ليفني تحاول إقناع وزير المالية بالتجاوب مع مطالب حزب شاس

"المشهد الإسرائيلي" - خاص

تسعى رئيسة حزب كديما المكلفة بتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة ووزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، إلى إقناع وزير المالية، روني بار أون، الذي يعتبر مقرب منها، بالتجاوب مع مطلب حزب شاس بزيادة مخصصات الأولاد. وطالب قياديون في حزب كديما بار أون بإبداء ليونة تجاه مطالب حزب شاس من أجل ضم هذا الحزب للحكومة الجديدة. ونقلت صحيفة هآرتس، اليوم الجمعة – 17.10.2008، عن قياديين في كديما قولهم إنه "من الأجدى أن يبدأ وزير المالية روني بار أون بإظهار ليونة من أجل التوصل إلى تسوية مع شاس وتشكيل حكومة بأقرب وقت".

وانتقد القياديون في كديما بار أون بسبب رفضه الموافقة على زيادة مخصصات الأولاد بموجب مطلب شاس. وأشارت هآرتس إلى أن ليفني تسعى للتوصل إلى اتفاق مع شاس، حتى يوم الأحد المقبل، حيث ستطلب عندها من الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، تمديد مهلة تشكيلها حكومة. وعقدت ليفني اجتماعا مع بار أون في بيتها، أمس، في محاولة للتوصل إلى تفاهمات معه حول الميزانية التي يطلبها شاس، لكن مقربين من بار أون أوضحوا أنه يعارض فتح إطار الموازنة للعام 2009 وحتى أنه هدد بالاستقالة من منصبه في حال استمرت الضغوط عليه بهذا الخصوص. وقال قياديون في كديما إن "ليفني تريد تنفيذ الأمر (أي زيادة المخصصات) بالتنسيق مع بار أون رغم أنه بإمكانها تنفيذ ذلك من جانب واحد وربما تفعل ذلك في نهاية المطاف".

وكانت ليفني قد اجتمعت مع رئيس شاس، الوزير ايلي يشاي، أمس، واتفقا في ختام الاجتماع على تسريع المفاوضات الائتلافية بينهما. وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم، بأنه فيما وافق كديما على زيادة مخصصات الأولاد بمبلغ 700 مليون شيكل إلا أن شاس يطالب بزيادة كل المبلغ الذي يطلبه دفعة واحدة ومن خلال موازنة العام 2009 وليس على ثلاث دفعات سنوية مثلما يقترح كديما. ونقلت يديعوت أحرونوت عن يشاي قوله لدى خروجه من الاجتماع مع ليفني "لسنا مستعدين لاتفاق مثل الاتفاق مع العمل" في إشارة إلى تنازل حزب العمل عن الكثير من مطالبه خلال المفاوضات الائتلافية. وبحسب الصحيفة فإن يشاي يطالب بزيادة مخصصات الأولاد بمبلغ 950 مليون شيكل من خلال موازنة العام المقبل وليس توزيع المبلغ على ثلاث سنوات، بحيث تتم زيادة 150 مليون شيكل في موازنة العام المقبل و400 مليون شيكل في موازنة العام 2010 و400 مليون شيكل في موازنة العام 2011.

وقال يشاي خلال اجتماعه مع ليفني "لا أستطيع الدخول إلى حكومة من دون إضافة ملموسة في العام القريب. ولا يهمني ماذا سيسمون ذلك، ونحن نطالب بالحصول على المال لأغراض اجتماعية في سنة الموازنة 2009". من جهة ثانية قال قيادي كبير في شاس إن حزبه يطالب بزيادة مخصصات الأولاد بمليار شيكل "وإذا استمرت ليفني في الاقتراح علينا بأن نكتفي ب600 إلى 700 مليون شيكل، فإذا عليها أن لا تهدر وقتها ووقتنا ووقت فخامة الرئيس، وبإمكانها أن تتنازل عن تمديد مهلة تشكيل الحكومة لأنه في هذه الحالة سنذهب جميعنا إلى الانتخابات".

رغم ذلك نقلت يديعوت أحرونوت عن يشاي قوله في محادثات مع مقربيه إنه يوجد استعداد لدى كديما لتقديم تنازلات لشاس لكنه هدد في الوقت ذاته بأن حكومة من دون شاس ستقود إلى انتخابات مبكرة. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن يشاي قوله لدى خروجه من الاجتماع مع ليفني إنه "ما زالت هناك فجوات لكن يوجد استعداد للجسر بينها". ووصف الجانبان الاجتماع ب"الجيد" وتقرر عودة وفدي المفاوضات من الحزبين إلى الاجتماع مساء أمس في محاولة للتوصل إلى تفاهمات. رغم ذلك شدد يشاي على أنه "ليس فريسة سهلة" وأن "الجلوس في صفوف المعارضة لا يخيفني ولن أكون في الحكومة إذا لم أجلب بشرى حقيقية ولن نبحث عن خدع في الصياغات".