ليفني تشدد على عدم التزامها بتصريحات أولمرت

"المشهد الإسرائيلي" – خاص

شددت رئيسة حزب كديما ووزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، اليوم الثلاثاء – 11.11.2008، على عدم التزامها بتصريحات رئيس الحكومة المستقيل، ايهود أولمرت، أمس، حول وجوب انسحاب إسرائيل من معظم الضفة الغربية وأجزاء من القدس الشرقية وهضبة الجولان. وقالت ليفني في مقابلة أجرتها معها إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم، "بصفتي رئيسة كديما فإني لست ملتزمة بأقوال رئيس الوزراء الذي أوشك على إنهاء ولايته، وإنما ببرنامج كديما الذي يحدد تماما شروط إجراء المفاوضات". وأضافت أن "رئيس الوزراء عبر عن رأيه من على منصة الكنيست وهذا أمر جيد".

واعتبرت ليفني أنه "ينبغي إجراء مفاوضات بصورة يتم من خلالها الاهتمام بأن يكون المنتوج، ليس فقط جزء من قطاعات الوطن التي تنفصل عنها، وإنما الجزء الذي نحتفظ من خلاله بالمصالح الوطنية". وأضافت "أننا نريد وجود دولة آمنة في إسرائيل وهذا لا يمكن تنفيذه عليها كلها. ونحن نريد إنهاء الصراع مع الفلسطينيين والاهتمام بأمن مواطنينا".

وتطرقت ليفني إلى الانتخابات العامة التي ستجري في إسرائيلي في 10 شباط المقبل، وقالت إن "مستقبل المنطقة مرهون باختيار مواطني إسرائيل والعالم أصبح يدرك هذا" في إشارة إلى أن فوز كديما سيؤدي إلى استمرار العملية السياسية فيما فوز حزب الليكود وتولي رئيسه بنيامين نتنياهو رئاسة الوزراء سيوقف العملية السياسية.

وكان أولمرت قد قال، أمس، في خطاب ألقاه خلال جلسة خاصة عقدتها الكنيست لإحياء الذكرى السنوية لاغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، يتسحاق رابين، إن "على كل حكومة قول الحقيقة، وهذه الحقيقة لأسفي تلزمنا بسلخ أجزاء من الوطن في يهودا والسامرة (أي الضفة الغربية) والقدس وهضبة الجولان، ومن يعتقد أنه سيكون بالإمكان التهرب من الحسم والاستمرار في بناء علاقات متشعبة مع دول عربية وإسلامية مثلما نفعل الآن فإنه يعيش في حلم".

وفي وقت سابق من أمس قال أولمرت، خلال مراسم عند ضريح رابين في جبل هرتس في القدس، إنه "إذا كنا مصرين على الحفاظ على إسرائيل يهودية وديمقراطية فإن علينا أن نتنازل عن أجزاء من الوطن كنا حلمنا بها طوال أجيال وصلوات، وعن أحياء عربية في القدس والعودة إلى دولة إسرائيل في العام 1967 مع تعديلات".

وأضاف أولمرت أنه "ينبغي الحسم الآن فقد حانت لحظة الحقيقة ولا مجال للتهرب منها، وبالإمكان إهدارها. وإذا تلكأنا، لا سمح الله، فإننا سنخسر الدعم لفكرة الدولتين، وحول البديل فإنه لا جدوى من التوسع في الكلام... رابين قُتل". وتابع "لحظة الحقيقة حانت، وبالإمكان إرجائها لسنوات طويلة سيسفك فيها دما. لكن ينبغي النظر إليها باستقامة وبقامة منتصبة وبمسؤولية. والرصاصات التي قتلت رابين لا يمكنها وقف المسار التاريخي الذي قاده وحتى بعد موته فإن رابين سينتصر".

وقال أولمرت في الكنيست "إني لا أحاول تبرير اتفاقيات اوسلو، التي عارضتها، بأثر تراجعي. لكنها حددت الاتجاه ولم يكن بالإمكان منع هذا الاتجاه". وأضاف أنه "بعد أن تعلمنا العيش مع شعور بالذنب والألم جراء ثمن اتفاق أوسلو واستمرار الإرهاب وخيبة الأمل من الجمود السياسي، عدنا إلى قلب النقاش، غير أنه الآن أخذت تقترب لحظات الحسم وها نحن أمامها".

وتطرق أولمرت إلى اعتداءات المستوطنين وقال إن "التحريض لم يتراجع والكراهية لم تتبدد، وهناك مواطنون إسرائيليون يضربون بعنف وحشي فلسطينيين يريدون قطف زيتونهم مثلما فعلوا طوال مئات السنين في الأماكن التي كانت بيوتهم الشخصية والعائلية، وهناك شبان إسرائيليون مهووسون بأحلام غيبية لا أساس لها في واقع حياتنا ويضربون جنودنا ويكسرون عظامهم ويهددون حياتهم وليس هناك من يوقفهم".

من جانبه تطرق الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، في كلمته أمام ضريح رابين إلى اعتداءات المستوطنين وقال "اليوم مثل الأمس هناك أقلية صغيرة منفلتة وتتعدى بوقاحة على سلطة القانون، وتعتدي على الفلسطينيين لأنهم فلسطينيون وتتحدى سلطة تطبيق القانون، أفراد الشرطة والجنود، الذين يدافعون عن الدولة ويحمونهم. لكن ينبغي التنديد بهذه الأقلية العنيفة وعزلها ومنعها من إسماع أقوال التحريض والكراهية التي يطلقونها وعدم المرور مر الكرام على أعمال التدنيس والاعتداء وكأنهم دولة داخل دولة".

وأضاف بيرس أن "الأغلبية التي تنتخب لن تخشى الأقلية المهدِدة وسوف يدافع الشعب بشجاعة عن بلاده وعن السلام والديمقراطية... والرصاصات التي تم إطلاقها على ظهر رابين لم تقتل طريقه لأنه لا يمكن قتل فكرة وحلم. لكنها حاولت عرقلة وتشويش والمس بخطوة كبيرة مغلفة بدعم إقليمي ودولي عظيم ومن شأنها أن تؤدي إلى واقع سياسي واقتصادي جديد في هذه البلاد وحدودها ولكلا الشعبين اللذين يسكنان فيها ولجيرانها من حولها".

من جانبه تطرق وزير الأمن الداخلي، أفي ديختر، في كلمة أمام ضريح رابين إلى أقوال حاخامات بأن الجنود الذين يقومون بإخلاء بؤرة استيطانية عشوائية يذكرونهم بقوات ألمانيا النازية، وقال ديختر أن هذه الأقوال تخلق أجواء سيئة بإمكانها أن تجعل الكلمات قاتلة.

كذلك قال رئيس المعارضة ورئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو في خطاب في الكنيست إنه "لا يمكننا تحمل الدعوات التي تتعالى اليوم وتدعو للمس برئيس حكومة إسرائيل أو بجندي إسرائيلي. والعبرة لنا جميعا هي أن قيادة مسؤولة عليها أن تعارض هذا التحريض في الوقت الصحيح ولن نسمح باستخدام العنف تجاه من يعمل على تطبيق القانون".

وحذر وزير الدفاع ورئيس حزب العمل، ايهود باراك، في خطابه أمام الكنيست من "دفن الرأس في الرمل" وقال إنه "ينبغي أن نتدارك أمرنا لأنه إذا لم يتم ضبط القانون فإن اغتيالا آخر قد يقع".