ليفني تفضل مفاوضات منفردة مع الفلسطينيين على تفعيل المبادرة العربية

"المشهد الإسرائيلي" – خاص

أعربت وزيرة الخارجية الإسرائيلية ورئيسة حزب كديما، تسيبي ليفني، مؤخرا، عن تحفظها من مبادرة السلام العربية، وكررت في عدة مناسبات أنها تفضل إجراء مفاوضات مباشرة ومنفردة مع الفلسطينيين. وقالت صحيفة هآرتس، اليوم الأربعاء – 29.10.2008، إن ليفني "ليست منفعلة من الاكتشاف المتأخر للمبادرة العربية وهي متمسكة بمواصلة المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين". وكان الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، ووزير الدفاع ورئيس حزب العمل، ايهود باراك، قد عبرا مؤخرا عن تأييدهما لمبادرة السلام العربية مع الحفاظ على قناة مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، في إطار مفاوضات تجريها إسرائيل مع العالم العربي وجامعة الدول العربية. لكن الصحيفة لفتت إلى أن حديث باراك عن المبادرة يأتي في سياق المعركة على أصوات اليسار الإسرائيلي والظهور بأنه يسعى لسلام إقليمي.

وقالت ليفني في اجتماعات مغلقة، وهي لا تعارض المبادرة العربية، إن باراك "يحاول البحث عن أجندة سياسية لنفسه ولحزب العمل وخلال ذلك سحب المبادرة العربية". وأضافت أنها تعرف جيدا مواقف باراك تجاه الفلسطينيين واحتمالات التوصل إلى سلام معهم. وذكرت ليفني خلال الاجتماعات المغلقة أنها دعت الدول العربية قبل سنتين إلى البدء في "تطبيع على مراحل" مع إسرائيل وعدم انتظار التوصل إلى نهاية عملية سلام في المنطقة. وأشارت إلى أنها تحدثت خلال العام الأخير مع عدد كبير من المسؤولين العرب وسمعت منهم جميعا رأيا واحدا مفاده أن مفتاح عملية سلام مع العالم العربي هو اتفاق مع الفلسطينيين. وقالت ليفني "هذه أنا التي التقيت في القاهرة مع وزيرا خارجية مصر والأردن ودعوتهما للمجيء إلى هنا، بصفتهما ممثلان لجامعة الدول العربية، للبحث في دفع المبادرة العربية. لكن بعد أن جاءا فهمت أنه بالنسبة لهما يجب التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين قبل كل شيء".

ولفتت هآرتس إلى أن هذه الرسالة ذاتها تسلمها بيرس من الرئيس المصري، حسني مبارك، خلال لقائهما في شرم الشيخ، الأسبوع الماضي، وأن مبارك قال إن اتفاقا إسرائيليا - فلسطينيا سيشكل أساسا لاتفاق مع كل العالم العربي. رغم ذلك فإن ليفني تواصل اتصالاتها مع العالم العربي. وقالت هآرتس إنها ستشارك في قمة للحوار بين الديانات بادر إلى عقدها الملك السعودي عبد الله وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون في نيويورك في 12 تشرين الثاني المقبل. ويذكر أن الملك السعودي كان أول من طرح مبادرة السلام، التي كانت تنسب للسعودية بداية، لكن بعد إقرارها في القمة العربية في بيروت في آذار العام 2002 أصبحت تعرف بمبادرة السلام العربية، كما أقرتها قمم عربية لاحقة.

وذكرت هآرتس أن مبادرة السلام العربية في صلب المنافسة بين ليفني وباراك على أصوات الناخبين اليساريين الذين يؤيدون عملية السلام مع اقتراب الانتخابات العامة التي ستجري في العاشر من شباط المقبل. ويقترح باراك أن تجري إسرائيل مفاوضات سياسية على أساس المبادرة العربية من أجل "توسيع الكعكة" والتسهيل على الفلسطينيين والسوريين التوصل لتسويات وتقديم تنازلات لإسرائيل، ومن الجهة الأخرى سيكون هناك استعدادا لدى الجمهور الإسرائيلي لتقديم تنازلات في حال كان المقابل سلاما شاملا.

وينسق باراك وبيرس مواقفهما في هذا الموضوع، علما أن المنصب يحتم على الرئيس الإسرائيلي أن يكون خارج النقاش السياسي الداخلي. ويذكر أن العلاقات بين باراك وبيرس كانت متوترة في السنوات الماضية، لكن باراك يسعى الآن لجذب بيرس إلى جانبه، رغم أنه كان قد انسحب من حزب العمل وانضم لحزب كديما. ورغم أنه يحظر على بيرس المشاركة في حملات انتخابية لكن باراك يسعى لأن تكون تصريحات بيرس مماثلة لتصريحاته. وقالت هآرتس إن باراك يتناول وجبة الفطور مع بيرس صباح كل يوم أحد، وقبل اجتماع الحكومة الأسبوعي، في ديوان الرئيس الإسرائيلي، وأن بيرس تشاور معه، ومع ليفني أيضا، قبل لقائه مع مبارك الأسبوع الماضي.