مساع لتحسين العلاقات بين أولمرت وباراك ومنع انتخابات إسرائيلية مبكرة

رئيس اتحاد أرباب الصناعيين الإسرائيليين ورئيس الهستدروت يتوسطان لتحسين العلاقات بين أولمرت وباراك بهدف منع إجراء انتخابات عامة مبكرة في إسرائيل ولجم قوة حزب الليكود وزعيمه بنيامين نتنياهو، والبحث في إمكان توحيد كديما والعمل في قائمة واحدة تخوض الانتخابات المقبلة

المشهد الإسرائيلي- خاص

كشفت صحيفة معاريف، اليوم الجمعة- 11.4.2008، عن مساع يتوسط فيها رئيس اتحاد أرباب الصناعيين الإسرائيليين، شراغا بروش، ورئيس نقابة العمال العامة (الهستدروت)، عوفر عيني، لتحسين العلاقات بين رئيس الحكومة ورئيس حزب كديما ايهود أولمرت وبين رئيس حزب العمل ووزير الدفاع ايهود باراك، بهدف منع إجراء انتخابات عامة مبكرة في إسرائيل.

كذلك تهدف هذه المساعي إلى لجم قوة حزب الليكود وزعيمه بنيامين نتنياهو. ويجري البحث أيضا في إمكان توحيد حزبي كديما والعمل في المستقبل ومحاولة صوغ معادلة لتحديد من سيترأس قائمة موحدة كهذه. وبحسب معاريف فإن أحد الاقتراحات يطرح فكرة التناوب، بحيث يستمر أولمرت في ترؤس الحكومة المقبلة، في حال فازت القائمة الموحدة بالانتخابات، لمدة ثلثي فترة ولاية الحكومة ويتولى باراك رئاسة الحكومة في الثلث الأخير من هذه الفترة.

وقالت معاريف إن الوسيطين عيني وبروش مقربان من أولمرت وباراك، وعقدا مؤخرا عدة لقاءات معهما. والتقى الوسيطان أولمرت في مكتبه قبل أسبوع. كما أنهما يجريان اتصالات أخرى مع مقربين آخرين من أولمرت وباراك بهدف الدفع نحو استقرار الحلبة السياسية ومنع انتخابات عامة مبكرة من خلال تحسين علاقات أولمرت وباراك. وبحسب تقرير معاريف، الذي أعده الصحافي بن كسبيت، المعروف بقربه من نتنياهو، فإن الهدف الاستراتيجي العام من المبادرة هو لجم قوة نتنياهو وإنشاء رافعة سياسية تقود إلى فوز كتلة الوسط السياسية، المؤلفة من كديما والعمل، في الانتخابات العامة المقبلة. وطُرحت خلال هذا المسعى فكرة ضم أحزاب أخرى مثل حزبي الخضر والمتقاعدين.

وأشارت الصحيفة إلى أن العائق الأساس في فكرة توحيد العمل وكديما يدور حول من سيترأس قائمة كهذه. وأحد الحلول المطروحة لحل هذه الإشكالية هو إجراء استطلاعات رأي في أثناء موعد تشكيل القائمة الموحدة. وحل آخر يقضي بإجراء انتخابات داخلية بين أعضاء كلا الحزبين. ويطرح حل ثالث فكرة التناوب على رئاسة الحكومة شريطة أن تفوز هذه القائمة بالانتخابات. لكن أولمرت يرفض في هذه المرحلة فكرة التناوب على رئاسة الحكومة فيما يرى باراك أنه لا توجد إمكانية بتاتا بأن يتم انتخاب أولمرت مجددا لرئاسة الحكومة ولذلك يتوجب أن يترأس هو فقط القائمة.


ونقلت معاريف عن شخص ضالع في سر هذه الاتصالات تأكيده عليها، لكنه أشار إلى أنها ما زالت في مراحل أولية جدا وأنه "لا شك في أنه يجري الحديث والتفكير في هذا الأمر لكن تطبيق هذه الأفكار في الواقع ما زال بعيدا جدا". وقالت مصادر في مكتب أولمرت إن الأخير التقى فعلا مع الوسيطين بروش وعيني وتم تناول الحلبة السياسية خلال اللقاء "لكن ليس فكرة التناوب". من جهة أخرى قالت مصادر في مكتب باراك إن "الموضوع ليس واقعيا وليس مطروحا على جدول الأعمال ولا يوجد شيء يمكن التحدث حوله" في هذا السياق.

وتطرق استطلاع نشرته صحيفة هآرتس اليوم إلى احتمال توحيد حزبي كديما والعمل. وقال 24% من المستطلعين إنه سيتزايد احتمال تصويتهم لمثل هذه القائمة، فيما قال 20% إن هذا الاحتمال سيتضاءل. وقال 39% إن احتمال التصويت لقائمة كهذه لن يتغير بالنسبة لهم، وقال 17% إنهم لم يبلوروا موقفا من هذه الإمكانية بعد.

وأظهر استطلاع هآرتس أن قوة حزب الليكود قد تراجعت من 35 مقعدا في الكنيست في استطلاع شهر شباط الماضي إلى 29 مقعدا في الاستطلاع الحالي. وفي المقابل ارتفعت قوة حزب العمل من 17 مقعدا إلى 18 كما ارتفعت قوة حزب كديما من 14 إلى 15. وبقيت قوة حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف على حالها كما في الاستطلاع السابق وهي 12 مقعدا. وجاءت نتائج الاستطلاع حول قوة بقية الأحزاب في حال جرت الانتخابات اليوم على النحو التالي: شاس- 10 مقاعد؛ ميرتس- 7؛ يهدوت هتوراة- 6؛ "الوحدة القومية- المفدال"- 6 مقاعد؛ "عدل اجتماعي" أي حزب الملياردير أركادي غايداماك- 4؛ حزب الخضر- 3. وتبين أن الأحزاب العربية الثلاثة ستحافظ على قوتها وهي 10 مقاعد موزعة كما يلي: القائمة العربية الموحدة- 4، الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة- 3؛ التجمع الوطني الديمقراطي- 3.

وعزت هآرتس تراجع قوة حزب الليكود إلى كشف تقارير صحافية مؤخرا عن رحلة نتنياهو إلى لندن خلال حرب لبنان الثانية وقد اتسمت هذه الرحلة بالتبذير والبذخ على حساب منظمات يهودية بريطانية، كما أن نتنياهو اصطحب في رحلته هذه زوجته. وقد جرى كل هذا بصورة تتناقض مع القانون وقواعد الآداب التي وضعها الكنيست. من جهة أخرى أظهر الاستطلاع تعزز مكانة وزيرة الخارجية تسيبي ليفني بين الجمهور الإسرائيلي، من خلال ردود المستطلعين على سؤال حول مدى الرضا من أدائها، فيما تراجع رضا الجمهور عن أداء أولمرت وباراك بنسبة ضئيلة وهو رضا بنسب متدنية أصلا.

وفي ردهم على سؤال حول أكثر ما يقلق المواطنين الإسرائيليين في هذه الايام، أشار 34% إلى البرنامج النووي الإيراني و22% إلى الوضع الاقتصادي و21% إلى التوتر الأمني في مقابل سورية وحزب الله و14% قالوا إنهم قلقون من جميع البنود السابقة وقال 4% إنهم غير قلقين من شيء.

وفيما تحتفل إسرائيل هذا العام في الذكرى السنوية الستين لقيامها، رأى 77% من المشاركين في الاستطلاع أن دولة إسرائيل ستستمر في الوجود بعد 60 عاما أخرى، فيما قال 11% إنها لن تبقى بعد 60 عاما وقال 12% إنهم لا يعرفون ما إذا كانت إسرائيل ستبقى بعد ستين عاما.