، عن تخوفه من إمكان أن يحاول نشطاء اليمين المتطرف اغتيال رئيس الحركة، الشيخ رائد صلاح. وقال خطيب "أعتقد أن هذه الفتاوى (اليهودية) المهووسة ستقود من دون شك لأعمال غير مسؤولة مثلما حدث لدى اغتيال رئيس الحكومة إسحق رابين والذي نفذه المجرم يغئال عمير ومثلما حدث مع منفذ مجزرة شفاعمرو عيدن نتان- زادة الذي هو أيضا تم تحريضه على القتل من جانب حاخامات".

وأضاف خطيب "الآن عندما يتحدثون بصورة واضحة عن فتوى تسمح بالمس بشخصية لها صلة بالأقصى انتقاما على جرى في المعهد الديني في القدس فإنه واضح جدا أن التلميح هو باتجاه الشيخ رائد صلاح".

وحمل خطيب السلطات الإسرائيلية المسؤولية عن احتمال محاولة التعرض لصلاح أو أي شخصية عربية أخرى أو بالمسجد الأقصى، لافتا إلى أجواء التحريض العنصرية التي يثيرها أعضاء كنيست من اليمين المتطرف ضد العرب وذكر خصوصا وزير الأمن الداخلي أفي ديختر على أنه يقف وراء "جوقة التحريض" هذه.

وكانت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قد حذرت في أعقاب العملية مباشرة من احتمال قيام مجموعات من اليمين المتطرف بتنفيذ اعتداءات ضد فلسطينيين في القدس الشرقية والضفة الغربية.

ويذكر أن المعهد الديني "مركاز هراف" هو معقل التيار الديني القومي الصهيوني وهو التيار المركزي في اليمين المتطرف الإسرائيلي والذي معظم أتباعه من المستوطنين، كما أن ستة من الطلاب الثمانية الذين قتلوا في العملية هم من سكان المستوطنات في الضفة الغربية.

من جهة أخرى قالت اللجنة الشعبية الشعبية للدفاع عن الحريات، في بيان عممته اليوم "إننا نتعامل بمنتهى الجدية مع هذا الكشف (في القناة الأولى) والذي وإن انكشف فلا بد من وجود مخططات مخفية أو غير مخفية أخرى لاغتيال شخصيات وقيادات عربية، وندعو كل الأطر إلى تحمل أقصى المسؤولية ووضع خطة للرد على هذا الخطر المحدق، ولكن أساسا الرد على جوهره وجذوره. فقد أصبحت السياسة الرسمية وتصريحات وتوصيات أجهزة الأمن الإسرائيلي وبالذات الشاباك وكذلك التيارات السياسية المركزية الحاكمة وأوساط إعلامية مركزية والرأي العام الإسرائيلي كلها تصعّد في التحريض الدموي ونزع الشرعية واستباحة حقوق الجماهير العربية في وطنها".

وأكدت اللجنة الشعبية للدفاع عن الحريات على أن "أي اعتداء على أي شخصية نتعامل معه كاعتداء على كل جماهيرنا، وأن الدولة بكل أجهزتها وبأعلى المستويات تتحمل مسؤولية أي اعتداء، فما يخطط له من قبل عصابات إجرام سياسية هو مكمّل لممارسات الدولة وأجهزتها ويترعرع عليها". ودعت إلى "مواجهة الإجرام السياسي المنظم بالتصدي الشعبي الكفاحي له من خلال التضامن الداخلي والجاهزية العالية".